بريطانيا خارج الاتحاد الأوروبي رسمياً
منتصف ليل الخميس - الجمعة وفيما يودع العالم عاماً ويستقبل آخر جديداً، سيكون هناك وداع من نوع آخر لعلاقة صعبة بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي استمرت 47 عاماً. فبريطانيا ستغادر نهائياً السوق الموحد والاتحاد الجمركي للتكتل الأوروبي اليوم عند الساعة 23.00 بتوقيت غرينتش، مع انتهاء الفترة الانتقالية التي بدأت أوائل العام الحالي. وعشية الطلاق، الذي استمرت المفاوضات حول تفاصيل العلاقة بعده أشهراً طويلة، وقع مسؤولو الاتحاد الأوروبي، أمس، الاتفاق الذي أبرم قبل أيام مع لندن لمرحلة ما بعد «بريكست» لتطبيقه مؤقتاً بانتظار أن يوافق عليه النواب الأوروبيون في الربع الأول من عام 2021.
وجاء ذلك قبل ساعات من تصويت النواب البريطانيين على الاتفاق الذي سيحكم العلاقات بين لندن والاتحاد.وخلال مراسم قصيرة في بروكسل، وقعت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال الاتفاق. وكتبت فون دير لايين في تغريدة «كان الطريق طويلاً وحان الوقت الآن لترك بريكست وراءنا. مستقبلنا يبنى في أوروبا». من ناحيته، قال رئيس الوزراء البريطاني المحافظ بوريس جونسون، أحد كبار المؤيدين للانفصال عن أوروبا، أمام مجلس العموم، إن «بريطانيا ستصبح جارة ودية، وأفضل صديق وحليف يمكن للاتحاد الأوروبي الحصول عليه، وسنعمل يداً بيد عندما تكون قيمنا ومصالحنا على تناغم، مع احترام رغبة الشعب البريطاني السيد بالعيش في ظل قوانينه الخاصة». وبعد 47 عاماً من تكامل أوروبي وأربع سنوات من التجاذبات إثر الاستفتاء حول «بريكست»، ستتوقف بريطانيا التي غادرت الاتحاد الأوروبي رسمياً في 31 يناير الماضي، عن تطبيق القواعد الأوروبية. وستخرج من السوق الأوروبي الموحد والاتحاد الجمركي وبرنامج «إيراسموس» للتبادل على صعيد الدراسة الجامعية. وكان جونسون قال في بيان، إن مشروع القانون المعروض على النواب «يظهر أن المملكة المتحدة يمكن أن تكون أوروبية وتتمتع بالسيادة» في آن معاً.وأضاف: «سنفتح فصلاً جديداً في حياة أمتنا وسنبرم اتفاقات تجارية مع أطراف مختلفة في العالم (...) وسنؤكد أن المملكة المتحدة هي قوة تعمل للخير العام ومنفتحة على الخارج وليبرالية».وتحمل نهاية المرحلة الانتقالية تغيراً رئيسياً إذ إن عمليات التدقيق الجمركي عند الحدود ستلقي بثقلها على المبادلات، في حين ستتوقف حرية التنقل للبريطانيين ومواطني الاتحاد الأوروبي بين أراضي الطرفين.وقلل جون مارك بويسيسو رئيس ميناء كاليه، حيث تغادر العبارات من فرنسا إلى بريطانيا، من احتمال حدوث فوضى كبيرة، وقال إنه فيما يتعلق بنقل سلع بين ميناءي كاليه ودوفر «إننا مستعدون».وأضاف بويسيسو، أنه من المهم للشركات أن تقوم بملء إقراراتها الجمركية لتفادي التأخير، مثلما يحدث مع تلك الشركات التي ليس لديها إقرارات، مما يؤدي إلى التوجه لمكان انتظار منفصل والخضوع لفحوص إضافية.وتشهد وحدة المملكة المتحدة تصدعاً أيضاً. ففي اسكتلندا التي صوتت بنسبة 62 في المئة ضد الخروج من الاتحاد الأوروبي في عام 2016، تظهر نتائج استطلاعات الرأي أن أغلبية من السكان باتت تؤيد الاستقلال الذي رُفض عام 2015 في استفتاء أول.