«لابا» في 2020... إنجازات كبيرة في أوقات صعبة
عشرات المشاريع والورش الفنية للشباب والأطفال تحت شعار «كلنا للكون»
ودّعنا سنة 2020 وكأنها ألف سنة! ورغم أجواء الحظر والاحترازات الصحية والتباعد الاجتماعي، واصلت أكاديمية الفنون الأدائية (لابا) التابعة لمؤسسة لوياك مسيرة الإنجاز، وقبلت التحدي في الأوقات الصعبة، آخذة على عاتقها مساندة الأطفال والشباب نفسياً واجتماعياً في ظل الجائحة التي ضربت البشرية.
لجأت "لابا" في معظم الأنشطة إلى استثمار إمكانات وسائل التواصل الاجتماعي، واعتماد سياسة التعليم عن بُعد، والعلاج بالفن، واستثمار أوقات الفراغ لدى صغار السن على نحو إيجابي.وقالت رئيسة مجلس إدارة "لابا"، فارعة السقاف، مُعلقة على حصاد العام المنصرم:مضت سنة 2020 السنة الأصعب في تاريخ البشرية المعاصر بتحدياتها وفرصها، واستطاعت "لابا" أن تحوّل تلك التحديات الى فرص للتعلم والتأمل ومدّ جسور الإنسانية لكل مكان وإنسان بإمكاننا أن نصل إليه، فكانت سنة مميزة برغم التحديات، سنة حرّكتها قلوبنا، ففاضت بمزيد من الحب والألفة والابتكار.. سنة أطلقنا لها شعار "كلنا للكون"، وكنا حقاً نتلمس الفرص لنطبق شعارنا في كل ما نقوم به، فنجمع القلوب على المحبة؛ محبة الإنسان لأخيه الإنسان ولوطنه ولكوكب الأرض وما عليه من كائنات عانت الكثير من الإنسان، وقدمنا مشاريع وأنشطة فنية وإنسانية تعزز قيم المحبة والتكافل؛ كمشروع قافلة الفن الخيري ومعرض "انهضي يا بيروت"، وخصصنا عددا مهماً من المنح في كل برامجنا وأنشطتنا الفنية والثقافية. هكذا أنهينا عام 2020 بتمسك أكبر بوعينا وبضمائرنا.
وأكدت السقاف أن "لابا" تؤمن بأهمية الشراكة المجتمعية، ولا تعمل بمعزل عن شركائها، وتجير هذا النجاح للمؤسسات التي آمنت برؤيتها، ومنها المركز المالي، وجريدة الجريدة، وشركة إيكيا، وفوربوينتس، والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وهيدروتيك، والمؤسسات الثقافية، والسفارات، مثل السفارة الأميركية والفرنسية والاتحاد الأوروبي.
«كلّنا للكون»
أطلقت "لابا" شعار "كلنا للكون" بهدف تعزيز الوعي لدى الأجيال الشابة والمجتمع بأهمية العمل الجماعي والتكافل والاهتمام بالبيئة ووضعت هذا الشعار موضع التنفيذ في جميع برامجها الفنية والتعليمية لهم.الملاذ المسرحي
نجحت "لابا" في مواجهة تحديات جائحة كورونا التي حالت دون الحضور الفعلي لورش الملاذ المسرحي وتحول الورش الى ورش افتراضية، وذلك من خلال استضافة أهم المدربين العالميين من أوروبا وأميركا ولبنان في المجال منها ورشة المسرح الوثائقي للفنانة سحر عساف، ثم وورشة السينوغرافيا للدكتور خليفة الهاجري، تلتها ورشة كتابة نص مسرحي للكاتب ممدوح حمادة، ثم رشة فن الكوميديا المسرحي للفنان فابريزيو بلادين، تلتها ورشة أساسيات الأداء الصوتي لماندي فوكس، ثم قدمت سارة عطالله ورشة المونولوج الاجتماعي تبعتها ورشة مكياج المؤثرات الخاصة للفنانة العالمية أماندا ماري.ولم تقتصر أنشطة قسم المسرح على برنامج الملاذ المسرحي، بل نظم القسم أيضًا مؤتمرًا صحافيًا لأكاديمية الشارقة للفنون الأدائية لدعم المواهب المسرحية في المنطقة، والإعلان عن المنح الدراسية الكاملة.كما مثل "لابا" في مهرجان المسرح الأكاديمي الذي نظّمه المعهد للفنون المسرحية في فبراير الماضي، مونودراما "سبيليات إسماعيل".أيضًا تم إطلاق "مسرحنا في بيتنا"، وهو البرنامج المسرحي الأول من نوعه الذي يعنى بأفراد العائلة، حيث يمكنهم من قضاء وقت ممتع معًا من خلال التمثيل وسرد القصص، في ظل جائحة كورونا.سينما
