احتمال مواجهة أميركية - إيرانية لا يزال قائماً

• تقديرات استخبارية أميركية بعدم تراجع الخطر ونجاد يحذر روحاني من «حرب مدمرة»
• تهديد «غير موثوق» بضرب «الكابيتول» بطائرة انتقاماً لسليماني

نشر في 07-01-2021
آخر تحديث 07-01-2021 | 00:12
إطلاق «درون» في اليوم الثاني من مناورات إيرانية واسعة (رويترز)
إطلاق «درون» في اليوم الثاني من مناورات إيرانية واسعة (رويترز)
تزامناً مع الكشف عن تهديد مسجل بضرب مقر الكونغرس الأميركي بطائرة انتقاماً لمقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني قبل عام، أشارت تقديرات استخبارية أميركية إلى أن خطر إقدام طهران على عمل ضد القوات الأميركية لا يزال قائماً.
مرت الذكرى السنوية الأولى لمقتل الجنرال الإيراني الأشهر قاسم سليماني في 3 يناير بغارة أميركية قرب مطار بغداد بسلام، لكن مسؤولين أميركيين أشاروا إلى تقديرات استخبارية تفيد بأن احتمال إقدام إيران على عمل انتقامي قبل مغادرة الرئيس الأميركي دونالد ترامب البيت الأبيض في 20 الجاري، لا يزال قائماً.

ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، عن مسؤولين أميركيين، قولهم، إن هناك معلومات استخبارية تشير إلى أن إيران ربما لا تزال تستعد للرد.

وقال أحد المسؤولين، لم تذكر الصحيفة اسمه، إن القلق ينبع من أن تكون الضربة المنتظرة من إيران أكثر أهمية من الهجمات الصاروخية المتكررة، التي تشنها الميليشيات المرتبطة بإيران في العراق على القواعد التي توجد بها القوات الأميركية أو على السفارة الأميركية في بغداد.

وأوضح مسؤول أميركي، رفض الكشف عن هويته في حديث مع الصحيفة: «اننا ما زلنا نعتقد أن إيران يمكن أن تنتقل بسرعة من التخطيط لعملية معينة إلى مرحلة التنفيذ دون سابق إنذار أو بدون إشعار»، مضيفاً: «القلق هو أن أي إجراء محتمل من إيران على القوات الأميركية قد لا يبدو صغيراً كهجوم بالوكالة كما في السابق».

رسالة نجاد

إلى ذلك، وجه الرئيس الإيراني السابق، محمود أحمدي نجاد، أمس، رسالة إلى الرئيس الحالي حسن روحاني، عن «التخطيط لوقوع حرب مدمرة جديدة في الشرق الأوسط والخليج».

وقال نجاد، في الرسالة، إنه «يُستدل من كل التطورات والمواقف والأخبار التي تنشر في مختلف وسائل الإعلام حول العالم أنه تم التخطيط لوقوع حرب مدمرة جديدة في الشرق الأوسط والخليج الفارسي»، مضيفا أنه «يتعين على جميع المسؤولين منع اندلاع الحرب باتخاذ الإجراءات الضرورية والعاجلة».

وتابع الرئيس الإيراني الأسبق: «أتوقع منكم، بصفتكم رئيس الجمهورية الإسلامية، بذل كل جهد ممكن في هذا الاتجاه. مما لا شك فيه أن دول المنطقة ستكون ممتنة للمسؤولين الذين بذكائهم وشعورهم بالمسؤولية سيمنعون الضرر المادي والروحي الذي يمكن أن يحصل بسبب الحروب».

ضرب الكابيتول

في غضون ذلك، ذكرت شبكة «سي بي إس نيوز» الأميركية، أن العديد من مراقبي الحركة الجوية في نيويورك سمعوا تهديداً مخيفاً الاثنين الماضي، من خلال تسجيل يهدد بضرب مبنى الكونغرس بطائرة، انتقاماً لمقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني، الا أن قناة «فوكس نيوز» نقلت عن مسؤول بالأمن القومي القول إن «التهديد بضرب الكونغرس قد يكون خدعة».

وجاء في التسجيل الصوتي، الذي حصلت عليه شبكة «سي بي إس نيوز» حصرياً، أن «طائرة ستضرب مبنى الكابيتول (الكونغرس) يوم الأربعاء، انتقاما لسليماني».

