تصاعد خطير للتوتر بين مصر والسودان وإثيوبيا
وصلت الأمور في منطقة شرق إفريقيا إلى حافة الهاوية مع آخر أيام 2020، فالتطورات الأخيرة تنذر بعام جديد ساخن في ملف العلاقات المصرية- الإثيوبية- السودانية، ما ينذر بخروج الأمور عن السيطرة، فبين اعتراض مصر الرسمي على تصريحات المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية، والمناوشات على الحدود السودانية- الإثيوبية، تبدو إمكانية عقد جولة جديدة من مفاوضات سد النهضة الأحد المقبل حلما للاتحاد الإفريقي تبدده الوقائع.وفي خطوة تنم عن غضب يتجاوز تقاليد الدبلوماسية المصرية الهادئة، استدعت وزارة الخارجية المصرية، القائم بالأعمال الإثيوبي بالقاهرة، مساء أمس الأول، لطلب توضيحات حول ما نقل من تصريحات للمتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الإثيوبية، يتطرق فيها إلى الشأن الداخلي المصري".البيان المقتضب من "الخارجية" المصرية لم يوضح سبب تحرك القاهرة الغاضب، لكنه يشير إلى تصريحات المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية، دينا مفتي، التي قال فيها، إن "هناك أجندة تفوق أزمة سد النهضة. أزمات وقنابل موقوتة قد تنفجر في أي لحظة، لذلك حولوا إثيوبيا إلى الخطر القائم، وانها ستتسبب في عطش وجوع المصريين، ما يعكس عمق الأزمة الداخلية في مصر".
وتابع دينا: "في داخل القاهرة منطقة مغلقة أكبر بعشرات المرات من أكبر أسواق إثيوبيا حجز فيها آلاف الإسلاميين، وأنتم تعلمون كيف مات الرئيس السابق في المحكمة، كل هذه الأمور تهدف إلى هروب مصر من المشاكل الداخلية وتعليقها على شماعة سد النهضة". وهذه هي المرة الأولى التي يتحدث فيها مسؤول إثيوبي رفيع المستوى بمثل هذه اللهجة التصعيدية ضد مصر، ويتحدث صراحة عن الشأن الداخلي المصري بمثل هذه الجرأة، بعد يومين من تصريح دينا بأن "هناك قوى لم يسمها لها مصلحة في العداء بين إثيوبيا والسودان، وتوجد دول مجاورة تعمل من الخلف، وأنها مهتمة بزعزعة استقرار المنطقة"، في إشارة مبطنة على ما يبدو لمصر المتهمة تلميحا بالعمل على زعزعة استقرار الداخل الإثيوبي.التوتر الحاد بين مصر وإثيوبيا، تزامن مع توتر عسكري على الشريط الحدودي بين السودان وإثيوبيا، بعد اتهام الخرطوم لميليشيات إثيوبية مدعومة من الجيش الإثيوبي، بتنفيذ هجمات على الجيش السوداني.الأزمات المتتالية بين الدول الثلاث مع ميراث سابق من عدم الثقة، يجعل من الصعب بمكان توقع أي نجاح لاجتماع يعقد الأحد المقبل، حول سد النهضة الإثيوبي، والذي دعا له الاتحاد الإفريقي برئاسة دولة جنوب إفريقيا.