الأمير: بيان «العلا» إنجاز تاريخي

سموه أكد أن الاتفاق يعزز وحدة الصف الخليجي والعربي وتماسكه
• «تسميتها قمة قابوس - صباح لمسة وفاء اعتدناها من خادم الحرمين»

نشر في 06-01-2021
آخر تحديث 06-01-2021 | 00:15
تتويجاً لمسيرة الإصرار الكويتي، التي بدأها الأمير الراحل سمو الشيخ صباح الأحمد على تهيئة الأجواء لتوحيد الكلمة وإعادة التضامن إلى البيتين الخليجي والعربي، وسار على هديه بذات النهج الوضيء سمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد، اجتمع قادة دول مجلس التعاون ومصر أمس في رحاب «العلا» بالسعودية في قمة تصالحية، أطلق عليها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز اسم «قمة السلطان قابوس والشيخ صباح»، وشهدت توقيع بيان اعتبره صاحب السمو إنجازاً تاريخياً.

وأعرب سموه، في كلمته خلال الدورة الـ 41 للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، عن بالغ تقديره للمملكة وقيادتها على مبادرتها الكريمة بإطلاق اسم الشيخ صباح والسلطان قابوس على القمة، مؤكداً أنها «لمسة وفاء اعتدنا عليها من لدن خادم الحرمين».

وأشاد بحرص جميع الإخوة على عقد هذا اللقاء «لنتمكن معاً من دعم عملنا الخليجي والعربي المشترك والحفاظ على مكاسبنا وتحقيق ما تتطلع إليه شعوبنا من آمال وطموحات»، مشيراً إلى أن «تسمية إعلاننا اليوم باتفاق التضامن إنما تجسد حرصنا عليه وقناعتنا بأهميته، كما تعكس في جانب آخر يقيننا أن حفاظنا عليه يعد استكمالاً واستمراراً لحرصنا على تماسك ووحدة أمتنا العربية».

اقرأ أيضا

وبينما ثمَّن حرص دول مجلس التعاون على انعقاد القمة، أعرب سموه في رسالة شكر إلى الملك سلمان، عن «خالص التهنئة بمناسبة بيان العلا المتضمن اتفاق التضامن الدائم، والذي يعتبر إنجازاً خليجياً وعربياً سيعزز وحدة الصف الخليجي والعربي وتماسكه».

وترأس القمة، التي شهدت حضور سمو أمير البلاد أمس، ولي العهد السعودي، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، بمشاركة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد، وولي عهد البحرين الأمير سلمان آل خليفة، ونائب رئيس الإمارات حاكم دبي محمد بن راشد، ونائب رئيس مجلس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان فهد آل سعيد، فضلاً عن وزير الخارجية المصري سامح شكري، ومستشار الرئيس الأميركي وصهره جاريد كوشنر.

وغداة فتح الحدود والأجواء بين السعودية وقطر بناء على اقتراح من صاحب السمو توجت القمة بتوقيع «بيان العلا» بالإجماع.

وفي كلمته الافتتاحية، أشاد بن سلمان بجهود صاحب السمو، والأمير الراحل الشيخ صباح، مشيراً إلى أنه «جرى التأكيد في البيان على التضامن والاستقرار الخليجي والعربي والإسلامي، وتعزيز أواصر الود والتآخي بين دولنا وشعوبنا، بما يخدم آمالها وتطلعاتها».

وأضاف: «نحن اليوم أحوج ما نكون لتوحيد جهودنا للنهوض بمنطقتنا ومواجهة التحديات التي تحيط بنا، وخاصة التهديدات التي يمثلها البرنامج النووي للنظام الإيراني وبرنامجه للصواريخ البالستية ومشاريعه التخريبية الهدامة التي يتبناها ووكلاؤه من أنشطة إرهابية وطائفية هدفها زعزعة الأمن والاستقرار».

