عام جديد
في اليوم الأول من هذا العام لدينا فرصة كبرى لتجهيز أنفسنا لتحقيق أهدافنا في عام 2021، نحتاج هنا إلى الكثير من الرفق بأنفسنا، فالعام الماضي لم يكن سهلاً، ونحن الآن أمام العديد من التحديات الكبرى، لذا من الجيد تذكير أنفسنا بكل الأمور الإيجابية التي قمنا بها في 2020 من إنجازات شخصية أو مهنية ووضع أهداف معقولة للسنة الجديدة دون أن نحمل أنفسنا ما لا طاقة لنا به، وكذلك بالإمكان تحقيق تلك الأهداف الطموحة عن طريق تجزئتها على عدة سنوات، إن كانت طويلة المدى. من الجيد أيضاً أن تكون أهدافنا منطقية وغير مبنية على فرضيات لم تحدث بعد، فعلى سبيل المثال لا يمكننا أن نضع السفر إلى مكان ما كهدف في حين لا يزال مصير الطيران المدني في العالم مجهولاً، أو الحصول على شيء ما دون توفير المال اللازم لشرائه، لذا علينا أن نعمل بحدود ما نمتلك حالياً دون أن نيأس، ولنتذكر أن أفضل نتاج للبشرية من علم وأدب وفن قد انبثق من عمق الأزمات والألم. إن الاختبار الحقيقي هنا هو الحفاظ على مستوى طاقة جيد ومواجهة الإرهاق النفسي الحاصل بسبب صعوبات السنة الماضية والمكوث في المنزل أمام شاشة الهاتف ساعات طويلة، فهذا نمط حياة مُستنزِف للطاقة ونحتاج إلى طرق إبداعية لتغيير هذا الروتين المنزلي إلى نمط أكثر متعة وإنتاجية.
وبالتأكيد فإن بطء عجلة العمل أو توقفها تماماً قد يسبب الضيق أو الإحباط، لكن يجب علينا ألا نفقد الأمل، ولربما كان ذلك سبباً في أن نستحدث طرقاً جديدة للعمل والحصول على مدخول إضافي، وعلى أية حال، لا نملك سوى التفاؤل والصبر وتناول المعطيات الحالية بأفضل صورة قدر المستطاع. قد حان الوقت الذي نسأل فيه أنفسنا: ما الذي يهمنا حقاً؟ وهي فرصة رائعة للتخلص من كل ما هو ملوث من علاقات ووظائف أو مسكن والبدء من جديد، فالأعذار الواهية كـ"ماذا سيقول الجيران؟" أصبحت أشد ضعفاً في هذا العهد الجديد، فكلٌ مشغول بذاته يسبح في فلكه الخاص. في هذه الفترة فرصة ذهبية لتركيز طاقاتنا وشحذها نحو شغفنا لتحقيق أكبر قدر من الاستقلالية المادية، فمن يدري كم ستقدر الدول على دعم شعوبها مادياً قبل أن تستنزف مواردها في مواجهة الوباء، وفي ظل محدودية الحركة والتوجه نحو العمل من المنزل نتحدث هنا عن اقتصاد جديد قد يكون أكثر استقلالية وإبداعاً لكنه أقل استقراراً بلا شك. ها نحن الآن على عتبات عام جديد نأمل أن يكون أكثر إيجابية من العام الذي سبقه، وإن لم يكن كذلك فأعتقد أننا اكتسبنا الكثير من المرونة ورباطة الجأش كدروس مستفادة من 2020، آمل ذلك على الأقل! في خضم كل هذه التحولات بإمكاننا أن نعيد تشكيل حياتنا كما نحب بعيداً عن أي توقعات أو قيود والسير نحو مغامرة جديدة. نأمل لكم عاماً سعيداً!