سباق بين «سلالات كورونا» وحملات التطعيم
• أستراليا ترصد «المتحوّر الإفريقي»
• تحذير من «نسخة أميركية»
• جدل بعد تحريم خامنئي لقاحات الغرب
يبدو أن السباق يشتدُّ تباعاً بين سلالات «كورونا» الجديدة، التي بدأت بالتمدّد في عدد كبير من دول العالم، وبين حملات التطعيم المحاصرة ما بين «سندان «المؤيدين لها والمؤمنين بفعاليتها، و«مطرقة» المشككين في قدرتها على احتمال ألا يتمتع بفعالية ضد التحوّر الأساسي للسلالتين البريطانية والجنوب إفريقية.
مع اشتداد حدة جائحة فيروس «كورونا» المستجد في كل أنحاء العالم تقريباً ووسط مخاوف من أن يُعرقل تحوّر الفيروس عمل اللقاحات الجديدة، حذّر فريق البيت الأبيض لمكافحة «كورونا» السلطات المحلية في أميركا، من وجود «سلالة جديدة نشأت في الولايات المتحدة»، بعدما ارتفعت حالات الوفاة بالوباء أخيراً بشكل كبير تجاوز 4 آلاف حالة يومياً.وكشف فريق البيت الأبيض في تقرير مرسل إلى الولايات بتاريخ 3 الجاري، أن «التسارع يشير إلى أنه قد يكون سلالة أميركية تطورت هنا، إضافة إلى السلالة البريطانية المنتشرة بالفعل في مجتمعاتنا وقد تكون أكثر قابلية للعدوى بنسبة 50 في المئة»، حسب شبكتي CNN وCNBC الأميركيتين.
ويخشى أن يعرقل ظهور نسخة جديدة للفيروس في الولايات المتحدة أنشطة الحياة اليومية، وخطط الرئيس المنتخب جو بايدن لمكافحة المرض، بعدما قال إنه لا ينوي إجراء إغلاق كلي للبلاد.لكن المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها CDC، أكدت أمس الأول، إنه «لا دليل على وجود سلالة تطورت في الولايات المتحدة وتؤجج انتشاره».وأعرب باحثون أكاديميون أيضاً عن استغرابهم من بيان البيت الأبيض، وقالوا إنه لا يوجد دليل حتى الآن على أن السلالة الجديدة هي السبب وراء انتشاره في الولايات المتحدة.وتأتي هذه التطورات بعد فترة وجيزة من ظهور سلالة «B.1.1.7» في المملكة المتحدة و»B.1.351» في جنوب إفريقيا. وقد تم رصد حالات منها في الولايات المتحدة ودول أخرى، وهي أكثر عدوى مقارنة بالنسخة الأصلية.
أستراليا وكندا
إلى ذلك، قال مسؤولو الصحة في أستراليا أمس، إنهم في حالة تأهب قصوى بعد رصد إصابة بسلالتي بريطانيا وجنوب إفريقيا.وفرضت مدينة برزبين، عاصمة ولاية كوينزلاند، قيود إغلاق صارمة تستمر ثلاثة أيام، بعد اكتشاف «السلالة البريطانية». كما رصدت سيدني، كبرى مدن أستراليا، في أحد فنادقها للحجر الصحي إصابة بفيروس جنوب إفريقيا المتحور.وفي أوّل إصابة من هذا النوع على الأراضي الكنديّة، سجّلت مقاطعة ألبرتا، حالة من «سلالة جنوب إفريقيا»، وذلك بعدما سجّلت في نهاية ديسمبر، أولى الإصابات بالمتحوّر الذي كان رُصِد في المملكة المتّحدة.فعالية «فايزر»
