حقيقة التآمر على الكويت!

نشر في 01-01-2021
آخر تحديث 01-01-2021 | 00:00
غلاف الإصدار
غلاف الإصدار
غالب عبدالرزاق، كاتب وروائي عراقي نزيه، عاش في عهد النظام الملكي في العراق، اتسمت كتاباته بأنها ضد الشيوعيين والبعثيين، وكان من أشد المعارضين للانقلابيين في العراق الذين يتسلقون للحكم بقوه السلاح أمثال الحاكم الأرعن عبدالكريم قاسم؛ ففي عام ١٩٦١، أصدر كتاباً قيماً، أسماه "حقيقة التآمر على الكويت"، وفنّد من خلاله ادعاءات وأقوال حاكم العراق الطائش عبدالكريم قاسم عند مطالبته الباطلة بضم الكويت للعراق، والحقيقة أنني اطلعت على الكتاب وقرأت محتواه، وهو من الكتب النادرة التي تضمها مكتبتي التراثية!

تحدث في الكتاب عن تاريخ الكويت وثوابت استقلاليتها وحدودها ووجودها وقيامها كدولة منذ قرون، وأن أمر عقد اتفاقية مع الإنكليز لحمايتها شأن داخلي خاص لا ينبغي على أي دولة أن تعترض عليه، والكويت تنظر لمصلحة حمايتها من أي أطماع خارجية؛ بينما لم تكن لدى العراق في ذلك الوقت مقومات الدولة والسيادة الحقيقية لتبعيته للإمبراطورية العثمانية التي تُعين الولاة العثمانيين وتعفيهم من مناصبهم بمراسيم من الباب العالي في الآستانة!

قال في الكتاب إن الكويت لا تتبع الدولة العثمانية، وحكامها يتوارثون الإمارة فيما بينهم، ونظام الحكم شورى وعلى توافق تام مع المواطنين، ولديها حدود واضحة على الخرائط الجغرافية القديمة، ومن حيث العلاقة مع العراق فهي للمصالح التجارية شأن ذلك مع أي بلد في العالم!

تحدث في الكتاب عن شخصية عبدالكريم قاسم الطائشة وطريقة صعوده للحكم عن طريق سفك دماء الأسرة الحاكمة الملكية في العراق وشرح ازدواجية شخصيته المعقدة وتصفيته كل من اختلف معه في الرأي!

وأشار إلى السخط العربي على تصرفات عبدالكريم قاسم، وعدّد مآثر وحكمة قرار الشيخ عبدالله السالم الحازم عند طلب قوات بريطانية للمساعدة، وهنا أكد الكاتب على نقطة جوهرية رداً على المتصيدين في الماء العكر لرفضهم نزول القوات البريطانية دفاعاً عن الكويت، وقال: لولا وجود اتفاقية عام ١٨٩٩ لما جاءت بريطانيا بكل ثقلها وبوقت قياسي للدفاع عن الكويت... وتزامن ذلك مع دخول قوات المملكة العربية السعودية التي لبت نداء الواجب، وأرسلت لواءين بكامل العتاد والسلاح!

والجميل في الكتاب أنه جاء من كاتب عراقي مُنصف قال كلمة الحق!

● د. عادل العبدالمغن

back to top