ديمقراطيتنا إلى أين؟!
للأسف بل من المعيب أن تبدأ جلسات مجلس الأمة بمثل هذه البداية المخيبة لآمال الكثير من الوطنيين في هذا الوطن، وأن يحرم نواب سابقون ووزراء من حضور الجلسة الافتتاحية في حضرة صاحب السمو أمير البلاد وسمو ولي عهده الأمين، وفي الوقت نفسه يسمح للمئات من صغار السن بالحضور، وأيضاً يحرم الكثير من كبار السن والعقلاء مما أحدث فوضى لم يحصل قبل مثلها في الجلسات الافتتاحية التي يفترض أن تحمل صفة احتفالية، وأن يسودها روح التفاؤل والأمل لمستقبل أفضل لشعب مازال يعاني آثار الفساد الذي أقر بوجوده الكثير ممن يحمل صفة رسمية أو شعبية أو كان مهتما بالشأن السياسي المحلي من خارج الكويت كالمنظمات الدولية أو الإعلامية.إذا كانت الديمقراطية ملوثة بالفساد ويتحكم فيها الفاسدون فلن نحقق أي تطور أو تقدم منشود، فلا حل إلا باستئصال الفساد من جذوره التي تتمثل بالأفكار والمناهج والأخلاق السياسية، وأن تكون وطنية لا مادية تأخذ دون أن تعطي الوطن.
ارحموا الوطن وكونوا أكثر شفقة به من الأجانب ممن يرصدون الكوارث والفضائح سواء كانت غسل أموال أو تهريبها إلى حسابات مشبوهة في الخارج، وارحموا أنفسكم من أن تلحقكم اتهامات أو لعنات من كل من تضرر أو تأثرت حياته للأسوأ بسبب فسادكم الذي ساهم في تعطيل الخدمات الأساسية للمواطن كالسكن والصحة والتعليم والوظائف وغيرها من خدمات، يفترض أن تقدم بأحسن صورة نظير ما صرف لها من أموال بالمليارات من الميزانية العامة.لابد أن يعود المسار الديمقراطي إلى طريق قويم يحقق الأمل لا الألم للشعب، وأن تكون ديمقراطيتنا حقيقية لا مسرحية هزلية تستخدم في تحقيق الثراء للأفراد لا لتحقيق الإثراء لكامل الشعب.