جو بايدن يتعهد بتفعيل «الإنتاج الدفاعي» ودونالد ترامب يفتح النار على الجمهوريين

نشر في 31-12-2020
آخر تحديث 31-12-2020 | 00:05
كاهن من البيرو ينظف صورة بايدن خلال طقوس في ميدان سان مارتن في ليما أمس الأول (إي بي إيه)
كاهن من البيرو ينظف صورة بايدن خلال طقوس في ميدان سان مارتن في ليما أمس الأول (إي بي إيه)
شنّ الرئيس الأميركي المنتخب، جو بايدن، هجوماً شديداً على تعامل غريمه الجمهوري، دونالد ترامب، مع جائحة "كورونا"، ووصف آلية إعطاء اللقاح بالفاشلة، مؤكداً أنه سيلجأ إلى قانون الإنتاج الدفاعي، الذي يعود إلى فترة الحرب الكورية، لإجبار الشركات الخاصة على تكثيف إنتاج اللقاح لمصلحة الحكومة.

وتحدث بايدن في كلمة ألقاها، أمس الأول، عن ملامح برنامجه لمواجهة الوباء بعد تسلم منصبه في 20 يناير، معتبراً أن خطة ترامب لتوزيع اللقاح لم تكن كافية، ولم تتقدم كما ينبغي، وفشلت في تحقيق أهدافها، وإذا استمر برنامجه بالوتيرة الحالية، فسوف يستغرق الأمر سنوات لتطعيم الشعب الأميركي.

وحذّر بايدن من أن الأسابيع والأشهر القليلة المقبلة ستكون صعبة، وربما تكون أصعب فترة للوباء، موضحاً أن متوسط معدل الوفيات اليومي بلغ 2200 حالة تقريباً، ويتوقع زيادتها بعد موسم العطلات في يناير وفبراير.

وتعهد بايدن بجعل اللقاح متاحاً لجميع الأميركيين، وتطعيم أكثر من 100 مليون خلال أول 100 يوم من توليه الرئاسة، مبيناً أنه سيعمل على إنشاء مواقع للتلقيح وإرسال وحدات متنقلة إلى المجتمعات النائية، وسيتأكد من توزيعه بشكل منصف، حتى يتمكن كل شخص من الحصول عليها، بغض النظر عن لون بشرته ومكان سكنه.

وفي حين يواجه احتمال إبطال اعتراضه على الميزانية الدفاعية، في سابقة من شأنها أن تشكل إحراجاً كبيراً له في الأيام الأخيرة من عهده، هاجم ترامب بشدة، أمس الأول، قياديي حزبه في الكونغرس، مؤكداً أن "القيادة الضعيفة والمتعَبة للجمهوريين ستسمح بتمرير مشروع قانون الميزانية الدفاعية".

ومن منتجع مارالاغو، حيث يمضي عطلته، كتب ترامب، في تغريدة، "عمل جبان وشائن وخضوع تام من قبل أشخاص ضعفاء أمام كبرى شركات التكنولوجيا".

وأضاف متوجّهاً إلى الجمهوريين "تفاوضوا على مشروع قانون أفضل أو غيروا قادتكم الآن"، مشدداً على أن "مجلس الشيوخ يجب ألا يصادق على مشروع قانون الميزانية الدفاعية قبل إصلاحه!".

وتجاهل زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونل تغريدات ترامب، وحدد موعد التصويت على إبطال اعتراضه على مشروع قانون الميزانية الدفاعية.

كذلك هاجم ترامب قادة الحزب الجمهوري لعدم تأييدهم مزاعم أنه فاز على بايدن، قائلاً، "نحن بحاجة إلى قيادة جمهورية جديدة وحيوية، هل يمكنكم أن تتخيلوا لو أن الجمهوريين سرقوا الانتخابات من الديمقراطيين، لكانت أبواب الجحيم قد فُتحت".

وتابع: "القيادة الجمهورية لا تريد سوى المسار الأقل مقاومة، وقادتنا (ليس أنا بالتأكيد!) مثيرون للشفقة. يعلمون فقط كيف يخسرون! ملاحظة: لقد ساهمت بفوز الكثير من أعضاء مجلس الشيوخ في الانتخابات. أعتقد أنهم نسوا!".

ويأتي هجوم ترامب على قيادة الحزب الجمهوري قبل أسبوع من انتخابات مفصلية في ولاية جورجيا للفوز بمقعدين في مجلس الشيوخ في استحقاق من شأنه أن يحدد هوية الحزب الذي سيحظى بالأغلبية في المجلس.

ومن المقرر أن يزور ترامب الولاية الجنوبية يوم الاثنين، لخوض حملة لدعم المرشّحين الجمهوريين ديفيد بيرديو وكيلي لوفلر عشية اليوم الانتخابي.

وجورجيا ولاية جمهورية الانتماء إجمالاً، لكنها صوتت بفارق ضئيل لمصلحة بايدن، ويخوض فيها بيرديو ولوفلر سباقاً محموماً مع المرشّحين الديمقراطيين جون أوسوف ورافايل وورنوك.

والاثنين صوّت 322 نائباً مقابل 87 على تخطي اعتراض ترامب على الميزانية الدفاعية البالغة 740 مليار دولار، بينهم 109 جمهوريين.

ومن المتوقّع أن يجري هذا الأسبوع التصويت على مشروع القانون في مجلس الشيوخ ذي الأغلبية الجمهورية، حيث يتعيّن أن ينال النص تأييد ثلثي الأعضاء لإبطال اعتراض الرئيس.

وفي بيان أصدرته عقب التصويت هاجمت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي ترامب، واعتبرت ان اعتراضه على مشروع قانون الميزانية الدفاعية "متهوّر"، داعية إياه إلى وضع حد لـ"حملة الفوضى" التي يخوضها.

ويأتي تخطي مجلس النواب لاعتراض ترامب غداة رضوخه لضغوط الجمهوريين والديمقراطيين وتوقيعه خطة المساعدة الاقتصادية البالغة 900 مليار دولار، والتي كان يلوّح بالاعتراض عليها.

وهو كان قد لوّح على مدى أيام بعدم توقيع نص أعده وزير الخزانة، ونال تأييد الحزبين في الكونغرس. وبخضوعه أزيح شبح الإغلاق الحكومي الذي كان يمكن أن يحصل اعتبارا من الثلاثاء وضمنت استمرارية المساعدات لملايين الأميركيين، الذين هم بأمس الحاجة إليها بسبب الجائحة.

ووقع ترامب أخيراً خطة المساعدة الاقتصادية في مارالاغو مساء الأحد، بعيدا من الإعلام. ويشكل توقيعه لخطة المساعدة الاقتصادية، وإبطال الكونغرس الذي يلوح في الأفق لاعتراضه مؤشرين جديدين لتلاشي سلطته قبل موعد مغادرته البيت الأبيض في 20 يناير.

وخلال ولايته الرئاسية اعترض ترامب على تسعة مشاريع قوانين من بينها الميزانية الدفاعية، وإلى حد الآن لم يبطل الكونغرس أياً من اعتراضاته.

back to top