من أهم إنجازات شباب "لابا" في 2020 كان تأهل الفيلم القصير "القايلة" للمخرج عبدالله الحنيان ضمن القائمة القصيرة لجائزة مهرجان السنيما الأوروبية، وذلك بالتعاون مع "لوياك لبنان".منح
ضمن برنامج الملاذ المسرحي، تم فتح أبواب التقديم لمنحة دراسة الفنون المسرحية، والتي توفر فرصة تدريب مكثف للشباب، على يد كبار الأكاديميين والفنانين المسرحيين العرب والأجانب، حيث شكلت لجنة التحكيم التي شاركت في اختيار الفائزين بالمنحة من الكاتبة والمنتجة المسرحية فارعة السقاف، ود. خليفة الهاجري، والفنان د. خالد أمين، والممثلة والمخرجة المسرحية سارة عطالله، ووقع الاختيار على 6 فائزين من كلا الجنسين ومن الكويت وخارجها.وفي الرقص والأداء التعبيري، فاز 4 شباب بمنح للدراسة في أرقى الأكاديميات العالمية، بالتعاون مع مؤسسة يورشيا.كما قدّم برنامج "اكتشف الجوهر" منحتين؛ الأولى منحة الدراسة المجانية، حيث خصصت 4 مقاعد للطلبة في "لوياك لبنان" والأردن والكويت، وكذلك منحة "جيل الجوهر" للطلاب المتميزين ممن أتموا 4 ورش.كذلك في كل برامج الأطفال كانت هناك مقاعد مخصصة للمنح بغرض إتاحة فرص التعلم للجميع.اكتشف الجوهر
اختص برنامج "اكتشف الجوهر" بتدريب الكوادر الإعلامية الشاب على مهارات الحوار الإعلامي على يد كوكبة من ألمع الإعلاميين العرب، إضافة إلى التطبيق العملي عبر استضافة شخصيات كويتية وعربية بارزة، شكلت جوهر النهضة في جوانبها المختلفة. تم إطلاق الورشة الأولى بإشراف الإعلامية جيزال خوري، وتضمنت تدريب المنتسبين على فنون الحوار الإعلامي، ومن ثم تم تطبيق هذه المهارات عمليا، عبر استضافة النائب السابق، رئيس غرفة تجارة والصناعة بالكويت محمد جاسم الصقر.بعدها قدّمت الإعلامية والناقدة ليلى أحمد، ورشة الجوهر الثانية، وطبّق المنتسبون المهارات عملياً في حلقة الحوار التي استضافت الفنان القدير جاسم النبهان.أما الورشة الثالثة فقدمتها الإعلامية رانيا برغوت، وكان ضيفها الفنان اللبناني القدير جورج خباز.ومرة أخرى عادت الإعلامية المتميزة جيزال خوري لتدير الورشة الرابعة، وكان ضيفها نائب رئيس الوزراء الأردني الأسبق مروان المعشّر.ثم واصل الإعلامي المبدع ريكاردو كرم مسيرة "الجوهر" في الورشة الخامسة، وتدرب المنتسبون عمليًا عبر حوار مباشر مع الاقتصادية الكويتية وفاء القطامي.حفلات وأغنيات
نقلة مهمة شهدها قسم الموسيقى بانضمام الفنان القدير سلمان العماري لمجلس إدارة "لابا"، لما يمثله من تاريخ ووعي كبير بالتراث الفني الكويتي.وتنوع نشاط قسم الموسيقى ما بين الورش وإقامة الحفلات وإطلاق الأغاني. ففي مطلع فبراير أطلقت "لابا" أول عروض العمل الغنائي الاستعادي "مال أول"، على مسرح عبدالحسين عبدالرضا، بالتعاون مع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.استعاد العرض أبرز أعمال رواد الأغنية الكويتية في ستينيات وسبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، أمثال غريد الشاطئ، حسين جاسم، عبدالمحسن المهنا، وليلى عبدالعزيز. حيث قام بأداء أدوارهم مجموعة مواهب فنية شابة متميزة، شكلا وأداء وحضورا، وهم عبدالعزيز المسباح، وعبدالله الباروني، وعامر محمود، وحنين الكندري، وسط ديكورات مستوحاة من الأعمال الأصلية.