حرس الأسواق
تعود الكویتیون على وجود قوات الأمن في مختلف أزقة أسواق المدینة وعلى مدى عقود من زمن القرن المنصرم، تلك الفرق العسكریة التي تحفظ الأمن داخل الأسواق لم تتلاش إلا منذ قرابة الأربعین عاماً أو ما ینقص، وقد كانت معروفة بـ"حرس الأسواق". وجود الحرس في أماكن متناثرة حول المدینة وخصوصاً في أوقات متأخرة من النهار واللیل كان یعطي هیبة للزي العسكري الذي امتاز آنذاك بلونه "الخاكي" والذي یمیل إلى ذاك اللون الترابي لیصدح صاحبه بكلمة "صاحي" بین الفینة والأخرى منبهاً من تسول له نفسه فعل أي شیء لا یتماشى مع الأعراف عن وجوده هاهنا، وكذلك لیعطي زملاءه من حرس الأسواق إشارة على وجوده في مكان ما یحرسه ویحفظ فیه الأمن.قرار وزیر الداخلیة الأخیر في الرابع والعشرین من دیسمبر الجاري بشأن إعادة انتشار قوات الأمن في المجمعات التجاریة، قرار محمود وناجع ومرحب فیه بشكل ملحوظ بین أوساط الكویتیین من كل أطیافهم، وینم عن الحس الأمني العالي للوزیر الحالي الذي تمرس في أعمال الأمن القومي، وله من الخبرة الأمنیة العسكریة ما یؤهله لملء منصبه بجدارة، فبدل أن تكون قوة حرس الأسواق منتشرة بین أزقة الأحیاء والأسواق القدیمة، أصبحت تواكب العصر وفي یومنا هذا تأخذ شكل القوات الخاصة المنتشرة في "المولات" التجاریة. أكرر هذا التوجه هو خطوة في الطریق الصحیح لوضع رادع للمستهترین من الشابات قبل الشباب وحفظ هیبة القانون، كما أزید أن مثل هذا الأمر موجود، وقد شاهده الكثیر منا في مختلف بلدان العالم سواء كان في شرق آسیا أو بلدان القارة العجوز، كما أتمنى من الوزیر الشیخ ثامر العلي تكثیف وجود مثل تلك القوات حتى في الأسواق المفتوحة، وإن لزم داخل المناطق السكنیة، وأن یعطوا من الصلاحیات الشيء الواسع في التنسیق مع قوى حفظ الأمن الأخرى والدوائر المختصة في المخالفات المروریة داخل بعض الأحیاء السكنیة، والتي أصبحت حلبات سباق واستعراضا لمواهب البعض في قیادة سیاراتهم الریاضیة الفارهة أو المدججة بالمعدات المزعجة على طریقة أفلام المطاردات و"الأكشن" في فترة الثمانینيات.
لا ضرر من وجود القوات الخاصة بیننا في الأسواق أو غیرها من الأماكن العامة، ولنعلم بناتنا وأولادنا احترام شعار الدولة والزي العسكري، ففي النهایة، وكما یقول المثل الدارج "لا تبوق ولا تخاف".على الهامش: سؤال مستحق للقائمین على حملة التطعیم من فیروس كورونا المستجد، ما المعاییر التي تم اختیار الدفعة الأولى لمتلقي التطعیم وهل كان أحدهم من غیر منتسبي الصفوف الأولى من الجیش الأبیض أو كبار السن؟!