وجهة نظر: د. حسن وماكنتوش الانتخابات
![صالح غزال العنزي](https://www.aljarida.com/uploads/authors/500_1682523043.jpg)
وكنا نضحك في الصغر للنكتة التي تقول إن "طائرة سقطت في الصحراء فنجا من ركابها اثنان من ذوي (التفكير السياسي) المحدود، فوجدا مصباحاً قديما مسحا عنه الغبار ليخرج (الجنّي) قائلاً شبيكما لبيكما لكل منكما طلب واحد، وقال الأول أوصلني لوطني فأوصله وعاد للثاني، فقال له الثاني أعد صاحبي إليّ فأعاده". وانتهت الفرصتان دون أن يستفيدا منهما.والحقيقة أن هذه النكتة وأشباهها تمارس في السياسة كأمر واقع وبطريقة تدعو الى البكاء لا إلى الضحك، فقد رأينا وسمعنا الكثير من تلك النكتة وشبيهاتها في هذه الانتخابات حتى شعرنا أن كل النظريات البائدة والأفكار الراكدة، قد تم إخراجها من عالم النسيان وإحياؤها من سالف الأكوان، والمصيبة أن معظم المرشحين المحاربين بتلك الطرق إما قضوا نحباً أو كادوا، ولم ينجح إلا بعض الذين اجتهدوا وعملوا، أو بعض الذين لعبوا بالبيضة والحجر.ولأن اللعب بالبيض والحجر من شيم بعض السياسيين قديمهم وحديثهم، فقد أثار بعضهم إعجاب الناخب ومال ببعض الأفئدة شمالاً ويميناً، لكني ومن خلال متابعتي الطويلة لشؤون الانتخابات فإني متأكد أن للجديد لذة دائماً، قد تستهوي الناس سنة أو سنتين ثم تذهب السكرة الجماهيرية وتأتي الفكرة فيهبط رقم اللاعبين بالبيض والحجر من عدة آلاف من الأصوات إلى (شويّة) مئات، ولذلك فإني ناصح لا قادح لبعض النواب الذين ما زالوا يعيشون نشوة الانتصار أن ينتبهوا إلى ذلك، ويعملوا بدل أن يستعرضوا، فالأيام حبلى والسياسي الحقيقي الذي يسابق القادم لا الذي يتعايش مع الحاضر.