كما قدمت "لابا" الحفل الموسيقي لفرقة "آبا" السويدية على منصة المسرح المكشوف بحديقة الشهيد، وقدمت باقة من أجمل أغاني السبعينيات تفاعل معها الجمهور الذي بلغ ما يقارب الألفين، وبحضور مميز من كبار الشخصيات العامة والسفراء.جاء هذا الحفل بدعم موسيقي من الأوركسترا السيمفونية الوطنية في لندن، ومن إخراج الموسيقي المعروف ماثيو فريمان. وتم تخصيص اليوم السابق للحفل للقاء والتصوير مع الفرقة المشهورة.في 25 يوليو تم إطلاق أغنية "يا حمام رف" أهدتها "لابا" أنشودة في حب الوطن إلى الكويت وشعبها من كلمات الشاعر وضاح، وألحان عبدالله القعود، وتوزيع ربيع الصيداوي وإخراج عبدالله الحنيان، وأداء أحد أبناء أكاديمية لابا للفنون الشاب الموهوب عبدالعزيز المسباح، وجاءت الأغنية بمنزلة دعوة إلى التمسك بالأمل والتفاؤل بعودة الحياة الطبيعية وانتهاء وباء كورونا. ثم في سبتمبر تم إطلاق أغنية كلما زادت المحن، بالتعاون مع السفارة الأميركية في الكويت، حيث تمت إعادة غناء "كلما زادت المحن" لإحياء ذكرى مرور 30 عامًا على انتهاء الغزو على الكويت. كان العمل مشتركا بين قسم الموسيقى في "لابا" وبين المغنية وعازفة العود الأميركية إليا سايكن.تضامنًا مع فلسطين، وبالتعاون مع معهد إدوارد سعيد أحيت أكاديمية "لابا" للفنون الأدائية في 29 نوفمبر، اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني بعمل موسيقي مشترك مع معهد إدوارد سعيد الوطني للموسيقى في فلسطين، فأعيد توزيع مقطع من أغنية "جسر العودة" التي كتبها ولحّنها الأخوان الرحباني وغنتها السيدة فيروز، وأدّاها أساتذة وطلاب من الطرفين.كذلك أعاد مبدعو قسم الموسيقى توزيع بعض الأغاني والمعزوفات العربية والعالمية منها "بتروح لك مشوار" لوديع الصافي، و"الفصول الأربعة" بأسلوب الأكابلا، و"بكرا نهار جديد" التي قدمت بمناسبة اليوم العالمي للموسيقى.أيضًا أقام قسم الموسيقى مجموعة من الورش أهمها ورشة العود للفتيات، وكذلك ورشة الموشحات والأناشيد مع الفنان يوسف بارا، إضافة إلى ورش تفاعلية أخرى على الآلات الشرقية والغربية.الأداء التعبيري
أهم إنجازات قسم الرقص في 2020 كان تنظيم تجارب أداء بالتعاون مع مؤسسة يورشيا العالمية، والاتحاد الأوروبي، وإقامة ورش في أنواع مختلفة من الرقصات والأداء التعبيري، مثل الباليه والهيب هوب والجاز، حيث يحظى الفائزون بمنح في أرقى الأكاديميات العالمية.كما وفّر قسم الرقص مجموعة متنوعة من الورش "أونلاين" منها صفوف الباليه بدءًا من عمر ثلاث سنوات، وصفوف الرقص اللاتيني مجانًا، إضافة إلى مجموعة من مقاطع الفيديو الأدائية بمشاركة فنانين عالميين، تدعو للتفاؤل في ظل تداعيات كورونا.تشكيل
برز دور قسم التشكيل من خلال صفوف فنية للأطفال لصقل مواهبهم وشغل أوقاتهم فراغهم، ولفت أنظارهم إلى البيئة المحيطة بهم، واللعب بالحرف اليدوية والرسم بمختلف الأدوات المتوافرة في كل منزل!كما كان لقسم التشكيل دور مهم في دعم حملة "انهضي يا بيروت" التي أطلقتها مؤسسة لوياك عقب انفجار مرفأ بيروت، وذلك من خلال إقامة معرض فني افتراضي، بمشاركة فنانين من الكويت والعالم العربي، خصص ريعه لحملة "انهضي يا بيروت".عروض ولقاءات مباشرة
