عن الاقتحام الترامبي
أول العمود: نجاح الوساطة الكويتية في البيت الخليجي سبقه إصرار كويتي وتحمل لمتناقضات المشهد وتبعاته، فكانت الخاتمة بالمصالحة.* المشهد غير الحضاري الذي طالعتنا به شاشات التلفزة يوم اقتحام الكونغرس الأميركي من قبل مريدي الرئيس ترامب جرى في بلد تحكمه مؤسسات، وللمؤسسات مهمات عديدة تصب في هدف واحد وهو حماية النظام العام، التشريعي والقضائي والسياسي والأمني، ولذلك ومع بؤس المشهد الذي رأيناه فإن مآل الأمور مضمونة العواقب مع استكمال إجراءات تنصيب الرئيس الجديد بايدن، مع الأخذ في الاعتبار أن أي تصرف غريب وجديد ضمن التقاليد الأميركية سيشكل سابقة خطيرة قد يتم البناء عليها في حركات احتجاج قادمة ومختلفة الظروف.أسئلة عديدة تبادرت للذهن مع مشاهدة حادثة الاقتحام، ففي الحالة الأميركية وبعيداً عن شتم ما حصل، ما الذي يمكن أن تطوره "الحالة الترامبية" داخل أميركا وخارجها في مجتمعات سياسية مقموعة؟
في بلداننا العربية، ما الذي كان سيحدث لو تكرر المشهد بتفاصيل أخرى مقروناً بفقدان مصدر القوة الأميركي الذي ذكرناه، وهو "دولة المؤسسات" التي يرضخ لها الجميع بمن في ذلك ترامب؟ مع كثير من الظن أن الأمور كانت ستسير نحو انقلاب، أو ممارسة القتل من خلال احتكاكات برجال الأمن، أو تدخل استخباراتي من دول صديقة، وهكذا، ليس لسبب إلا لعدم وجود تقاليد عمل سياسي متفق عليها، ومؤسسات ثابتة ومتوارثة تُدير التنافس السياسي والصراع المجتمعي عند حدود مقبولة تفصله عن خط العنف والتصفيات. حادث الاقتحام، الذي تَصَدَّرَهُ أشخاص يبدو عليهم التدريب الجيد والتمثيل الفني المدروس، لا يمكن إبعاده عن حال دول الشرق الأوسط التي تتمرد مجاميعها السياسية على هواها في حال عدم التوافق على نتائج اللعبة السياسية بسبب فقدان مرجعية المؤسسات لديها أو عدم احترامها.الانتصار للمؤسسات في الدول هو الضامن لمنع نجاح أي مسرحية كالتي قادها وحرض عليها دونالد ترامب.