صاحبة «الجهالة»
![عبدالله الفلاح](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1605719323015202200/1605720315000/1280x960.jpg)
صحف- الكثير منها- لا تمنح الآخرين حق النقد، إن قيل لك خفف وطء النقد، هذا قد يكون ألّا تنتقد أبداً، وليت النقد الذي يقدم من خلال الصحف، يمكن أن يلتمس جراح الناس، إنه النقد الهش، ولنقل النقد الفقاعة! تكبر العناوين، وتصغر الكلمات- التي تخفي وراءها ما وراءها- لتشعر أن ما قدم ليس سوى غوغاء، ولا تجيد أكثر من الحفر في الهواء! يكبر الجهل- في قيمة الصحافة- في معنى أن تكون صحافياً، لأن الأزمة ليست نقصا في الإبداع فقط، بل نقصاً في الوعي أيضاً، ولا تُطرح- في الغالب- سوى الأفكار التي تأتي من أزمنة ميتة، وربما بلهاء، وليتها أزمنة الأمس!لن نسأل عن متواطئين ضد الصحافة، ولسنا بحاجة أن نتصفح ونرى: من يكتب عن "الوطن" وبين أصابعه "الميكافيلية" أو مروراً بالذين يحاولون "تفريغ الوعي من محتواه" من خلال ما يكتبون... ولن ننهي السؤال بالبحث عن الذين جربوا كل أنواع الوحول، الضالعين في صناعة الكذب، لتصبح صحافة تنزف الغبار!لسنا بحاجة لإنشاء أكاديمية للأدمغة، بل لوعي أكبر.. إنها الصحافة المهنة الإبداعية، لا وظيفة العقول المهترئة، إنها "صاحبة الجلالة" صوت الناس، ليست صدى لفئات معينة، ويجب إيجاد خريطة لعودتها، على ألا تكون خريطة تجرها سلحفاة!نعلق الأمل على صحيفة هنا وأخرى هناك، كتاب هنا، وآخرين هناك، ربما تتغير الحال، قبل الوصول إلى أقصى "ذورة التدهور".. التي حولت "صاحبة الجلالة" إلى "صاحبة الجهالة"... ولا داعي أن نكمل!