بسبب تزايد الوضع فيها مع تفشي السلالة الجديدة من فيروس «كورونا»، ما أدى إلى ارتفاع وتيرة الإصابات إلى نحو 59 ألف إصابة جديدة في اليوم، فرضت بريطانيا الإغلاق مجدداً، ليصبح مع ذلك ثالث عزل عام، فيما ظهرت السلالة الجديدة للفيروس المتحوّر في ايران.

وتعتبر بريطانيا، التي سجلت حتى الآن أكثر من 75 ألف وفاة، من أكثر دول أوروبا تضرراً جراء الوباء.

Ad

وأكد رئيس الوزراء بوريس جونسون، مساء أمس الأول، أنه «من الواضح أنّنا في حاجة إلى بذل المزيد»، معلنا فرض إغلاق في كل أنحاء إنكلترا بدءاً من فجر اليوم، حتى منتصف فبراير، فيما أُغلقت المدارس اعتباراً من أمس.

وأعلن جونسون أن السلالة الجديدة شديدة، وتنذر بوضع هيئة الصحة العامة تحت ضغط شديد في غضون 21 يوما.

أما اسكتلندا في شمال بريطانيا، فبدأت أمس، يومها الأول من العزل التام مع إغلاق المدارس أيضا، بعدما بادرت ايرلندا الشمالية وويلز إلى فرض ثالث إغلاق فور انتهاء عيد الميلاد.

في موازاة ذلك، واصلت بريطانيا حملة التلقيح بشكل مكثف مع بدء استخدام اللقاح الذي طورته مختبرات «أسترازينيكا» البريطانية مع «جامعة أكسفورد».

وفي أعقاب الأنباء التي ترددت حول عدم قدرة اللقاحات على صد الفيروس «المتحور»، دعا علماء بريطانيون إلى الهدوء، وبعثوا رسائل طمأنة إلى الملايين حول العالم.

وأمس الأول، انتشرت تقديرات بأن اللقاحات قد لا تكون فعالة أمام «سلالة جنوب إفريقيا».

ونقلت صحيفة «غارديان» البريطانية عن علماء بريطانيين، قولهم إنهم لا يرون سببا للذعر، رغم تصريح وزير الصحة البريطاني مات هانكوك، بأن السلالة التي اكتشفت في جنوب إفريقيا «مثيرة للمخاوف».

وفي السياق، أعلن وزير الصحة الإيراني سعيد نمكي، أمس، رصد أول إصابة بالسلالة الجديدة بـ«كورونا» البريطاني في إيران، وهي لمواطن تم نقله إلى أحد المستشفيات الخاصة».

كما أعلنت أمانة الصحة في ولاية ساو باولو اكتشاف أول حالتين من السلالة الجديدة في البرازيل.

إلى ذلك، مددت ألمانيا أمس القيود المفروضة على التنقلات إلى ما بعد 10 يناير.

وكانت ألمانيا تعتبر قدوة في أوروبا في احتواء الفيروس، خلافا لبريطانيا، غير أنها تعاني بشدة تفشي الموجة الثانية خصوصا في شمالها.

من جانبها، نددت صحيفة «بيلد» الأكثر انتشارا في ألمانيا، باستراتيجية التلقيح متهمة الحكومة بالتركيز على لقاح «فايرزـــ بيونتيك» الأميركي ـــ الألماني، على حساب لقاح «موديرنا» الأميركي.

وفي موسكو، أعلن الكرملين، أمس، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بحث مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل احتمال «إنتاج مشترك للقاح» مضاد للفيروس، في وقت تسعى موسكو لزيادة قدراتها في هذا المجال.

وفي باريس، أعلن وزير الصحة الفرنسي أوليفييه فيران، أمس، «توسيع وتسريع وتبسيط» حملة التطعيم وسط انتقادات طالت بطء هذه الحملة في البلاد، التي سجلت «نحو 10 إصابات مؤكدة أو مشتبه فيها بالفيروس المتحور».

وقال فيران، إن الحكومة ستسمح «في الأيام المقبلة للفرنسيين الراغبين في التطعيم بالتسجيل لتحديد موعد عبر الإنترنت». وتابع: «بحلول نهاية يناير، سنسمح بتطعيم الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 75 عامًا المقيمين في المنزل»، لافتا إلى أنه يريد «توسيع وتسريع وتبسيط» الحملة.

من جهتها، قررت هولندا تقديم حملة التلقيح يومين لتبدأ اليوم، في آخر بلد من الاتحاد الأوروبي يباشر تحصين مواطنيه.

إلى ذلك، قال مسؤولون في قطاع الصحة بالولايات المتحدة، إن أكثر من ثلثي لقاحات «كورونا»، التي جرى شحنها داخل الولايات المتحدة، وإجماليها 15 مليون جرعة، لم يُستخدم.

وأعلن آندرو كومو حاكم نيويورك، أمس الأول، انه ينبغي على المستشفيات استخدام اللقاحات في غضون أسبوع من تسلمها، وإلا فستواجه غرامة أو خفض إمداداتها في المستقبل، وذلك قبل ساعات من إعلان أول إصابة في نيويورك بالسلالة المتحورة.

وقال كومو: «لا أريد اللقاح في مبرد (ثلاجة) أو مجمد، أريده في ذراع أي شخص». وأضاف: «إذا كنتم لا تقومون بهذه الوظيفة فإن هذا يثير تساؤلات عن كفاءة تشغيل المستشفيات».

واستخدمت مستشفيات نيويورك في المجمل أقل من نصف جرعات اللقاح المخصصة لها حتى اليوم، لكن أداءها متباين، حسب ما قال كومو.

وفي فلوريدا، التي يعطي مسؤولوها لكبار السن الأولوية في التطعيم باللقاح على العديد من العاملين في الوظائف الضرورية، أعلن الحاكم رون ديسانتيس سياسة تخصص بموجبها الولاية المزيد من الجرعات للمستشفيات التي تستخدم اللقاح بوتيرة أسرع.