«صحافة الذكاء الاصطناعي» كتاب يثير التخوفات على مهنة الصحافة
يسلط كتاب "صحافة الذكاء الاصطناعي" الصادر حديثا عن دار النخبة للنشر، لمؤلفه الدكتور رفعت البدري، الضوء على مستقبل الصحافة الورقية، حاملا تخوفات من انزواء الصحافة التقليدية، واندثار مهنة الصحافي لمصلحة الروبوت أو الآلة.
يقول المؤلف رفعت البدري في تقديمه لكتاب "صحافة الذكاء الاصطناعي" إن الفترة القادمة تحتاج إلى نوع من الابتكار، وهناك العديد من الأدوار التي يؤديها صحافيون الآن بعيدة تماما عن الابتكار أو الإبداع، مثل الكتابة أو مراجعة النصوص أو حتى قراءة نشرات الأخبار، فكلها أدوار من السهل أن يقوم بها "الروبوت" في المستقبل دون التدخل البشري، فالعالم الآن يتجه إلى صحافة جديدة، وهي صحافة الذكاء الاصطناعي.
مخاطر مهنية
ويناقش الكتاب عبر قسمين رئيسين، مستقبل الصحافة التي يصنعها الصحافيون خلال الحقبة القادمة، والتي يتصدرها الذكاء الاصطناعي، حيث يشكل هاجس القضاء المحتمل على صحافة البشر مخاطر حقيقية على الكثير من الثوابت والقواعد الراسخة في المجتمع العالمي.ويتضمن القسم الأول مناقشة مفهوم الذكاء الاصطناعي، والمجالات والعلوم التي يتداخل معها، ثم التعرف على مفهوم الصحافة الآلية، أو الروبوتية وتطبيقاتها، والقضايا ذات الصلة، والمناظرات حول حدود الذكاء الاصطناعي وقدرته الحالية والمستقبلية.أما القسم الثاني فيتناول قالب رواية القصة الصحافية في عصر الصحافة الآلية وفي منصات الإعلام المختلفة.ويستعرض المؤلف أمثلة عملية ونماذج تطبيقية حول كيفية إنشاء القصص الصحافية، والتحديات التي تواجه الصحافيين حول استمرار شغلهم لوظائفهم الحالية في ظل عقود الذكاء الاصطناعي، مع نظرة تحليلية على أبرز الإشكاليات الخاصة بأخلاقيات الذكاء الاصطناعي، وصحافة الروبوت، والمسؤولية الاجتماعية والقانونية لها. ويستهدف الكتاب بالدرجة الأولى الصحافيين الشبان من منتجي ومقدمي المحتوى الصحافي، بأشكاله المختلفة في المؤسسات الصحافية والمنصات الإعلامية العريقة أو الناشئة، ويطرح لهم منظوراً جديداً بشأن الفرص التي يوفرها الذكاء الاصطناعي أمامهم.كما يستهدف الكتاب مالكي المؤسسات الإعلامية، ومديريها، وأصحاب القرار بها، لاستعراض الفرص والتحديات التي يجلبها الذكاء الاصطناعي، واتخاذ القرار الصائب بشأن الوجود أو عدم الوجود، ويستهدف الكتاب أيضاً الأكاديميين والمتخصصين في الإعلام بمفهومه الشامل، والباحثين في مجال الصحافة الجديدة، والطلاب والدارسين لعلوم الإعلام الجديد وخاصة الصحافة الرقمية.
حصاد
ويقول المؤلف إن هذا الكتاب هو حصاد لحزمة متنوعة من القراءات والتأملات المتعمقة، للعديد من الآراء والاتجاهات التي عبرت عنها العديد من الإصدارات الحديثة، من الكتب والمقالات المهمة في المجلات والدوريات المتخصصة في مجال الإعلام، (مجال تخصصي الأكاديمي)، وبصفة خاصة مجالات صحافة الذكاء الاصطناعي أو الصحافة الآلية، أو صحافة الروبوت، والتي تناولتها العديد من المدارس الأكاديمية والمهنية المعنية بالصحافة وكل عناصر الشأن الصحافي، كما كان للمناقشات الشخصية المستنيرة مع عدد كبير من الصحافيين الممارسين، وذوي التجربة والخبرة من المصريين والعرب والأجانب دور مهم في كشف الكثير من الرؤى والأبعاد المهنية.ورغم أن الكتاب لا يعد الأول الذي تناول صحافة الذكاء الاصطناعي، إذ يوجد كتاب "الذكاء الاصطناعى.. الثورة الصناعية الرابعة وإعادة هيكلة وسائل الإعلام"، لـدكتور محمد عبدالظاهر، فإن الأخير ركز على الحانب الإعلامي، وتطرق إلى العديد من المفاهيم الإعلامية الجديدة، مثل: "التسويق الروبوتي"، و"أخلاقيات صحافة الذكاء الاصطناعي". وعن كتابه، يقول عبدالظاهر إن "صحافة الذكاء الاصطناعي، هى ثورة الإعلام المقبلة متوافقة مع الثورة التكنولوجية، في ظل الثورة الصناعية الرابعة، فالحقبة القادمة من صحافة الذكاء الاصطناعي لا مجال فيها للقمع أو التغطية على الأحداث، حيث يعتمد الإعلام على أدوات أسرع عشرات المرات من وسائل التواصل الاجتماعى، وأكثر دقةً وتفصيلًا فى نقل الأحداث عن الإعلام التقليدي، وسوف تظهر آلاف القنوات الإعلامية التي يمتلكها أشخاص ويديرونها من منازلهم، وليست مؤسسات ضخمة كما هو الآن".