نقطة: تحشيش ديمقراطي فاخر
فريقنا مبدئي وأبطال ورموز بس لا تلعبون ضدنا حتى لا تهزمونا، كما أننا نملك أغلبية كاسحة وعليكم ألا تستخدموا حقكم في مواجهتنا ولا تستعينوا بالأقلية ولا تتواصلوا مع زملائنا كي لا تحرجونا، وخصومنا جميعهم انبطاحيون ومرتزقة وفاسدون وقبيضة من الشيخ ابن عم الشيخ الذي يقف وراءنا، أما من يصطف معنا ويسمع كلامنا فهو إصلاحي وإن فسد قلبه ولسانه وعمله، ومن يخالفنا فاسد ولو أصلح واتقى، ويحق لنا نحن فقط انتهاك المبادئ التي ننادي بها، لكن لا يحق لخصومنا انتهاك مبادئنا التي لم يؤمنوا بها أساساً، ومن حقنا معالجة الخطأ بخطأ أكبر منه، وما عليك إلا السمع والطاعة والانصياع لنا وتعطيل عقلك، فالنقد الذاتي مطلوب من الآخرين، أما نحن فغير مطلوب منا شيء لأننا لا نخطئ أصلاً، ونحن مع الحريات على ألا يتم انتقادنا أو كشف تناقضاتنا وفسادنا، كما أننا ضد فساد الأباعد والمختلفين، أما فساد الأقارب وأبناء العمومة فلا نرى ولا نسمع، وبالطبع لن نتكلم أو نغرد، من حقنا الاستعانة بمشورة وخبرة النرجسيين والسيكوباتيين والمصابين بداء العظمة، ونعيب على الآخرين افتقادهم للحكمة في التعامل معنا، وبعد أن نعد الناس بتحقيق إنجازات كبرى ندخل "فوراً" في درب التفاهات والسخافات الطويل. ابتزازنا لخصومنا واجب أخلاقي، ومقاومتهم لنا فساد وفسق وفجور، مقاطع لانتخابات الصوت الواحد غير الشرعي لكني أدفع وأدعم وأوصي على مرشحين بانتخابات الصوت الواحد غير الشرعي أيضاً، وبما أن المجلس غير شرعي وأنا صاحب مبدأ في مقاطعته إلا أن معركة رئاسة المجلس غير الشرعي مهمة بالنسبة لنا. متخصص بالفقه يستقيل من اللجنة المالية لافتقارها للكفاءات، ويصبح مقرر لجنة الميزانيات العامة، جعلها الله في ميزان حسناته، لا نستطيع أن نسيطر على زملائنا الذين يقولون لنا غير ما يفعلون، لذا فسنعاقبكم أنتم بالمقابل حتى تكفوا أيديكم عنهم، يلومون غيرهم لعدم نجاح الرئيس "الشرعي" ولا يرون عورتهم عند سقوط النائب "الشرعي" للرئيس، مبدعين بالشخصنة والتصيد بالشكليات والهوامش، لمداراة عجزهم عن العمل الحقيقي في المواضيع والمتون، فرغم أننا لم نتقدم بأي قانون مفيد للشعب فإن الحكومة غير متعاونة معنا، كما يحق لنا نحن فقط استخدام كامل حقوقنا الدستورية لأبعد مدى، وإذا استخدمت الحكومة حقوقها فسنعتبر ذلك من قبيل التصعيد والتأزيم، يا تحطون النتيجة قبل المباراة، وإلا ما راح نلعب، وإذا لعبنا وانغلبنا بنخرب اللعب والملعب واللاعبين والحكم والجمهور، والعوض على الله.المعروف أن منع الخمور في أي مجتمع، وإن كانت له منافع اجتماعية، فإنه بالمقابل يدفع الناس تجاه المخدرات، مما يحقق أضراراً أكبر على المدى البعيد، ففي بحث الإنسان المتواصل عما يفصله عن واقعه ويخفف عنه آلامه وينقله ولو مؤقتاً إلى عالم الخيال والأحلام، تجده يتجه للمتاح من المؤثرات العقلية التي قد تحسن مزاجه لكنها لا تغير واقعه، لعن الله كل مُذهبات العقل كالحشيش والشبو والشعارات و"الكفوات" وأسماء الحيوانات المفترسة، التي قد تمنح الإنسان شعوراً خادعاً ومؤقتاً بالمتعة والنشوة والشجاعة وتتسبب بالإدمان المميت في نهاية المطاف، أبعدنا الله وإياكم عنها وعن مدمنيها وبائعيها وحامليها.