وذكر تقرير «سي بي إس» أنه ليس من الواضح من يقف وراء التهديد، في حين أن الحكومة لا تعتقد أنه تهديد موثوق لشن هجوم ما، إلا أنه يتم التحقق منه باعتباره انتهاكا لترددات الطيران.

وقالت مصادر لشبكة «سي بي إس نيوز»، إن البنتاغون ووكالات أخرى تم إطلاعها أمس الأول على التسجيل الصوتي الرقمي. وتابعت إنها تعتقد أن التهديد كان يهدف إلى الإيحاء بضرب مبنى الكابيتول في نفس اليوم الذي من المقرر أن يقوم فيه الكونغرس بعد نتائج المجمع الانتخابي.

يأتي ذلك فيما قال خبراء، إن الاقتحام مثير للقلق، لأنه قد يؤثر على التعليمات التي يحصل عليها الطيارون حول كيفية وأين تطير الطائرات.

وقالت مصادر لشبكة «سي بي إس نيوز»، إنه تم إرسال رسالة إلى مراقبي الحركة الجوية أمس الأول؛ لتذكيرهم بضرورة الإبلاغ على الفور عن أي تهديد أو خروج طائرة عن مسار رحلتها.

ولم يعلق مكتب التحقيقات الفدرالي على الموضوع، لكنه قال إنه يأخذ «جميع التهديدات بالعنف على السلامة العامة على محمل الجد». في حين قالت إدارة الطيران الفدرالية إنها على اتصال مع الأمن الداخلي.

قآني

وقبل أيام هدد قائد «فيلق القدس» التابع للحرس الثوري الإيراني، إسماعيل قآني، باستهداف المسؤولين الأميركيين «من داخل أميركا» وقتل الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ومسؤولين آخرين، بمن فيهم وزيرا الخارجية والدفاع، ورئيس المخابرات المركزية الأميركية. وأمس قال قآني في كلمة بمدينة كرمان مسقط رأس سليماني، إنه لا يستبعد أن يكون هناك انتقام في عقر دار الأميركيين، وأن المتورطين سيعيشون حياة الكاتب سليمان رشدي الذي أهدر مؤسس الجمهورية الإيرانية روح الله خميني دمه.

إسرائيل

في سياق متصل، قال وزير الدفاع الإيراني أمير حاتمي، أمس، في رسالة وجهها إلى وزراء دفاع أكثر من 60 دولة بمناسبة مرور أربعين يوما على اغتيال العالم النووي الإيراني العسكري الاول في البلاد محسن فخري زاده، إن «هناك شواهد جدية حول دور أجهزة المخابرات، وخاصة جهاز استخبارات إسرائيلية، في اغتيال فخري زاده».

ورأى حاتمي أن الصمت في وجه هذا العمل سيؤدي إلى تكراره وانعدام الأمن في العالم، مؤكداً أن بلاده تحتفظ بحق الرد. وقدمت إيران تفاصيل متضاربة عن مقتل فخري زاده في كمين استهدف سيارته على طريق سريع قرب طهران.

وقال خبراء ومسؤولون، إن مقتل فخري زاده كشف النقاب عن ثغرات أمنية فادحة تشير إلى احتمال اختراق قوات الأمن، وتعرض إيران لمزيد من الهجمات.

سلامي

من ناحيته، أكد القائد العام للحرس الثوري الإيراني اللواء حسين سلامي، أمس أن «أيدي قواتنا على الزناد ونحن مستعدون دوما لساحة الحرب». وحذّر «العدو من ارتكاب أي خطأ في الحسابات»، قائلا إنه «لا يمكن السيطرة على غضب قواتنا البحرية في مياه الخليج في أي مواجهة عن قرب».

بدوره، أشار قائد القوات الجوية في الحرس اللواء علي حاجي زاده الى أن «قوات البحرية الأميركية باتت هدفاً سائغاً للجمهورية الإسلامية في مياه الخليج»، مؤكداً: «إذا ارتكبت أميركا أي خطأ مع إيران يمكننا استهداف قواتها على بعد سبعمئة كيلومتر عن السواحل الإيرانية».

back to top