الرئيس عبدالفتاح السيسي يجتمع برئيس المخابرات ويشدد على حفظ سلامة الدولة
مباحثات أميركية - مصرية حول ملف سد النهضة
قبل نحو 20 يومًا من حلول الذكرى العاشرة لثورة 25 يناير 2011، التي غيّرت وجه السياسة في مصر، اجتمع الرئيس عبدالفتاح السيسي، مع رئيس المخابرات العامة اللواء عباس كامل، في مقر الرئاسة المصرية أمس، بعد يومين من زيارة كامل السريعة للعاصمة السودانية الخرطوم، التقى خلالها كبار المسؤولين السودانيين.وصرح المتحدث باسم الرئاسة المصرية، بسام راضي، بأن الاجتماع تناول استعراض التطورات الحالية على المستويين الإقليمي والدولي، وجهود الدولة المصرية في هذا الإطار، حيث عرض رئيس المخابرات العامة نتائج ما تم من تحركات وزيارات أخيرة على الصعيد الخارجي.وبدا واضحا في الأسابيع القليلة الماضية أن المخابرات المصرية تتولى عدداً من الملفات الاستراتيجية للدولة المصرية، إذ زار كامل بنغازي الشهر الماضي، والتقى قائد الجيش الليبي خليفة حفتر، ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح، كما زار وفد مصري برئاسة نائب رئيس جهاز المخابرات، اللواء أيمن بديع، طرابلس، فضلا عن زيارات كامل المتكررة إلى الخرطوم وجوبا.
وشهد اجتماع السيسي بكامل استعراض آخر التطورات الخاصة بملفات الأمن القومي المصري، لا سيما ما يتعلق بمكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، إذ وجّه الرئيس المصري، في هذا السياق، بالاستمرار في بذل أقصى جهد وأعلى درجات التنسيق بين أجهزة الدولة المعنية لصون أمن وسلامة الوطن، وترسيخ الاستقرار كعامل أساسي داعم لعملية البناء والتنمية والتقدم.ويأتي الاجتماع المصري بعد يوم واحد من توقيع وزير الخارجية المصري سامح شكري على اتفاق العلا، الذي أنهى المقاطعة الخليجية/ المصرية لقطر، وبعد يومين من تسليم عباس كامل رسالة من رئيس مجلس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، إلى نظيره السوداني عبدالله حمدوك، حول تعزيز التعاون المشترك بين البلدين، خلال زيارة كامل للخرطوم الاثنين الماضي.في غضون ذلك، وبالتوازي مع تعثّر مفاوضات سد النهضة الإثيوبي مجددا مطلع هذا الأسبوع، كان لافتا استقبال السيسي وكبار رجال الدولة المصرية وزير الخزانة الأميركي، ستيفن منوتشين، في القاهرة أمس الأول، وهو الرجل ذاته الذي اختاره الرئيس الأميركي المنتهية ولايته، دونالد ترامب، ليتولى إدارة ملف سد النهضة، ويشرف على جولة مفاوضات بين مصر وإثيوبيا والسودان، انتهت بالفشل في فبراير الماضي. منوتشين، الذي بدأ زيارة رسمية للسودان أمس، أشاد بالموضوعية والروح الإيجابية التي أبدتها مصر خلال جلسات المفاوضات التي عقدت في واشنطن بين نهاية 2019 وبداية 2020، ولم يكتف بمناقشة ملف السد مع الرئيس السيسي، بل عقد جلسة مباحثات منفصلة مع وزير الموارد المائية والري المصري محمد عبدالعاطي.وكشف بيان وزارة الري المصري أنه تم اطلاع وزير الخزانة الأميركي على الموقف الراهن إزاء المفاوضات الخاصة بسد النهضة، ورغبة مصر الواضحة في استكمال المفاوضات، مع التأكيد على ثوابت مصر في حفظ حقوقها المائية، وتحقيق المنفعة للجميع في أي اتفاق حول السد، والتأكيد على السعي للتوصل لاتفاق قانوني عادل وملزم للجميع يلبي طموحات جميع الدول في التنمية.وبعد انسحاب السودان الدراماتيكي الأحد الماضي، من مفاوضات كان يفترض أن تستمر أسبوعاً حول سد النهضة، أعلن المتحدث باسم "الخارجية" الإثيوبية، دينا مفتي، أمس، استئناف المفاوضات المتعثرة يوم الأحد المقبل 10 الجاري، وأن الاجتماع المرتقب سيشهد تقديم ممثلي وفود مصر والسودان وإثيوبيا مواقف كل دولة، مع استعراض النقاط الخلافية.وقال مفتي، بحسب وكالة الأنباء الإثيوبية الرسمية، إن وزير التعاون الدولي بدولة جنوب إفريقيا (بصفتها الرئيس الدوري للاتحاد)، ستتولى رئاسة الجلسة، وستكون جلسة الأحد، الفرصة شبه الأخيرة لمحاولات دولة جنوب إفريقيا المستميتة للانتهاء من المفاوضات وتوقيع اتفاقية نهائية قبل تسليم رئاسة الاتحاد الإفريقي إلى دولة الكونغو الديمقراطية الشهر المقبل.