«المتحوّر الإفريقي» قد يستعصي على اللقاحات

• التطعيم ضد «كورونا» يتباطأ في فرنسا وأميركا تتقشَّف بالجرعات
• إسرائيل دفعت ثمناً مبالغاً للحصول على شحنات «فايزر» بسرعة

نشر في 05-01-2021
آخر تحديث 05-01-2021 | 00:02
براين بينكر أول بريطاني يتلقى لقاح «أكسفورد» أمس 	(أ ف ب)
براين بينكر أول بريطاني يتلقى لقاح «أكسفورد» أمس (أ ف ب)
بينما اتّخذت بريطانيا، أمس، «خطوة عملاقة جديدة» في حربها ضد فيروس كورونا، حيث عزّزت برنامج التحصين من خلال إعطاء جرعات من اللقاح الذي ابتكرته «جامعة أكسفورد» بالشراكة مع عملاق الأدوية «أسترازينيكا»، لتتباهى بانتصار علمي وضعها في طليعة الدول الغربية التي تطلق برنامجاً للتحصين من «كورونا»، أعرب علماء بريطانيون عن شكوكهم في تمكُّن اللقاحات من العمل بكفاءة وفاعلية في الحماية من «السلالة الجديدة» التي ظهرت في جنوب إفريقيا، في حين تدرس الولايات المتحدة خطّة لتوفير نصف الجرعة المتوقعة من لقاحها «موديرنا» من أجل تسريع جهود مكافحة الوباء.

وأعلن أستاذ الطب في «جامعة أوكسفورد»، جون بيل، أن «سلالة جنوب إفريقيا، ربما تكون مستعصية على اللقاحات التي يجري منحها للناس حالياً، حتى يطوّروا مناعة ضد العدوى»، مضيفاً أن «حصول هذا الأمر ليس بالسيناريو المرعب تماماً، لأنه في حال استعصت السلالة الجديدة على اللقاح الحالي، ستكون ثمة حاجة إلى 6 أسابيع فقط من أجل تطوير لقاح جديد».

وأعلن وزير الصحة البريطاني مات هانكوك، في وقت سابق أمس، أنه يشعر بقلق بالغ من السلالة الجديدة.

من ناحيته، قال روبرت بستون، المحرّر السياسي لتلفزيون ITV أمس، نقلاً عن مستشار علمي للحكومة البريطانية من دون أن يذكر اسمه: «وفقاً لما ذكره أحد المستشارين العلميين للحكومة، سبب شعور هانكوك بالقلق البالغ من السلالة الجديدة في جنوب إفريقيا، أنهم ليسوا متأكدين من أن اللقاحات ستكون بذات الفاعلية في الوقاية منها مثلما هي فعالة في الوقاية من السلالة الجديدة في بريطانيا».

واكتشفت بريطانيا وجنوب إفريقيا سلالتين جديدتين أخيراً، تسببتا في انتشار متسارع للعدوى بالمرض.

واعتبر علماء أن «السلالة الجديدة» التي ظهرت في جنوب إفريقيا مختلفة عن السلالات المنتشرة في بريطانيا لأنها شهدت تحورات وطفرات عدة في بروتين مهم يستخدمه الفيروس لإصابة الخلايا البشرية.

وفي المملكة المتحدة، التي تُطعَّم سكانها بوتيرة أسرع من الولايات المتحدة وبقية أوروبا في محاولة للتغلُّب على الجائحة، كان براين بينكر، الذي يبلغ من العمر 82 عاما ويحتاج لغسيل كلوي، أول من حصل على جرعة «أكسفورد» في «مستشفى جامعة أكسفورد».

وقال بينكر، وهو مدير صيانة متقاعد: «أنا سعيد جداً بالحصول على اللقاح، وفخور حقاً بأنه اللقاح الذي تم اختراعه في أكسفورد».

يذكر أن بريطانيا تُعتبر أول دولة تطرح لقاح «أكسفورد»، بعدما طرحت العام الماضي لقاح «فايزر ـــ بيونتيك» الأميركي ـــ الألماني.

