أثارت المدة الزمنية بين جرعات ضد فيروس "كورونا" نقاشاً وجدلاً واسعين وسط العلماء، بين فئة تطالب بتمديد المدة وأخرى تنصح بالالتزام بجداول الجرعات والتطعيم المصرح بها.فهل يمكن أن تؤخذ الجرعة الثانية من اللقاحات في وقت متأخر عما تمت التوصية به في البداية؟ هل يمكننا إعطاء نصف جرعة؟ وهل يكون استخدام لقاح مختلف بين الجرعتين الأولى والثانية فعالا أيضا؟
هذه الأسئلة، تواجهها الحكومات في كل أنحاء العالم، في الوقت الراهن، بمواجهة الانتشار المتزايد للوباء، وظهور نسختين متحورتين من الفيروس تعتبران أشد عدوى.ويتطلب اللقاح الذي تنتجه شركتا "فايزر" الأميركية و"بيونتيك" الألمانية جرعتين يفصل بينهما 21 يوما، مقابل جرعتين للقاح "موديرنا" الاميركي ايضاً، يفصل بينهما 28 يوما.إلا أن الانتشار السريع للسلالة الجديدة في عدد من دول العالم، سلّط الضوء على انقسام الآراء بين الخبراء مع اتخاذ علماء بارزين مواقف متعارضة، ما دفع ببعض العلماء إلى المطالبة بتأخير الجرعة الثانية نحو 12 أسبوعا.وحسب ما ذكر موقع "سكاي نيوز"، فإن كبار العلماء في المملكة المتحدة دافعوا عن قرار تمديد المدة بين الجرعة الأولى والثانية، مضيفا: "ويعني ذلك أن عددا كبيرا من الأشخاص يمكنهم الاستفادة من الجرعة الأولى والحصول على قدر من الحماية في فترة زمنية أقصر، ريثما يجري توفير عدد كاف من الجرعات تغطي كل السكان".وردا على سؤال في مؤتمر صحافي في "10 داونينغ ستريت"، عما إذا كان تأخير الجرعة الثانية يمكن أن يزيد من خطر تحوّر الفيروس، اعترف كبير المسؤولين الطبيين في إنكلترا البروفيسور كريس ويتي، بأن ذلك كان "مصدر قلق حقيقي، ولكنه قلق صغير جداً".وأوضح ويتي أن هناك "توازناً في المخاطر يجب على صانعي القرار اتخاذه بين تلقيح المزيد من الأشخاص بسرعة أكبر وخطر حدوث المزيد من الطفرات".في المقابل، يحذر بعض الخبراء من أن تباعد المدة بين الجرعتين يمكن أن يؤثر على نجاعة اللقاح وقدرته على الحماية على المدى الطويل، بل ويزيد خطر ظهور "طفرة أخرى" قد تكون مقاومة للقاحات.يشار إلى أن هذا الجدل قائم أيضا في الولايات المتحدة، بعدما ذكرت تقارير إعلامية أن السلطات تدرس إمكانية تخفيض الجرعات بهدف تسريع عملية التطعيم.وردت إدارة الغذاء والدواء الأميركية FDA على التقارير بالقول إنها تنصح الناس بالالتزام بجداول الجرعات والتطعيم المصرح بها.كما رأى مستشارو منظمة الصحة العالمية أن من المبرر، في حالات استثنائية، تأجيل إعطاء الجرعة الثانية من "فايزر"، مدة أسبوعين تقريباً.
ترخيص «موديرنا»
وبينما، أفادت منظمة الصحة العالمية بأن "السلالة الجديدة" لكورونا باتت موجودة في 41 بلداً، بينها سلطنة عمان وإيران التي أعلنت أمس الأول تسجيل اولى الاصابات بالفيروس المتحور، أعلنت وكالة الأدوية الأوروبية، أمس، أنها سمحت باستخدام لقاح "موديرنا" الأميركي، وذلك بعد سماحها باستخدام لقاح "فايزر".الصين تمنع
وفي وقت أعلنت السلطات الصينية تمديد فترة الحجر الصحي للمسافرين الوافدين إليها الى 21 يوماً، واجهت مهمة لبعثة خبراء منظمة الصحة العالمية إلى بكين للتحقيق في مصدر "كورونا" حالة من الإرباك أمس، بعد أن رفضت بكين السماح للفريق بدخول أراضيها في اللحظة الأخيرة، رغم أشهر من المفاوضات الشاقة.وكان من المتوقع أن يصل 10 خبراء إلى الصين هذا الأسبوع، في مهمة مسيسة وبالغة الحساسية لمعرفة كيف انتقل الفيروس من الحيوان إلى البشر.لكن فيما يوجد عدد من أعضاء الفريق في الترانزيت، امتنعت الصين عن منحهم تأشيرات دخول، ما دفع بالمدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس لإبداء "خيبة أمل كبيرة".وأكدت الناطقة باسم وزارة الخارجية هوا شونيينغ عدم إعطاء فريق منظمة الصحة الضوء الأخضر للدخول، كما كان مقررا، مضيفة "ليست مجرد مسألة تأشيرة". وقالت في إيجاز صحافي روتيني إن "مسألة تتبع المنشأ (للفيروس) بالغة التعقيد". وتابعت: "لضمان سلاسة عمل فريق الخبراء الدوليين في الصين، يتعين علينا القيام بالإجراءات الضرورية والترتيبات اللازمة".جونسون
وفي لندن، التي بدت خالية، أمس، مع سريان قرار الاغلاق الشامل الثالث من نوعه، قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، امس، إنه لا يوجد مبرّر للاعتقاد بأن أي سلالة جديدة من "كورونا" لديها مقاومة للقاحات.وتعهد خلال جلسة طارئة في البرلمان بشأن الجائحة، بأن تكون المدارس أول الهيئات التي تستأنف العمل بعد انتهاء فترة الاغلاق في 22 فبراير، لكنه حذر من أن هذا الموعد ليس نهائيا وأنه ربما يتم تمديد الاغلاق.وفي السعودية، أعلن وزير الحج والعمرة محمد صالح بنتن، أنه يستحسن للراغب في أداء العمرة تلقّي لقاح "كورونا". وقال عقب تلقيه اللقاح بجدة، أمس، إنه "من يأتي اسمه في اللقاح من خلال تطبيق صحتي ويرغب في أداء العمرة عليه أخذ اللقاح"، مشيراً الى "أن أداء العمرة يتم وسط إجراءات احترازية بالتنسيق مع وزارة الصحة".