بينما كان الجيش العراقي يحتفل بالذكرى المئوية الأولى لتأسيسه، حذر وزير الدفاع العراقي، جمعة عناد، أمس، من «حرب أهلية» يريد البعض جر العراق إليها بسبب قصف البعثات الدبلوماسية.

وقال عناد، في تصريح صحافي، إن «استهداف المنطقة الخضراء والبعثات الدبلوماسية قد يجرّ البلاد إلى حرب أهلية يكون المواطن العراقي ضحيتها، لذا على القادة السياسيين وضع مصلحة البلاد أولا».

Ad

وأضاف: «ما زلنا بحاجة إلى التحالف الدولي لدعم الجيش العراقي، ونعمل على تأمين البعثات الدبلوماسية وملاحقة مطلقي الصواريخ».

وكان رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، القائد العام للقوات المسلحة، قد أكد في كلمة وجها للعراقيين بمناسبة عيد الجيش، أمس الأول، عدم السماح بـ «اختطاف القرار الوطني العراقي من أية جهة كانت»، وإنّ «زمن العبث والفوضى قد ولّى، وأن قرار العراق لن يكون بعد اليوم بيد المغامرين».

وأشار إلى أن الأيام المقبلة ستشهد اكتمال انسحاب أكثر من نصف القوات الأميركية، مشدداً على أن العراق «لن يكون ملعباً للصراعات الإقليمية أو الدولية بعد اليوم».

وقال الكاظمي: «نقف باعتزاز وفخر لتحية جيش العراق العظيم، قادة وضباطا ومراتب، ونحيي بطولاتهم وتضحياتهم في الدفاع عن أرض العراق وحماية كرامته، كما نحيي بطولات جيشنا وتضحياته في الدفاع عن فلسطين الحبيبة، جنين، والجولان».

وأضاف أن «رحلة جيشنا الاستثنائية التي بدأت بفوج الإمام موسى الكاظم (عليه السلام)، في 6 يناير 1921، وضعت ملامح الدولة وخطّت هويتها وصانت مبادئها وقيمها، ومهما أثّرت الخيارات والصراعات السياسية والحروب العبثية على هذه الرحلة، فإن جيش العراق ظل وفياً للوطن وللدولة، توّج جيش الوطن مسيرته الى جانب قواتنا الأمنية بكل صنوفها في دحر تنظيم داعش الإرهابي وطرده من أرض العراق المقدسة».

وأردف: «نهض جيشنا منتصراً من كبوة داعش، من جرح اسمه داعش... خرج الجيش منتصراً على محاولة كسر هيبته ووجوده وطمس هويته، وقد فعل ذلك مراراً عبر التأريخ الحديث»، ماضياً إلى القول: «لا تنهض أمة بجيش مطعون وجريح يتم التآمر عليه وزجّه في الأخطاء السياسية، كما حدث في عهد الدكتاتورية الصدامية».

بدوره، هنأ رئيس الجمهورية العراقية برهم صالح، أمس، الجيش، وفيما أكد أن قوته تمثّل هيبة الدولة، اشترط ثلاثة أمور لبناء «جيش وطني مؤمن بعقيدته العسكرية».

وقال صالح في بيان: «إن قوة وهيبة الجيش وتطوير صنوفه المسلحة تمثّل قوة وهيبة الدولة الحارسة والخادمة لشعبها»، لافتا إلى «ضرورة أن يبقى الجيش مؤسسة وطنية دستورية حامية للسيادة والوطن لا أداة بيد الاستبداد والدكتاتورية».

وأكد أن «الانتصارات التي تحققت على الإرهاب بفضل التعاون والتكاتف بين الشعب والجيش ومختلف صنوف القوات المسلحة من البيشمركة والحشد الشعبي وأبناء العشائر، تستدعي مواصلة الجهود لبناء جيش وطني مؤمن بعقيدته العسكرية ورسالته في الدفاع عن الوطن وحفظ السيادة، وهذا لن يتحقق ما لم يتم ضبط السلاح المنفلت، وحصر السلاح بيد الدولة، وتعزيز التكاتف بين مكونات الشعب».

ولفت صالح إلى أن «الحفاظ على الأمن والاستقرار مطلب واستحقاق لا تراجع فيه ولا تهاون، وهو الأرضية للانطلاق نحو إكمال الاستحقاقات الأخرى في بناء دولة مقتدرة ذات سيادة كاملة».

وشاركت جميع صنوف الجيش العراقي باستعراض عسكري أقيم أمس في ساحة الاحتفالات وسط بغداد.

إلى ذلك، وفي دعوة أثارت جدلاً داخلياً، طالب تحالف القوى العراقية (سني)، بإطلاق سراح قادة الجيش العراقي المنحل الموالي لنظام الدكتاتور صدام حسين المعتقلين، وإعادة المنفيين.