وصرّح وزير الصحة، أمس، بأن بريطانيا طعّمت أكثر من مليون شخص بالفعل، أي أكثر من بقية أوروبا مجتمعة، مضيفاً لمحطة «سكاي نيوز»، أن «وصولنا إلى ما نحن عليه الآن هو انتصار للعلوم البريطانية. منذ البداية، رأينا أن اللقاح هو السبيل الوحيد للخروج من الأزمة على المدى البعيد».

وقال هانكوك إن أعداد الإصابات تتزايد بوتيرة سريعة في بعض مناطق البلاد، وإن الحكومة لا تستبعد فرض أي إجراءات إضافية لمحاولة كبح التفشي بما يشمل عزلاً عاماً على مستوى البلاد.

وفي تحوّل عن الممارسات المتبعة في الولايات المتحدة ودول أخرى، تُخطّط بريطانيا لمنح السكان جرعات ثانية من كلا اللقاحين في غضون 12 أسبوعاً من الجرعة الأولى بدلاً من 21 يوماً، لتسريع التحصين لأكبر عدد ممكن من الأشخاص في أسرع وقت ممكن.

وقال نائب كبير المسؤولين الطبيين في الحكومة، البروفيسور جوناثان فان تام، أمس الأول، إن القرار هو «الشيء الصحيح الذي يجب القيام به للأمة ككل».

في المقابل، قال رئيس عملية «راب سبيد» Warp Speed المخصصة لتوفير اللقاحات المضادة لـ «كورونا» في الولايات المتحدة منصف سلاوي، إن هناك خطّة لتوفير نصف الجرعة المتوقعة من لقاح «موديرنا» من أجل تسريع جهود مكافحة الوباء.

وأضاف سلاوي، في مقابلة عبر قناة CBS الأميركية، أمس الأول، أن المسؤولين الفدراليين يبحثون الفكرة مع «موديرنا» وإدارة الغذاء والدواء FDA.

يذكر أنه يجب توفير «موديرنا» بجرعتين.

وأوضح سلاوي: «نحن نعلم، فيما يخص موديرنا، أنه إذا حصل الأشخاص الذي تتفاوت أعمارهم بين 18 إلى 55 عاما، على جرعتين بنصف الكمية، فيمكننا بذلك مضاعفة عدد الحاصلين على اللقاح بالجرعات المتوفّرة لدينا»، مشيراً إلى «أننا نعلم بأن نصف الكمية تحدث استجابة مناعية مطابقة للجرعة الكاملة».

وحالياً، تلقى أكثر من 4.2 ملايين شخص الجرعة الأولى من لقاحي «فايزر» و«موديرنا».

ومع تلقيح أكثر من 1.1 مليون إسرائيلي بوقت قياسي، رفض وزير إسرائيلي تحدث مع صحيفة «فايننشال تايمز» التعليق على تقارير أوردها الإعلام الإسرائيلي عن دفع تل أبيب أسعاراً مبالغة مقابل حصولها على شحنات مبكرة من اللقاح.

وقال الوزير إن الحكومة أبرمت اتفاقات سرية مع مصنعي اللقاح، مضيفاً انه «استثمار لتفادي اغلاق عام جديد في المستقبل».

وفي وقت تتعرض الحكومة الفرنسية لانتقادات حادة بسبب بطء طرح اللقاحات، قالت رئيسة الهيئة العليا للصحة دومينيك لو غولوديك، أمس، إن فرنسا تتوقّع تسلم الإمدادات الأولى من لقاح شركة «موديرنا» هذا الأسبوع.

من جهته، قال عالم الأوبئة والمستشار العلمي للحكومة الفرنسية آرنو فونتانيه، إنه يتعين على باريس الإسراع بطرح اللقاحات وإن وتيرة انتشار الفيروس في البلاد أكبر من أن تسمح للحكومة بتخفيف القيود.

back to top