أقامت رابطة الأدباء الكويتيين، عبر صفحتها في «إنستغرام»، محاضرة افتراضية بعنوان «عوالم ملونة في سرديات ساخرة» للكاتبة والفنانة التشكيلية ثريا البقصمي، قدمتها عضوة مجلس إدارة الرابطة جميلة سيد علي.وتحدثت البقصمي عن بدايتها في الكتابة، قائلة: «بدأت في سن مبكرة جداً، رغم معاناتي مشكلة مع اللغة العربية، ذلك لأنني درست في مدارس أجنبية في طفولتي، وكنت أرسب في هذه المادة، ولكن تم إنقاذي عن طريق تكثيف القراءة، والنتيجة كانت حصولي في المرحلتين المتوسطة والثانوية على جوائز في القصة القصيرة. وكنت رسامة في داخلي، فقد كنت أرسم بشكل مستمر، غير أنني كنت أحس أن لدي قدرة تعبيرية مدفونة في داخلي، فبدأت الكتابة للصحف الكويتية ومنها مجلة أسرتي، حيث كتبت في بريد القراء وسني 14 عاماً».
الأسلوب الساخر
وذكرت البقصمي أن أول عمل أدبي أنجزته وهي في الـ 16 عاما، كان بعنوان «العرق الأسود»، لافتة إلى أنها مجموعة قصصية قام والداها بروايتها عن حياتهما في مرحلة طفولتهما، وقامت بتدوينها، «لكن للأسف لم أقم بطباعة الكتاب إلا في فترة السبعينيات بسبب ظروف سفري وتركي للكويت فترة طويلة». وبينت أنها تركت الكتابة، ولكنها ظلت على تواصل، من موسكو والسنغال، تراسل الصحف الكويتية في السبعينيات والثمانينيات، وكانت لها صفحة بعنوان «استراحة الخميس»، تتطرق إلى الأشياء الساخرة التي تحدث في محطيها. وعند عودتها إلى الكويت عملت في مجلة «العربي»، مشيرة أنها لم تحقق ذاتها رغم أنها عملت فيها خمس سنوات حيث كانت صحافية وفي الوقت نفسه رسامة.وأضافت: «كنت أكره الروتين بشكل كبير»، مبينة أنها عملت بالصحافة بشكل مكثف، وكان لديها عمود بإحدى الصحف بعنوان من «وحي الشارع»، مشيرة إلى أن كل أعمدتها الصحافية تتسم بأسلوب ساخر تنتهجه عند توجيهها نقداً للشارع في القضايا، وأنها بدأت تتبع هذا الأسلوب بداية من مجموعتها القصصية «السدرة» وظلت مستمرة فيه لأنه لقي استحساناً كبيراً لدى القراء.مواقف صعبة
وذكرت أن مجموعتها القصصية «سيدة الكرتون» أو «سمكة تقود دراجة» تعكس شخصيتها بنسبة من 70 إلى 80 في المئة، مضيفة: «عند سفري أواجه أموراً غريبة، فقصة (متتالية السقوط) التي حدثت في الصين، والتي تحكي قصة وقوعي على حجر كبير أثناء وجودي في الشاطئ، أثارت ضحكات الوفد الذي كنت بصحبته، بدلاً من أن يشعر بالحزن، وغيرها من القصص التي سردت مواقف واقعية حدثت لي ولكنها كلها جاءت بشكل فكاهي».فن القصة
وأكدت أن فن القصة القصيرة يحتاج إلى تركيز وتكثيف ودقة، ودراية كاملة من أين تبدأ وأين تنتهي، وأن تكون أحداثها مترابطة ومتسلسلة، لافتة إلى أنها تعشق القصة القصيرة أكثر من الرواية. وقارنت البقصمي في حديثها بين دور النشر الأجنبية وعلى مستوى الوطن العربي، قائلة: «في أوروبا ألاحظ أن الإصدار الجديد يأخذ حقه في التسويق وتكتب الصحف عنه حتى لو كان كاتباً جديداً، فدار النشر يهمها أن تسوّق للكتاب، وفي الكويت والعالم العربي لا تهتم دور النشر بتسويق الكتاب بشكل محترف، فتأخذ عشرين أو ثلاثين نسخة على سبيل المثال وتعرضهم في معارض الكتب، ولا يوجد تسويق، حتى في جانب الصحافة والكتابة عن الإصدارات المحلية بشكل عام». وأكدت أهمية نشر الأدب وتسويقه والتعريف بالكتّاب والروائيين، وإصداراتهم الجديدة من خلال تنظيم ندوات ومحاضرات لهم بما يساهم في دعمهم وتشجيعهم.الرجل والمرأة
وأشارت إلى أن لغة الفن والرسم تختلف عن لغة الكتابة حتى الأدوات تختلف، ولكن العامل المشترك هو الفكر والخيال، مبينة أن الكتابة تنفيذها أسهل، فمن الممكن اختيار أي مكان للكتابة. وعن سبب تركيزها على المرأة في أعمالها، قالت: «أشعر أنها عالم ساحر يجمع أشياء كثيرة، وعوالم المرأة في قصصي تتحرك بسلاسة في أعمالي أكثر من الرجل، وقد يكون ذلك لأنني لا أعرف طبيعة الرجال، فقد وصلت إلى هذه السن، ومازال الرجل بمنزلة اللغز، وعالم غامض صعب الدخول له، ولذلك أكتب للمرأة بشكل أفضل». وذكرت البقصمي أنها كتبت عن الرجل الكويتي في فترة المقاومة وأثناء الاحتلال العراقي الغاشم.