«بيتكوين» تواصل ارتفاعاتها القياسية

اخترقت حاجز 34 ألف دولار

نشر في 04-01-2021
آخر تحديث 04-01-2021 | 00:00
عملة بيتكوين
عملة بيتكوين
تستمر عملة «بيتكوين» المشفرة في كسر الأرقام القياسية لتتخطى حاجز 34 ألف دولار للمرة الأولى في تداولات، أمس، بعدما كسرت حاجز 30 ألف دولار أمس الأول فقط.

وارتفعت «بيتكوين» بنحو 8 في المئة في تداولات أمس، بعد ارتفاعات بلغت 9 في المئة، أمس الأول، وسط إغلاق جميع الأسواق الأخرى تقريباً خلال عطلة نهاية الأسبوع الأولى في عام 2021.

وارتفعت العملة الرقمية الأكبر والأكثر تداولاً في العالم بأكثر من 300 في المئة خلال العام الماضي، كما سجلت ارتفاعاً بـ 50 في المئة خلال شهر ديسمبر فقط عندما كسرت حاجز 20 ألف دولار للمرة الأولى.

وتخطى سعر بيتكوين مستوى 29 ألف دولار الخميس الماضي، إذ بلغت قيمة العملة الرقمية أربعة أمثالها تقريباً خلال عام الجائحة وسط تزايد الاهتمام من كبار المستثمرين وصغارهم على حد السواء.

ووفق تداولات الخميس، لامست العملة المشفرة الأكثر رواجاً في العالم مستوى 29 ألفاً و300 دولار قبل أن تنزل 0.67 في المئة إلى 28774.36 دولاراً، ثم عادت للارتفاع مجدداً أمس الأول.

وبحسب أحدث الأسعار قبل التداول، كسبت بيتكوين 50 في المئة منذ أن كسرت حاجز العشرين ألف دولار للمرة الأولى في 16 ديسمبر كانون الأول الماضي.

من جهة أخرى ارتفع مؤشر Bloomberg Galaxy Crypto الذي يتتبع أكبر العملات الرقمية بنحو 280 في المئة مع ارتفاع العملات الرقمية الأخرى المنافسة كالـEther.

وبحسب تقرير لموقع «أسيت داش» الاقتصادي، اطلعت عليه «العربية.نت» فإن «بيتكوين» أصبحت تحتل الآن المركز الحادي عشر بين أكبر الأصول العالمية، خلف عمالقة مثل «فيسبوك» و«أبل» و«وول مارت» و«سامسونغ»، كما تقدمت على شركة «فيزا» العالمية مما يجعل من «بيتكوين» أكبر خدمة مالية في العالم بعد أن أزاحت «فيزا» عن هذا العرش.

وتسارعت وتيرة الارتفاع في «بيتكوين» بعد أن كشف مدير صندوق استثمار بريطاني عملاق أنه اشترى ما قيمته 745 مليون دولار من البيتكوين.

ويشدد خبراء العملات المشفرة على أن المكاسب الأخيرة سببها طلب قوي من قبل المؤسسات بالدرجة الأولى على عكس مكاسب 2017 التي جاءت بدعم من الأفراد والمضاربة.

وما دعم حمى البيتكوين أيضاً توجه المنظمين والشركات المالية لجعل العملات المشفرة أكثر أماناً، إذ قام مكتب المراقب المالي للعملة، The Office of the Comptroller of the Currency وهو منظم أميركي بالسماح للبنوك بالاحتفاظ بالعملات المشفرة للعملاء.

ورأى المحلل المستقل المقيم في ألمانيا تيمو امدن، مدير «امدن ريسرش»، أنّ «الرغبة في المخاطرة» في شراء هذه العملة المشفرة «لا تزال ثابتة»، ورجّح «في ضوء دينامية الأسعار تسجيل مزيد من المستويات غير المسبوقة».

وبدأت هذه الطفرة نهاية أكتوبر بإطلاق شركة المدفوعات الإلكترونية العملاقة «بايبال» خدمة شراء وبيع ودفع بالعملات المشفرة.

