واشنطن: «الكونغرس» يصدّق على فوز بايدن على وقع تظاهرات «الترامبيين»
جورجيا تنتخب... وترامب يضغط على بنس ويهاجم «كتلة الاستسلام»
عشية اجتماع «الكونغرس» بمجلسيه، النواب والشيوخ، لفرز نتائج تصويت أعضاء المجمع الانتخابي وإعلان فوز الديمقراطي المخضرم جو بايدن رسمياً برئاسة الولايات المتحدة، حبست العاصمة واشنطن الأنفاس على وقع توتر شديد، وحذرت سلطاتها أنصار الرئيس الجمهوري دونالد ترامب من إحضار أسلحة نارية خلال احتجاجاتهم على التصديق على هزيمته في الانتخابات، ونشرت المئات من قوات الحرس الوطني للمساعدة في حفظ النظام.وقال قائد شرطة العاصمة روبرت كونتي، في مؤتمر صحافي بمجلس المدينة، أمس الأول، «تلقينا معلومات عن أفراد يعتزمون إحضار أسلحة إلى مكان التظاهر، وهو أمر لن يتم التهاون معه، وسيتم اعتقال أي شخص يحمل سلاحاً أو يثير العنف، متوقعاً أن الاحتجاجات أكبر من مسيرات نُظمت في شهري نوفمبر وديسمبر، وشابتها عمليات طعن واشتباكات بين المئات من الجماعة المنادية بتفوق العرق الأبيض «براود بويز»، التي تصف نفسها بـ «الشوفينيين الغربيين»، وغيرهم من الموالين لترامب مع محتجين مناهضين لهم من جماعة «أنتيفا» ونشطاء من حركة «حياة السود مهمة».وإذ أكد كونتي انضمام شرطة «الكونغرس» والمتنزهات والخدمة السرية إليه، ذكر الحرس الوطني أن أكثر من 300 جندي سيكونون جاهزين لدعم حكومة المدينة، والسيطرة على الحشود ومساعدة خدمات الإطفاء والإنقاذ.
وقبل التجمع الحاشد، اعتقلت الشرطة زعيم «براود بويز» هنري «إنريكي» تاريو، الموالي لترامب، لدى دخوله مقاطعة كولومبيا، واتهمته بتدمير ممتلكات خلال احتجاج سابق وقع الشهر الماضي وحرق لافتة لحركة «حياة السود مهمة» تم سرقتها من كنيسة.
تهديدات ترامب
وفي تهديد مبطن إلى نائبه مايك بنس، الذي يقع على عاتقه رئاسة جلسة «الكونغرس» المرتقبة وإعلان بايدن فائزاً، قال ترامب: «آمل ألا يخيب نائب رئيسنا العظيم آمالنا، وإذا فعل، فسأحبه بقدر أقل»، مشيراً إلى انضمام عضوة مجلس الشيوخ كيلي إلى النواب الجمهورين المعارضين لنتائج فرز الأصوات في «الكونغرس» اليوم.وفي تغريدة، حذّر ترامب من سيطرة «الحزب الخاطئ» على الولايات المتحدة وإنهاء نظام الحزبين القائم، ووصف بعض الأعضاء الجمهوريين بـ «كتلة الاستسلام»، مؤكداً أنهم سيلحقون العار بحملته لأنهم ضعفاء ومستعدون للتصديق بأرقام الانتخابات الرئاسية المزورة.وتساءل ترامب: «كيف يمكن المصادقة على نتائج انتخابات تكون الأرقام التي يتم اعتمادها خاطئة بشكل يمكن التحقق منه»، معتبراً أن «الجمهوريين لديهم إيجابيات وسلبيات. لكن هناك شيء واحد مؤكد وهو أنهم لا ينسون أبداً». وبعد حملة استثنائية أنفق فيها 500 مليون دولار، وشارك فيها حتى ترامب وبايدن، انتخب سكان جورجيا، أمس، عضوي الولاية في مجلس الشيوخ، في انتخابات فرعية سيكون لها تأثير حاسم على المسار الأميركي ليس فقط للسنوات الأربع المقبلة، بل للجيل القادم.