* حدثينا عن أجواء تصوير المسلسل الحقبوي "الوصية الغائبة".
- تم بناء قرية تراثية خصوصاً من أجل تصوير المسلسل في فترة الخمسينيات، وهي فترة ذاخرة بالأحداث والمفردات والأزياء المختلفة والمشوقة، ولذلك فأجواء العمل رائعة وأسرية بقيادة المخرج المبدع حسين أبل الذي أتعاون معه للمرة الثانية بعد مسلسل "جبروت إمرأة" والكاتب مشاري العميري، والمسلسل دراما تراثية توثيقية.* وما طبيعة شخصيتك في المسلسل؟
- أجسد شخصية "أم أحمد" وابني هو الفنان محمد الصيرفي، وتعتبر شخصيتي هي العنصر الأسود في المسلسل ومحور الشر الذي بدون وجوده تسير كل الأمور في مسارها الطبيعي ولكن وجودي في العمل يغير مسارات الأحداث والشخصيات ويعتبر محركا رئيسيا ولكن في الاتجاه الخاطئ، ولذلك لا أستبعد أن يكرهني الجمهور في هذا العمل، وإذا حدث ذلك فسأكون سعيدة جدا، إذ معناه أنني نجحت في إيصال هذا الكم من الشر الذي تتصف به شخصية "أم أحمد".* لكن الجمهور اعتادك تؤدين الشخصيات المسالمة وآخرها "في ذاكرة الظل".
- هذا أحد أسباب قبولي الدور، فالفنان لابد أن يكون دائم التغير والمفاجأة لجمهوره، وسيكون دوري في "الوصية الغائبة" صادما ومحيرا ومستفزا لمشاعر الجمهور، ولذلك أستمتع به جدا، وهي إحدى ميزات العمل بالتمثيل إذ يستطيع الفنان أن يعيش شخصيات وأدوار لا يعيشها بالحياة فيشعر بحرية كبيرة في الأداء والحركة، فأنا حين أجسد دور بالعمل أعيش داخل الشخصية ولا أمثلها، فمن وجهة نظري أن الفنان الحقيقي لا يمثل بل يعيش الشخصية.* هل تؤثر انفعالات الفنان المصطنعة بالتمثيل خصوصاً في التراجيديا على صحته النفسية؟
- هي إحدى سلبيات المهنة، فلكل عمل مساوئه وأضراره، فالفنان "يلوي" عنق جهازه العصبي ويعتصر مشاعره لأداء الدور بصدق، فيبكي أحيانا بشكل حقيقي دون مكياج أو مؤثرات مساعدة، ويضحك وربما يحمل بداخله أحزاناً ومشكلات كبيرة، ولذلك فإن الجهاز العصبي للفنان ربما يضطرب لأننا كبشر نسعى دائما لنسيان مواقف الخزي أو الألم ولكن الفنان حينما يريد أن يبكي من قلبه يستدعي من عقله الباطن تلك الذكريات، ولكني بالنهاية أشعر بالنجاح والفخر حين أقدم الدور من قلبي وأبكي دون مساعدة أو تجميل لتصل المشاعر صادقة للجمهور، وهو ما أحرص عليه دائما.* لديك مشاركة أخرى في رمضان المقبل هي "بوطار"... أتشعرين بالتحدي أم القلق لتزامن عرض العملين؟
- أنا محظوظة بالعملين فـ"الوصية الغائبة" فريق يضم نجوماً كباراً كالفنان القدير جاسم النبهان وعبدالرحمن العقل وعبدالإمام عبدالله ومشاري البلام وعبدالله الخضر وزهرة عرفات ومحمد الصيرفي ومحمد العلوي وفاطمة الدمخي، وغيرهم، وهم مجموعة رائعة جعلت موقع التصوير أسرياً ومحفوفاً بالمحبة، وعرض المسلسل مع "بوطار" بنفس الموسم يشعرني بالحماس والسعادة خاصة أنني أتعاون مجدداً مع الفنانين داود حسين وإبراهيم الحربي ومحمد العجيمي ومحمد الحملي وعبدالله الخضر وهبه العبسي وعبدالرحمن الحميدي ومحمد الصراف وأبنائي بالمسلسل جاسم البلوشي ويوسف المطر.* المسلسل يشهد عودتك بقوة للكوميديا التلفزيونية فهل تستعدين بشكل خاص؟
- الكوميديا ليست بعيدة عني، فقد لعبتها على المسرح منذ الثمانينيات في "لولاكي" و"الشياطين الثلاثة" وغيرها الكثير، ولكن تجربة "بوطار" فعلا جديدة وتحتاج للاستعداد وأعتبرها تحدي اً لنفسي وأعد الجمهور أن يشاهدوني في شخصية لم أقدمها من قبل، حيث أساعد زوجي وأبنائي في عملهم كفرقة موسيقية شعبية، وأقدم شكلا كوميديا جديدا.* للعام الثاني تجتمعين في رمضان مع داود حسين... ألا تخشين ملل الجمهور؟
- مطلقا، بل أشعر بارتياح كبير لتكرار تعاونا المستمر فلقد كونت عدة ثنائيات مع الفنان القدير جاسم النبهان وأخرى مع الفنان القدير أحمد السلمان، ومع الفنان أحمد إيراج، ولكن تبقى للديو أو الثنائية التي تجمعني بالفنان داود حسين مذاق آخر، لأنه أخي بمعنى الكلمة، فزوجته أم حسين صديقتي المقربة، وهو الصديق المقرب لزوجي حتى انهما يسافران معا باستمرار، وابناه حسين وعلي وابناي محمد وحسن أخوة، ولذلك فإن التمثيل ليس فقط ما يجمعنا بل الحياة والعلاقة الطيبة والأخوة ولذلك فإني حين أتواجد معه في عمل أشعر بارتياح كبير نتيجة التفاهم بيننا وهو ما يصب بالتأكيد في مصلحة العمل، وأحدث دليل على ذلك النجاح الذي حققه مسلسلنا برمضان الماضي "في ذاكرة الظل".