في عودة متوهجة للأنشطة الفنية الدولية بالقاهرة، انطلق العام الجديد بمعرض "نقاط" للفنون البصرية في نسخته الرابعة، الذي تنظمه جماعة عين للتعاون الفني الدولي، ويعرض 85 عملا في مختلف المجالات الفنية من إنتاج 45 فنانا وفنانة من مصر والعراق والسعودية وعمان والصومال والسودان واليمن وبولندا وإنكلترا وجنوب افريقيا وألمانيا وبلغاريا وقبرص والهند وأستراليا وإيطاليا والولايات المتحدة.
الحركة التشكيلية
معرض نقاط للفنون البصرية هو معرض لمجموعة من الفنانين التشكيليين الذين أسهموا وما زالوا يسهمون بشكل كبير في رفعة وتطور الحركة التشكيلية المعاصرة في بلدانهم، فهم بمنزلة نقاط مضيئة ولامعة ذات تجارب فنية ذاتية جادة وجابت أعمالهم عدة معارض محلية ودولية.ومن أبرز الفنانين المشاركين عماد عبدالوهاب، وأسماء الدسوقي، وعاطف أحمد، وحمدي أبوالمعاطي، وشيماء محمود، وهويدا السباعي، وصلاح المليجي، وإيمان عزت، وعمر الفيومي.وفي نسخته الرابعة، سيسلط معرض "نقاط" الضوء على مجموعة من الفنانين التشكيليين في مجالات فنية متعددة من دول مختلفة، ويهدف إلى تلاقي تلك النقاط المضيئة في مساحة افتراضية معدة خصيصا لهذا الحدث للحفاظ على مبدأ التباعد الذي يشهده العالم بسبب تفشي جائحة كورونا، والتغلب على ذلك بالاستمرار في تنظيم مثل هذه الأنشطة الفنية لإثراء الحوار والتبادل الثقافي بين المجتمعات.مساحات فنية
وجاءت فكرة إنشاء هذه المساحة الافتراضية بمبادرة من "جماعة عين للتعاون الفني الدولي" من خلال منظمين مستقلين، هما الفنانان معتز الصفتي وريم حسن، حيث يجري تنظيم معارض افتراضية على موقع إلكتروني، وسبق أن جرى تنظيم 3 معارض فنية افتراضية خلال عام 2002، عندما كانت هناك صعوبة في إيجاد مساحات فنية تسمح بعرض تجارب الفنانين الشباب الممثلين في فترة التسعينيات، والتي أحدثت أعمالهم وتجاربهم تطورا في الاتجاهات الفنية للحركة الفنية التشكيلية بمصر، ووقتها قوبلت التجربة بالكثير من الانتقادات والاتهامات لهم بتبعيتهم للحركة العالمية وابتعادهم عن الهوية المصرية، ومن هنا أقيمت ثلاثة معارض افتراضية لفنانين من مصر وخارجها خلال ذلك العام.أما الآن فإلى جانب صعوبة إيجاد المساحة المناسبة للعرض، فقد استجد وضع جديد، حيث أصبح بعض الغاليريهات الفنية الموجودة حاليا، القديمة منها والحديثة، يتحكم في نوع الفن، ويتدخل في شكل الأعمال التي تعرض في هذه الغاليريهات، ما جعل الوسط الفني المصري في أغلب الحالات يترجم وينفذ تلك الرغبات لإتاحة فرصة العرض لأعماله وللرغبة الملحة في الانتشار، وليست لما يريده الفنان.معارض جماعية
من هذا المنطلق تجددت مرة أخرى بل وتأكدت ضرورة إنشاء واستمرار هذه المساحة الفنية الافتراضية VAS virtual art space في عام 2020، والتي جرى تصميمها على موقع إلكتروني خصيصا لتحقيق هذه الأهداف، على أن تستمر هذه المساحة الفنية الافتراضية لتناول تجارب فنية أخرى، كمعارض جماعية وفردية للتغلب على هذا المنهج المتبع، وكذا لتقديم الفنانين وتجاربهم الذاتية إلى أكثر من متلقى ليس في مصر فقط بل وللعالم، لأن هذه المساحة ستنشر على مواقع التواصل الاجتماعي وبعض الصفحات الفنية، ما سيتيح لأكبر عدد من المتلقين التعرف إلى الفنانين وأعمالهم.وتأتي هذه المساحة الافتراضية متناغمة أيضا مع مبدأ التباعد الاجتماعي المفروض عالميا نتيجة الظروف التي فرضتها جائحة فيروس كورونا المستجد، بما يضمن استمرار الحياة الفنية والثقافية وعدم توقف هذه الأنشطة المهمة.