عبر حساب "لابا" على تطبيق "إنستغرام" قدّمت السقاف برنامج الصدى، واعتمد على لقاءات حوارية مميزة مع شخصيات عربية مؤثرة في مجالات مختلفة، وكان من أبرز ضيوفها الفنان سلمان العماري، للحديث عن الفنون البحرية وأسرارها، الإعلامية اللبنانية جيزال خوري، والاقتصادي الكويتي سعد البراك، والإعلامية والكاتبة السعودية بدرية البشر، إضافة إلى عدد من الفنانين والكتّاب كالفنانة المخرجة سحر عساف، والكاتبة الدرامية إيمان سعيد، والمؤرخ الكاتب حمزة عليان، وقد حقق البرنامج مشاهدة مرتفعة.أيضًا عرض برنامج "في المفيد" كل سبت، وتضمن إجراء استبيان مع أولياء أمور الأطفال المنتسبين في برامج "لابا"، أو مع المشاركين الشباب، وكذلك استضافة طلاب جيل الجوهر لزملائهم من منتسبي ورش الجوهر السابقة، والتعرف على تأثير هذه التجربة على شخصياتهم، ومهاراتهم، وخلفياتهم الإعلامية. ويقيس هذا الحوار مدى تأثير برامج "لابا" على المنتسب وتقييمه لها بكل شفافية ومصداقية.إلى جانب اللقاءات أطلقت "لابا" ورش تفاعلية متنوعة وصفوف مجانية أونلاين عبر تطبيقات مثل زووم وسكايب، وكان من ضمنها دورة للتدريب على عزف العود للإناث، وصفوف مجانية للتدريب على الباليه للأطفال، والفن الأدائي اللاتيني للنساء، بجانب ورش في الدراما، والفنون الأدائية والتشكيلية، وورش تدريب العزف على آلات موسيقية متنوعة، وعلى يد نخبة من المدربين المتخصصين.نادي «لابا» للمواهب
بدأت "لابا" المرحلة الأولى من نادي المواهب للأطفال والمراهقين الممتدة لخمس أسابيع في منتصف يناير الماضي، حيث حضر المنتسبون صفوفًا في الموسيقى، والدراما، والفن التشكيلي، والفنون الأدائية، والتصوير الاحترافي، بهدف تعزيز ثقتهم بأنفسهم واكتشاف وتطوير مواهبهم.وفي مطلع مارس، استقبلت "لابا" منتسبين جدد في المرحلة الثانية من برنامج نادي المواهب، ولاقت إقبالا جيدا، رغم أنها أطلقت أونلاين بسبب الحظر نتيجة لتداعيات فيروس كورونا.قافلة الفن
أطلقت "لابا" بالتعاون مع "لوياك" في شهر مايو 2020 مشروع قافلة الفن الموجه لأطفال الأسر المتعففة والذي يقدّمه مدربو "لابا" وعدد من المتطوعين، وتضمن الأنشطة الفنية والرياضية والقراءة التفاعلية عبر برنامج الزووم، وشمل 13 أسرة.مخيم
أقامت "لابا" على مرحلتين، مخيمها الصيفي السنوي للأطفال والمراهقين والعائلات "أونلاين" تحت شعار "كلنا للكون"، الذي سعى إلى توفير أجواء تفاعلية ممتعة وهادفة للمشاركين عبر مزيج متنوع من الفنون مثل: الموسيقى والدراما والفنون الأدائية، وكذلك تسليط الضوء على الجانب الإيجابي لظاهرة كورونا على البيئة والأحياء الأخرى. من 20 إلى 30 ديسمبر، أقيم المخيم الشتوي بالتعاون مع المعهد الفرنسي وهدف إلى خلق أجواء احتفالية للأطفال بمناسبة الأعياد، وقد استمتع الأطفال بالأجواء الفنية والألعاب المختلفة.تعهّد
شاركت "لابا" في حملة "تعهدي بسلامة وطني" التي أطلقتها "لوياك" على وسائل التواصل الاجتماعي تحت شعار "تعهدنا بالالتزام واجب وطني وإنساني" في منتصف مارس، والتي تهدف إلى تشجيع المواطنين والمقيمين على الالتزام بالإجراءات الوقائية اللازمة للحد من انتشار فيروس كورونا، حيث حرصت "لابا" على مشاركة أصدقائها من الفنانين في مقدمتهم: جاسم النبهان، وخالد أمين، وطارق العلي، وزهرة الخرجي.. من خلال توقيع التعهد في فيديو مصور ونشره على "إنستغرام" ضمن هاشتاغ تعهدي بسلامة وطني.اتفاقية
في 3 ديسمبر أعلنت "لابا" توقيع اتفاقية تعاون استراتيجي مع شركة "جيك إكسبرس" ومقرها لبنان بغرض توفير ورش للفنون المشفرة (الفنون المبرمجة) التي سيتعلم من خلالها الأطفال خلق محتوى أدبي وفني عن طريق التكنولوجيا.
فارعة السقاف: حوّلنا السنة الأصعب في تاريخ البشرية إلى فرص للتعلم والتأمل ومد جسور الإنسانية