رغم العقبات، التي تواجه المراحل الأولى من طرح اللقاح، قال أنتوني فاوتشي كبير خبراء الأمراض المعدية في الولايات المتحدة، إنه يتوقع أن تصل البلاد إلى قدر من "المناعة الجماعية"، أو ما يعرف بـ"مناعة القطيع" من خلال اللقاحات تكفي لعودة "بعض مظاهر الحياة الطبيعية" بحلول خريف 2021.

وأدلى فاوتشي بهذه التصريحات، خلال مناقشة عبر الإنترنت للجائحة مع حاكم ولاية كاليفورنيا جافين نيوسوم، الذي أعلن في بداية النقاش أن الولاية رصدت سلالة جديدة أسرع انتشارا من "كورونا"، وهي السلالة التي ظهرت في بريطانيا في البداية، وذلك بعد يوم من توثيق ظهور أول حالة أميركية معروفة بالسلالة الجديدة في كولورادو.

Ad

وقال فوتشي، وهو مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية، إنه "لم يفاجأ"، مضيفا أن من المحتمل ظهور حالات أخرى من السلالة الجديدة في جميع أنحاء البلاد، وأن الطبيعة المتحوّلة لمثل هذه الفيروسات أمر طبيعي.

ورغم الأجواء الإيجابية، التي أشاعها إعطاء السلطات البريطانية أمس الأول، الضوء الأخضر للقاح "أسترازينيكا- أكسفورد"، أفادت وكالة الأدوية الأوروبية، أمس، بأن لقاح "أكسفورد"، من غير المرجح أن يحصل على موافقة الاتحاد الأوروبي الشهر المقبل.

وكانت الهيئة الناظمة المكلفة بالترخيص للقاحات في الاتحاد الأوروبي، قبل السماح بتسويقها، أعطت موافقتها في 21 ديسمبر على لقاح "فايزر". ومن المقرر أيضا أن تتخذ قرارا بشأن لقاح "موديرنا" في 6 يناير.

لكن موافقة الوكالة على استخدام لقاح "أكسفورد" في الاتحاد الأوروبي من المتوقع أن تستغرق المزيد من الوقت.

وقالت الوكالة الأوروبية إن "المعلومات العلمية الإضافية حول أمور متعلقة بجودة اللقاح وسلامته وفعاليته تعد ضرورية لدعم الدقة المطلوبة للحصول على ترخيص تسويق مشروط، وقد تم طلب ذلك من الشركة"، مضيفة: "نتوقع من الشركة أيضا اعتبارا من يناير المزيد من المعلومات عن التجارب السريرية الجارية".

وأصبحت الأرجنتين الدولة الثانية في العالم، والأولى في أميركا اللاتينية، التي توافق على لقاح "أكسفورد".

وفي أول موافقة للقاح يطرح للجمهور، وفي وقت تستعد فيه لخطر انتشار سريع للفيروس في فصل الشتاء، وافقت الصين، أمس، على استخدام لقاح للوقاية من مرض "كوفيد 19" طورته وحدة تابعة لشركة "سينوفارم" العملاقة للأدوية المدعومة من الدولة، بالتعاون مع معهد المنتجات البيولوجية في بكين.

وتبلغ فاعلية هذا اللقاح نسبة 79.34%، حسب ما أعلنت "سينوفارم". وبناء على هذه النتائج، وافقت الإدارة الوطنية للمنتجات الطبية على طلب تسجيل "سينوفارم بشروط"، حسب المسؤول الكبير في هذه الهيئة شين شيفاي، لكنه أكد أن على المختبر مواصلة تجاربه السريرية.

من جانبه، قال مساعد وزير الصحة زينغ يكسين إن الموافقة على تسويق اللقاح ستسمح بتحصين المجموعات المعرضة أكثر من غيرها، لاسيما المسنين والأشخاص الذين يعانون من أمراض أخرى، على أن تشمل المرحلة المقبلة تطعيم جميع السكان.

وأشار يكسين إلى أن 3 ملايين شخص حصلوا على لقاح منذ 15 ديسمبر الماضي، من دون أن يذكر أي لقاح استخدم على وجه التحديد.

ويوصف لقاح "سينوفارم" بأنه "غير نشط"، أي أنه يستخدم طريقة تقليدية تقضي باستخدام فيروس "قُتل" لإثارة رد فعل مناعي لدى الشخص. وتأتي موافقة الصين عليه، بعدما أصبحت الإمارات الشهر الماضي، أول من يطرح هذا اللقاح على الجمهور، وبعد أن أعلنت باكستان عن صفقة مع "سينوفارم" لشراء 1.2 مليون جرعة، وأيضاً بعدما أكدت أندونيسيا تسلُّمها،أمس، الدفعة الثانية من لقاح "سينوفاك" الصيني أيضاً.

من ناحية أخرى، أكدت السلطات الصحية في بكين تسجيل أول إصابة بالسلالة الجديدة لشابة تبلغ 23 عاما من شنغهاي، وصلت من بريطانيا في 14 ديسمبر. وأجرى خبراء الصحة فحص تسلسل جيني على عينات أخذت في 24 ديسمبر، نظرا لسجل السفر من المملكة المتحدة ونتائج غير طبيعية لفحص الحمض النووي.

وأظهر الفحص أن المريضة مصابة بسلالة مختلفة عن تلك المسجلة في شنغهاي أو ووهان في السابق. وأظهرت مزيد من الفحوص إصابتها بالسلالة، التي أطلق عليها "بي.7.1.1" التي تتفشى في المملكة المتحدة منذ أكتوبر.

في غضون ذلك، فرضت السلطات اليونانية إغلاقا شاملا على جزيرة كاليمنوس في جنوب شرقي بحر ايجه لمواجهة ارتفاع الإصابات، اعتبارا من الأمس، وحتى 9 يناير.

وفي أعلى حصيلة جديدة، سجلت طوكيو أمس، أكثر من ألف إصابة، في وقت حذر المسؤولون الحكوميون والمحليون من احتمال فرض حالة طوارئ للحد من ارتفاع أعداد الإصابات.