طالبت مؤسسات حقوقية فلسطينية الثلاثاء بإطلاق سراح شابة فلسطينية تم اعتقالها بعدما نظمت نشاطا موسيقيا في موقع مقام النبي موسى الأثري والديني بالقرب من مدينة أريحا أثار حفيظة العديد من الفلسطينيين.

واعتقلت الشابة سما عبد الهادي «30 عاما» التي تنشط في تنظيم حفلات موسيقى "التكنو" أو "الكترونيك دانس" مساء الأحد بعدما نظمت حفلا في موقع مقام النبي موسى مساء السبت تناقل مقاطع منه العديد من الفلسطينيين عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وانتقد كثيرون منهم الحفل كونه جرى في موقع ديني يضم مسجدا.

Ad

وظهر في الفيديو شبان وصبايا يرقصون على الموسيقى الالكترونية.

وقال مدير عام الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان عمار دويك لوكالة فرانس برس "طالبنا اليوم بإطلاق سراح الفتاة سما، لأن اعتقالها لم يكن منطقيا وتمّ بسبب غضب الرأي العام رغم أنها حصلت على الترخيص المطلوب من وزارة السياحة".

وقال رئيس الوزراء محمد اشتيه الأحد "أساءنا ما جرى من أحداث يوم أمس السبت لما يحمل هذا المكان من مكانة دينية وتاريخية، وعليه قمنا بتشكيل لجنة تحقيق حول كل الذي حدث هناك وسوف نوقع كل العقوبات على هذه الاساءة للمكان ورمزيته".

وجرى الثلاثاء تمديد اعتقال الشابة مدة 15 يوما إضافيا.

واعتبرت "مؤسسة الحق" المدافعة عن حقوق الإنسان أن "إبقاء الشابة سما في الاعتقال ولو لدقيقة يعتبر تعسفا".

وانتقد البعض استهلاك المشاركين في الحفل للكحول. وقال أبو علي في تغريدة على "تويتر"، "ما حدث السبت مقزز"، مضيفا "في الحفلة، كانت هناك موسيقى صاخبة ومشروبات كحولية وحشيش".

كما انتقد حصول الحفل على ترخيص في وقت هناك تدابير إغلاق بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد.

وقال الدويك إن مقام النبي موسى "مقام ليس دينيا بحتا، إنما هو سياحي أيضا"، مضيفا "إن كانت الموسيقى الإلكترونية غير مناسبة له، كان المفروض ألا تعطيها وزارة السياحة الترخيص".

واعتبر مدير مؤسسة الحق في الأراضي الفلسطينية شعوان جبارين أن التوقيف "تعسفي"، معتبرا أن سما "كبش فداء لإرضاء الشارع".

وانتشر فيديو شوهد فيه شبان يهاجمون مكان الحفلة ويطلبون من منظميها مغادرة المكان.

كما هاجم شبان ورجال دين الموقع في اليوم التالي للحفلة وقاموا بتحطيم أثاث وإحراق موجودات.

وقالت عائلة سما عبد الهادي عقب اعتقالها في بيان إن "الحفل أقيم في إطار مشروع يهدف الى تصوير عدد من الفيديوهات عن الموسيقى الإلكترونية في فلسطين، وللترويج لفلسطين بمواقعها الأثرية"، عن طريق إنتاج هذه الفيديوهات وتصويرها في مواقع أثرية وسياحية"، على أن يتم بثها على نطاق واسع.

ولم يتسن الحصول على توضيحات من الشرطة الفلسطينية حول القضية.