في اعتداء يبدو أن هدفه خلط الأوراق وتثبيط روح التفاؤل التي سرت بعد التقدم المحرز على صعيد تطبيق «اتفاق الرياض» الرامي إلى ترتيب معسكر السلطة اليمنية المعترف بها دولياً، تعرّض أعضاء الحكومة اليمنية الجديدة لهجوم لدى وصولهم إلى العاصمة المؤقتة عدن، قادمين من السعودية أمس.

وجاء الهجوم بعد أيام من التصريحات التصعيدية لإيران وحلفائها ضد السعودية مع اقتراب ذكرى مقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني قبل نحو عام في بغداد. وكان لافتاً استهداف الرياض، في مقابلة أجراها أخيراً الأمين العام لـ «حزب الله» حسن نصرالله مع فضائية «الميادين» التي يعتقد أنها ممولة من إيران.

Ad

وتزامنت الاتهامات التي وجهها نصرالله للمملكة ومنها تحريض واشنطن على اغتياله، مع تصريحات إيرانية تتهم الرياض بالضلوع في مقتل سليماني.

وأسفر هجوم الأمس الذي يعتقد أنه تم بصواريخ أطلقت من تعز واستهدف الوزراء الجدد بالحكومة المنبثقة عن «اتفاق الرياض» لإنهاء الخلاف بين معسكر الرئيس عبدربه منصور هادي و»المجلس الانتقالي الجنوبي»، عن مقتل 22 وإصابة نحو 56 بجراح متفاوتة.

وذكر شهود عيان أن دوي انفجارات وإطلاق نار تردد في المطار بعد قليل من وصول طائرة الفريق الحكومي الذي ضم رئيس الوزراء معين عبدالملك والملحق العسكري للسفارة اليمنية في الإمارات اللواء شلال الشايع والسفير السعودي لدى اليمن محمد سعيد آل جابر.

وأظهر بث مباشر لقناة العربية، عشرات الأشخاص وهم يغادرون الطائرة عندما وقع الانفجار الأول بصالة المطار. وأعقب ذلك إطلاق كثيف للنار من عربات مصفحة، وتصاعدت سحب من الدخان الأبيض والأسود من المكان.

كما أظهر مقطع مصور آخر أضراراً لحقت بالجدران الخرسانية للصالة وزجاجاً مهشّماً، في حين أفادت مصادر بأن ثلاث قذائف هاون أصابت القاعة الرئيسية للميناء الجوي.

وسارعت القوات الأمنية، التي كانت منتشرة بكثافة في المدينة، إلى نقل رئيس الوزراء والسفير السعودي إلى قصر معاشق الرئاسي بالمدينة الساحلية.

ولاحقاً، هز انفجار عنيف محيط قصر معاشيق الرئاسي.

وكتب معين على «تويتر»: «نحن وأعضاء الحكومة في العاصمة المؤقتة والجميع بخير. العمل الإرهابي الجبان الذي استهدف مطار عدن جزء من الحرب، التي تشن على الدولة اليمنية، وعلى شعبنا العظيم».

وبينما اتهم وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني جماعة «أنصار الله» الحوثية المتمردة بتنفيذ «الهجوم الإرهابي»، حذر نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي من أنه من السابق لأوانه إلقاء اللوم على الجماعة، المتحالفة مع إيران، في الاعتداء.

من جهته، نفى محمد البخيتي عضو المكتب السياسي لـ«أنصار الله»، المسيطرة على العاصمة صنعاء، أي علاقة لهم بالهجوم، وقال إن اتهامهم بذلك «أسطوانة مشروخة»، معتبراً أن الهجوم نتيجة الصراع الدائر بين طرفي النزاع في عدن.

بدوره، اعتبر وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش أن الاعتداء يمثل هجوماً على «اتفاق الرياض»، مؤكداً أن «التحريض والتخريب والعنف والإرهاب ستفشل أمام مشروع السلام، الذي تقوده السعودية لخير اليمن والمنطقة»، كما أدانت مصر الهجوم.

ويدمج مجلس الوزراء المشكّل حديثاً بين حكومة الرئيس هادي والانفصاليين الجنوبيين، واختير وزارؤها بين الجنوب والشمال. والطرفان هما الفصيلان الرئيسيان في «التحالف» المدعوم من السعودية والإمارات في جنوب اليمن لمقاتلة المتمردين الحوثيين.