وحيد حامد: قضيتي هي الإرهاب وفخور بكل تجاربي
كشف أنه دخل مجال الإنتاج لرغبته في تقديم الأفلام كما يكتبها
كرّم مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الأخيرة الكاتب وحيد حامد، تقديراً لمسيرته الفنية الحافلة على مدار أكثر من 5 عقود، وفي حواره مع "الجريدة" تطرق حامد إلى العديد من الأمور... فإلى التفاصيل:
● كيف ترى تكريمك في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي؟
- علاقتي بالمهرجان قديمة جداً، فقد عرفت مهرجانات السينما في مصر من خلاله باعتباره أول مهرجان يقام بالفعل، وكنت سعيداً وأنا أشاهده وأتابعه يوماً بعد الآخر، وهو يسير بخطوات ثابتة نحو الأمام في الوقت الذي تعاقبت عليه أجيال مختلفة لتولي الإدارة، وعندما أبلغت بالتكريم شعرت بسعادة كبيرة، لأنني أكرم من الجيل الجديد على أعمالي القديمة والجديدة، وهذا الأمر يعد تقديرا لما قدمته وله مكانة كبيرة عندي، وفي ندوة التكريم التي حضرها كثيرون شعرت بسعادة لا توصف من كثافة الحضور والمشاركين، وسعدت بأن يتم الاحتفاء بي بهذا القدر من الحب.
● ما الذي دفعك لدخول مجال الإنتاج السينمائي؟
- لم أكن أفكر في الإنتاج ودخول هذا المجال، لكن خلال التحضيرات التي كنا نعمل عليها أثناء الاستعداد لفيلم "اللعب مع الكبار" كان يفترض أن يتولى إنتاجه أحد المنتجين، وبالفعل بدأنا التحضير معه، لكنه أراد أن يجري تعديلات بعدة مشاهد لتوفير النفقات الإنتاجية، وهذا الأمر دفعني للاتجاه إلى مجال الإنتاج من أجل ضمان تقديم الأعمال التي أكتبها كما أريدها، حتى أحافظ على خروجها للنور بالطريقة التي ترضيني.● أثارت بعض أعمالك جدلاً مجتمعياً، فكيف كانت تمر من الرقابة؟
- لم يكن لدي مشكلة مع الرقابة في السابق، لأنني دائما كنت أعمل وفق القانون فلم أخالفه يوما، وهناك دائماً إطار للعمل، كل منا يلتزم به ولا يتجاوزه، وعندما يحدث الخلاف كنا نحتكم إلى القانون من دون تردد ليكون الفيصل بيننا، لكن هذا الوضع تغير اليوم، وأصبح هناك غياب للقانون المنظم للعلاقة بين المؤلف والجهة الرقابية، وهو أمر ليس منضبطا على الإطلاق.● لديك طقوس خاصة للإبداع، منها الوجود يوميا بأحد الفنادق المطلة على النيل، فكيف يساعدك ذلك؟
- لا ألزم نفسي بالكتابة لكني أتهيأ لها، ولست ملزماً بكتابة أجزاء معينة أو قدر محدد، ولكن في الوقت ذاته أضع نفسي في الأجواء التي تهيئني للكتابة، وعادة ما أفضلها وسط الناس، وهي طبيعتي منذ فترة طويلة، وقبل اللجوء إلى الفندق مؤخرا كنت أتواجد في وسط القاهرة لأكون بين الناس، وهذا شيء مهم للكاتب.● يترقب الجمهور الجزء الثالث من مسلسل "الجماعة"، فماذا عنه؟
- الموضوع ليس سهلاً، ومازلت في مرحلة الكتابة ولا يوجد موعد له، فالأمر بحاجة لمزيد من الوقت، وبطبعي لا يمكنني أن أحدد موعداً لانتهائي من كتابته، لذا أعتبر أن المشروع لايزال قائماً، ولكن دون أن يكون هناك موعد لإنهائه.● كيف تشعر حين تحققت توقعاتك في أعمالك التي تنبأت بالمستقبل؟
- لا أعتبر أن أعمالي تنبأت بالمستقبل، لأن السينما لا تعرف التنبؤات، ولكن يمكن أن تقول إن الكاتب عليه أن يرصد المجتمع وتفاصيله، ومن خلال قراءته وما يشاهده يمكن أن يتوقع ما يحدث ويعبر عنه، فالخلل الموجود بالمجتمع يكون له توقعات وسيناريوهات يمكن أن تحدث، ولم أفكر يوماً في كتابة شيء يخالف قناعتي ورؤيتي، لذا أشعر بالفخر لكل تجربة قدمتها.● تحدثت خلال المهرجان عن انصاف التاريخ وليس الجمهور لبعض الأفلام، كيف توضح ذلك؟
- توقيت العرض مسألة لها حساباتها، والإيرادات لها حسابات معقدة، ولا يمكن توقعها أحيانا لعدة أسباب، فأنت لديك قدرة على التعامل مع العمل الفني وخروجه للنور، لكن أحيانا يكون هناك طغيان لفيلم آخر على سبيل المثال تزامن طرحه، أو تكون لدى الجمهور رغبة في مشاهدة عمل له طبيعة خاصة وغيرها من الأمور، لكن مع مرور الوقت ومع عرض الأفلام على الشاشات يحدث انصاف الجمهور للعمل، ويبقى في الذاكرة العمل الجيد، وهذا لا يحدث مع أفلامي فقط، ولكن يحدث مع أفلام كثيرين، وهناك أفلام قدمت قبل سنوات طويلة، لكنها عادت اليوم بعبارات وجمل منها يتداولها الجمهور.● تعاطت أعمالك بقوة مع الإرهاب، فلماذا تركيزك على هذه القضية دون غيرها؟
- كل كاتب يكون لديه قضية تشغله ويحاول التعبير عنها في أعماله، وبالنسبة لي كانت قضيتي هي الإرهاب والجماعات الإرهابية التي كانت تعمل في الشارع، سواء في السياسة أو النشاط الاجتماعي تحت الغطاء الديني، لأنها وقفت حائط سد أمام محاولات تحقيق العدالة الاجتماعية التي اعتبرتها حكراً عليها، وحاولت تطبيقها بطريقتها، وقمت بمواجهة هذا الفكر في أعمالي، وأشعر بالفخر أنني استطعت مواجهتها في ذروة قوتها، خصوصا أنني كنت شاهداً على التحولات الفكرية التي حدثت في المجتمع، ودفعت نحو التغيير الذي حدث لمصر مع بداية السبعينيات.● لأعمالك كواليس وتحضيرات عرفها الجمهور بعد سنوات من العرض، فهل يزعجك ذلك؟
- على الإطلاق... أي فيلم يكون هناك ترشيحات أولية يمكن أن تقدم الدور وقد لا تناسبها الظروف، فالمسألة مرتبطة بأمور عدة، وهناك شخصيات قدمت الأفلام بصورة قد تكون أفضل من المرشحين الأوائل، وهناك تغييرات كثيرة تحدث أثناء التحضير والتصوير، وبالتأكيد لا أسمح أن تضر بالعمل، لكن على سبيل المثال فيلم "غريب في بيتي" من الأفلام التي نجحت جداً، لكن تفاصيل خروجه للنور مختلفة بداية من الترشيحات المتعددة للبطولة أمام سعاد حسني، وصولاً إلى تغيير النادي في الفيلم، ليكون الزمالك بدلاً من الأهلي لأسباب لها علاقة بعدم التوافق على تكلفة التصوير داخل الأهلي.القاهرة - هيثم عسران
عملت وفق القانون فلم أصطدم مع الرقابة