أعرب الخبير النفطي محمد الشطي عن اعتقاده بعدم تكرار سيناريو ضعف الطلب على النفط، الذي حدث في بداية عام 2020 وتسبّب في تراجع غير مسبوق للطلب العالمي على النفط.وأرجع الشطي ذلك إلى عدة أمور من بينها تأقلم العالم مع «كورونا»، من خلال إجراءات التباعد والسلامة، التي أثبتت فاعليتها على العموم وقلصت معدلات تراجع الطلب بشكل كبير ودعمت تعافي الطلب وعودة الحياة إلى طبيعتها وأوجدت حالة من القدرة على التعايش، من خلال تبني آليات لإنجاز كثير من الأعمال والتجارة عن طريق التواصل المرئي والاستغناء بشكل كبير عن التواجد في الجهات الحكومية والأسواق. وأضاف، في تصريحات خاصة لـ «الجريدة»، أن التوصل إلى عدة لقاحات لعلاج «كورونا»، والذي بدأ معه أخذ جرعات التطعيم في كثير من دول العالم بشكل مشجع أيضا، يساهم في التعامل مع الأوضاع الحاليّة وجائحة كورونا بشكل أفضل، وتعافي عموم الحركة أرضاً وجواً، وبالتالي تعافي الطلب على النفط.
إلا أنه أردف قائلاً إن موجة «كورونا الجديد»، التي ضربت في أوروبا وأميركا، سيكون لها تأثير في تباطؤ معدلات تعافي وتيرة الطلب على النفط، وهو ما يحدث حاليا.وأشار الشطي إلى أن الأجواء ايجابية بشكل عام، لكن تقديرات معدل تعافي الطلب العالمي على النفط تقلصت للعام القادم 2021 ، فقد كانت فيما سبق 6 -7 ملايين برميل يومياً، بينما حاليا في ظل مخاوف حول السلالات الجديدة من «كورونا» أصبحت توقعات تعافي الطلب على النفط خلال العام القادم تدور بين 3 و4 ملايين برميل يوميا.وبين أن العام المقبل سيشهد تعافياً في الطلب على النفط، ولكن بوتيرة أقل، وبالتالي انهيار الأسواق قد تم تجاوزه وجائحة كورونا يتم التعامل معها على كل المستويات بإجراءات احترازية، والدول قد رصدت حزما مالية لدعم الاقتصاد وتجاوز آثار الجائحة السلبية.وأوضح أن المخاطر تدور حول ارتفاع المعروض وآفاق تعافي الإنتاج في عدد من الدول التي تأثر الانتاج فيها، بسبب ظروف فنية أو سياسية أو عقوبات دولية، لافتا الى ان ذلك يشكل على تلك الدول عوامل ضغط على الاسعار، مما يعني إمكانية هبوط الأسعار إلى مستويات ٤٥ دولاراً للبرميل أو ادنى، بناءً على مستويات المخزون الناتجة عن ارتفاع المعروض. وقال الشطي إن نشاط التكرير يعاني كثيرا في آسيا وأوروبا، الأمر الذي يشكل ضغطاً هائلاً يضغط على الطلب على النفط.
اقتصاد
الشطي لـ «الجريدة•» : الطلب على النفط سيتعافى مع التوصل إلى لقاحات «كورونا»
01-01-2021