التطعيم بين الحاضر والماضي
للتطعيم ماض بعيد جداً، بدأ في إنكلترا 1721 م، ولولا اكتشافه لمات الكثيرون، فهو وقاية وحماية للبشرية من الفيروسات والبكتيريا التي لا تشاهد بالعين المجردة، وتؤثر على صحة الإنسان مجرد دخولها في جسده بل تقتله دون رحمة أحيانا، ومع أني لست متخصصة في هذا المجال العلمي، لكن الثقافة والاطلاع والوعي وتقدير دور العلم والدراسات المتجددة المعتمدة يلزمنا تصديقها، ويجب الثقة بهؤلاء الباحثين ليلا ونهارا في سبيل بقاء حياة البشر، فجميعهم يدعون ويحثون لأخذ هذه اللقاحات التي لها الفضل بعد الله بحماية الإنسان من فتك الأمراض ومضاعفاتها. حتى أن تاريخنا عن التطعيم في كويت الماضي، كان يشير إلى الوعي العالي عندهم، حيث يتجمعون هم وأبناؤهم لأخذ لقاحات لأمراض كانت سائدة آنذاك، كالحصبة والسعال الديكي والكوليرا وشلل الأطفال والجدري الذي كان أكثرها فتكا، حتى أنني أتذكر جدتي، رحمها الله، عندما كانت تقول: كنا ننتظر من يأتي لتطعيمنا، وكان هناك طبيب عراقي من المستشفى الأمريكاني، يقوم بتطعيم الناس تطعيما بدائيا في الفرجان (الأحياء) فرداً فرداً. فقبولهم التطعيمات كان وعياً وإدراكاً لخطورة المرض وانتشاره، وأيضاً عندما يمرض أحدهم لا يخرج من منزل العائلة ولا يدخل عليهم أحد من الخارج، وهذا ما نسميه الآن الحجر المنزلي، ورغم أنهم كانوا بسطاء في المعيشة، فإنهم واعون في مواجهة الحياة وصعوباتها، أما الوضع الحالي فنرى الكثير من التصعيد في موضوع لقاحات كورونا، وإن وجود من يحرض على عدم أخذ هذه اللقاحات محزن، لأنه دون وجه حق ولا أدلة مقنعة، بل تشكيك في العلم والعلماء فقط.
كما أن وسائل التواصل الاجتماعي لعبت لعبتها المعتادة في نشر غير المفيد كي يصدق الناس هذه الادعاءات عن الطب، وأن اللقاح يغير الجينات ويحورها، ووضع نظرية المؤامرة وغيرها من التخيلات البشرية، وكل شخص في وسائل التواصل يمكن أن يفتي ودون أهلية، ويصرح بما يجول في أفكاره وسطحية تفكيره، ويصدقه الآخرون.أتمنى أن يعي الجميع أن هذه اللقاحات حتى لو كانت اختيارية فإنها مهمة جداً لحياتنا وبقائنا، وعليهم الرد على من يحرض الناس عليها والتصدي لأقوالهم، وندعو الجميع إلى التطعيم، فهو حماية للمجتمع وحصر للمرض الذي أرهق العالم بأسره، لتقليل الخسائر البشرية، وحفظ الله الجميع.