وخلال تجمع انتخابي في أتلانتا اعتبر بايدن أن «جورجيا وحدها يمكنها أن تغير المسار، ليس فقط للسنوات الأربع المقبلة، بل للجيل القادم».إذا تمكّن المرشحان الديمقراطيان جون أوسوف ورافاييل وارنوك من هزيمة السيناتورين الجمهوريين ديفيد بيردو وكيلي لوفلير، فسيكون مجلس الشيوخ الجديد تحت سيطرة بايدن عند وصوله للبيت الأبيض، وسيتمكن من الاعتماد عليه بالكامل لإنجاز برنامجه.وأثار هذا الاحتمال مخاوف كبرى لدى الجمهوريين، الذين لوّحوا بقيام حكومة «راديكالية» و»اشتراكية» حتى الساعات الأخيرة من الحملة الانتخابية التي اختتمت بإقامة مهرجان حاشد لترامب.وفي دالتون، المعقل الريفي والمحافظ في شمال غرب جورجيا، قال الرئيس الجمهوري، لمؤيديه المقتنعين بأنه فاز بالرئاسة ونددوا بعمليات تزوير واسعة النطاق، إن هذه الانتخابات الفرعية، التي صوّت فيها 3 ملايين مبكراً، قد تكون «فرصتكم الأخيرة لإنقاذ أميركا كما نحبها»، مضيفاً: «يقول الديمقراطيون، إنه يعترض بخصوص جورجيا. لا، لا. أنا أعترض بخصوص ثماني ولايات، وأعتقد أنني سأفوز فيها جميعاً».وفي نكسة جديدة لترامب، الذي لطالما تباهى بصداقاته مع كبار أرباب العمل، طالب أكثر من 170 من رؤساء كبريات الشركات الأميركية، في رسالة مشتركة نشرت أمس الأول، أعضاء «الكونغرس» بالمصادقة على انتخاب بايدن رئيساً اليوم، مشدّدين على أهمية الانتقال السلمي والهادئ للسلطة.وكتب الموقّعون على الرسالة - وبينهم رئيس مجموعة «فايزر» الدوائية ألبرت بورلا، والمدير القانوني لمجموعة «مايكروسوفت» العملاقة، براد سميث، ورئيس «غولدمان ساكس» ديفيد سولومون، ورئيس الفرع الأميركي لشركة «آلتيس» ديكستر غوي، ورئيس صندوق «بلاكستون» الاستثماري جوناثن غراي ومسؤولو كلّ من «دويتشه بنك يو إس إيه» و»ماستركارد» و»ليفت» و»موديز» و»إرنست آند يونغ» واتحاد كرة السلة «إن بي إيه» - «لقد حان الوقت لكي تمضي البلاد قدماً».وقال هؤلاء القادة الكبار في مجال المال والأعمال إن «بايدن ونائبته كامالا هاريس فازا بتصويت الهيئة الناخبة، والمحاكم رفضت الطعون والمحاولات الرامية إلى عرقلة أو تأخير هذه العملية تتعارض مع المبادئ الأساسية لديمقراطيتنا»، مطالبين المعسكرين الديمقراطي والجمهوري بدعم الإدارة المقبلة في مواجهة «أسوأ الأزمات الصحية والاقتصادية في التاريخ الحديث».في غضون ذلك، تعهدت المدعية العامة في جورجيا بفتح تحقيق في مكالمة ترامب مع سكرتير الولاية لتغيير نتيجة الانتخابات، ووصفتها بالمثيرة للقلق.بالتزامن مع ذلك، قدّم المدعي العام في الولاية بيونغ باك - الذي عيّنه ترامب - استقالته من منصبه، وقال إن ظروفا غير متوقعة دفعته لذلك.أما زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس النواب، فقد عبّر عن دعمه لترامب الذي حذر الجمهوريين من عدم الاصطفاف خلفه.