وأشار إلى أنه «تم تأسيس هذا الكيان استناداً إلى ما يربط بين دولنا من علاقة خاصة وقواسم مشتركة متمثلة بأواصر العقيدة والقربى والمصير المشترك بين شعوبنا، ومن هذا المنطلق علينا جميعاً أن نستدرك الأهداف السامية والمقومات التي يقوم عليها المجلس؛ لاستكمال المسيرة، وتحقيق التكامل في جميع المجالات».

وأكد أن «سياسة أشقائكم في المملكة الثابتة والمستمرة، وخططها المستقبلية ورؤيتها التنموية الطموحة (رؤية 2030) تضع في مقدمة أولوياتها مجلس تعاون موحداً وقوياً، إضافة إلى تعزيز التعاون العربي والإسلامي بما يخدم أمن واستقرار وازدهار دولنا والمنطقة».

من ناحيته، قال بن راشد إن المتغيرات والتحديات المحيطة تتطلب قوة وتماسكاً وتعاوناً خليجياً حقيقياً، وعمقاً عربياً مستقراً.

وفي القاهرة، ذكرت «الخارجية» المصرية، في بيان، أن وزير الخارجية سامح شكري وقع «بيان العلا» في إطار «الحرص المصري الدائم على التضامن بين دول الرباعي العربي وتوجهها نحو تكاتُف الصف وإزالة أية شوائب بين الدول العربية الشقيقة، ومن أجل تعزيز العمل العربي المشترك في مواجهة التحديات الجسام التي تشهدها المنطقة، وهو ما دأبت عليه مصر بشكل دائم؛ مع حتمية البناء على هذه الخطوة المهمة من أجل تعزيز مسيرة العمل العربي ودعم العلاقات بين الدول العربية انطلاقاً من علاقات قائمة على حُسن النوايا وعدم التدخُل في شؤونها الداخلية».

ورحبت دول ومنظمات عربية بقرار فتح الحدود بين السعودية وقطر، وكذلك فعلت تركيا والاتحاد الأوروبي.

ومن أبرز ما جاء في بنود بيان القمة تعزيز التكامل العسكري بين دول «التعاون»، ودور المجلس في تنسيق مواقفها السياسية، وعدم المساس بسيادة أي دولة أو تهديد أمنها، أو استهداف الوحدة الوطنية للدول الموقعة، إلى جانب توثيق العلاقات مع مصر، فضلاً عن التنسيق والتعاون في مكافحة وباء «كورونا».

أبرز بنود بيان القمة

• تعزيز التكامل العسكري بين دول مجلس التعاون الخليجي

• تعزيز دور المجلس من خلال تنسيق المواقف السياسية

• عدم المساس بسيادة أي دولة أو تهديد أمنها

• عدم استهداف الوحدة الوطنية للدول الموقعة

• توثيق العلاقات بين مصر ودول المجلس

• التنسيق والتعاون في مكافحة «كورونا»

طي كامل للخلاف

أكد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان أن الخلاف مع قطر طوي تماماً وستعود العلاقات الدبلوماسية بشكل كامل، مضيفاً أن الدول الأربع وافقت جميعها على استعادة العلاقات مع قطر بما في ذلك الرحلات الجوية.

وإذ أشار إلى أن الإدارة السياسية لقادة الخليج هي الضمانة الكبرى لتنفيذ الاتفاق، شدد بن فرحان، خلال مؤتمر صحافي عقب القمة، على أن الإنجاز الذي تحقق في القمة الخليجية سينعكس على استقرار المنطقة، لافتاً إلى أهمية أن يكون لدول الخليج موقف موحد من إيران.

بن سلمان: نحتاج إلى توحيد جهودنا في وجه التهديدات

بن راشد: التحديات المحيطة تتطلب تعاوناً خليجياً حقيقياً وعمقاً عربياً مستقراً

القاهرة: ما جرى خطوة مهمة لتعزيز مسيرة العمل المشترك
back to top