إضافة إلى هذه الخدمة المخصصة للأفراد، فإنّ صناديق استثمار تهتم بشكل متزايد بهذا الأصل الذي يتصف بتحركات أسعار مفاجئة، وذلك رغم الحذر الذي ساد مدة طويلة.

وقال تيمو إندن إنّ «العديد من المستثمرين في القطاع الخاص لا يملكون الجرأة بعد على الاقتراب، ويفضّلون المراقبة».

ورغم ذلك، كان محللو مصرف «جي بي مورغن» الأميركي رأوا في الآونة الأخيرة أنّ «استخدام بتكوين من قبل المستثمرين التقليديين بدأ لتوّه»، وقارنوا هذه العملة الرقمية التي تتسم باللامركزية، بالذهب.

كما أنّ محللين في مصارف ذائعة الصيت في السوق الأميركية على غرار «سيتي» شرعوا أخيراً في متابعة تقلبات قيمة هذه العملة المشفرة.

ويرى كثر من المؤمنين بقيمة بهذه العملة، أنّها تستمد أهميتها من كونها تفتقر إلى مركز يقرر بشأنها، فهي انبثقت من شبكة أطلقها أشخاص مجهولون عام 2008 وظلّت غير تابعة لأي مؤسسة مالية.

وشهدت قيمة بتكوين تقلبات واسعة النطاق.

ففي 2017، قاربت قيمتها ألف دولار، ثم شهدت ارتفاعاً مدى أشهر تالية قبل تحقيقها طفرة بين منتصف نوفمبر ومنتصف ديسمبر من العام نفسه، تجسّدت بتضاعف القيمة 4 مرات.

وقال كبير مستشاري MAG للاستشارات أيمن البناو، للعربية، إن الارتفاع القوي لعملة بيتكوين الرقمية له عدة أسباب، الأقرب هو فرض الرقابة والضوابط من الحكومة الأميركية عليها المقترح 18 ديسمبر 2020، وكان يتوقع أن يخفض القرار لسعر العملة ولكن حدث نوع من الارتياح لدى المستثمرين في أن بيتكوين ستكون موجودة ولن تختفي ولكن ستوجد بشروط وقيود تمنع الاستخدام السيئ.

وأضاف البناو، أن أحد الأسباب أيضاً هو عدم ثقة الأفراد في النظام المالي العالمي والحكومات لا سيما مع تردد الحكومات في التعامل مع كوفيد- 19، والمساعدات الضخمة من الحكومات في الاقتصادات لمنع الانهيارات إثر الجائحة، أيضاً ثقة الفرد في البنوك لا سيما مع ما حدث في لبنان، وإمكانية حدوثه في دول أخرى.

وتابع: «أيضاً من الأسباب جيل الشباب الحالي الذي يعرف البيتكوين بينما لا يعرف الذهب، وبالتالي يفضلون العملة الرقمية، سبب آخر هو اقتراب الكميات المصدرة للبيتكوين من الحد الأقصى لها وهو 21 مليون عملة بيتكوين، الآن وصلنا إلى 18.5 مليون عملة مصدرة، وبالتالي يتبقى 2.5 مليون عملة فقط عن الحد الأقصى».

وأشار إلى تأثر العملة بالإيجاب نتيجة إعلان شركات عالمية للاستثمار في بيتكوين، وإعلان شركات تحويلات مالية التعامل بالبيتكوين، وتغيير جي بي مورغان وجهة نطره بالإيجاب تجاه البيتكوين.

وقال كبير مستشاري MAG للاستشارات، إن بيتكوين تستخدم الآن كوسيلة لتخزين القيمة مثل الذهب مع عدم وجود بديل لها، لافتا إلى أن الحكومات تحارب كل بديل لعملة بيتكوين، مثل ليبرا وبعد هجوم الحكومة الأميركية عليها أدى إلى تغيير في العملة وسوف تخرج بشكل مختلف عن بيتكوين. وتوقع البناو استمرار ارتفاع بيتكوين في 2021.

back to top