وبينما يثير التفشي السريع للسلالتين المتحوّرتين قلقاً كبيراً، لاسيما حول فعالية اللقاحات التي تم التوصّل إليها بسرعة قياسية، أعلن «مختبر بيونتيك» الألماني، أن دراسة تمهيدية أظهرت أن اللقاح الذي طوّره مع شركة «فايزر» الأميركية، يتمتع بفعالية ضد تحوّر أساسي للسلالتين البريطانية والجنوب إفريقية.وأكد المختبر أن «الأجسام المضادة لدى الأشخاص الذين تلقوا فايزر تقضي بفاعلية على «سارس كوف 2» مع تحور أساسي موجود أيضاً في سلالتين شديدتي العدوى».كما أظهرت دراسة طبية في «جامعة تكساس» الأميركية أمس الأول، أن «فايزر فعّال ضد السلالة الجديدة».وأجريت الدراسة على 20 شخصاً في فترة تراوحت من أسبوعين إلى 4 أسابيع من تلقيهم لقاح «فايزر» خلال المرحلة الأخيرة من تجارب العقار.وفي بريطانيا حيث وصل إجمالي الإصابات إلى نحو 3 ملايين، قال وزير النقل البريطاني غرانت شابس، إن «السلالة التي رصدت في جنوب إفريقيا تقلق الخبراء بسبب احتمال ألا يثير اللقاح رد فعل بنفس الطريقة أو لا يعمل بالطريقة نفسها تماماً».روحاني
وبعد يوم من «تحريم» الزعيم الأعلى علي خامنئي استيراد اللقاحات من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، مما أثار جدلاً في الداخل الإيراني، أعلن الرئيس حسن روحاني أمس، إن بلاده لن تسمح للشركات الأجنبية باختبار لقاحات الوقاية من «كوفيد 19» على شعبه.وقال روحاني في تصريحات تلفزيونية «أرادت شركات أجنبية أن تعطينا لقاحات لتتم تجربتها على الشعب الإيراني، إلا أن وزارة الصحة منعت ذلك». وأضاف: «لن يكون شعبنا أداة اختبار لشركات تصنيع اللقاحات... سنشتري لقاحات أجنبية آمنة».وكان خامنئي قال في كلمة بثها التلفزيون على الهواء مباشرة أمس الأول، إن «دخول اللقاحات من أميركا وبريطانيا إلى إيران ممنوع. أبلغت المسؤولين بهذا وها أنا أقوله على الملأ الآن».وتابع: «لا أثق فيهم. أحياناً يريدون اختبار اللقاحات على دول أخرى. لو كان الأميركيون يستطيعون إنتاج لقاح لما شهد بلدهم مثل هذا الفشل الذريع مع الفيروس».وقال أيضاً «اللقاح الفرنسي هو الآخر ليس لنا ثقة به أيضاً».وكرر خامنئي الاتهامات في تغريدة حذفتها «تويتر»، التي قالت في رسالة إن المنشور انتهك قواعد الشركة لمناهضة المعلومات المضللة.بكين
وبعد أسبوع من تفشٍ جديدٍ بمقاطعة خُبي، شدّدت الصين أمس، إجراءات الإغلاق في المقاطعة الشمالية وفي مدينة شينغتاي، حيث تم تعليق خدمات الحافلات وجميع خطوط مترو، إلى أجل غير مسمى لوقف الانتشار، قبل احتفالات رأس السنة القمرية الشهر المقبل.وأمس الأول، حضّت السلطات سكان شيجياتشوانغ عاصمة خُبي البالغ عدد سكانها 11 مليون نسمة وشينغتاي، وهي مدينة تقع على بعد 125 كيلومتراً جنوب عاصمة المقاطعة، على عدم مغادرة المدينتين إلا في حالة الضرورة.زوجة ماكرون
في السياق، أعلنت محطتا «أوروبا 1» و«فرانس إنفو» الإذاعيتان أمس، إن بريجيت، زوجة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أصيبت بـ«كورونا» في أواخر ديسمبر لكنها استأنفت أنشطتها العادية بعد أن جاءت نتيجة فحص ثانٍ سلبية.وأثبتت الفحوص إصابة ماكرون نفسه يوم 17 ديسمبر، وظل الرئيس في العزل الذاتي حتى خضع في 24 من الشهر الماضي لفحص أظهر أنه لم يعد يعاني أعراض المرض.وأعلنت فرنسا، أمس الأول، الموافقة على استخدام لقاح «موديرنا» وذلك بعد موافقتها الأخيرة على لقاح «فايزر».إسرائيل
وفي محاولة لكبح زيادة حادة في الإصابات، شددت إسرائيل البالغ عدد سكانها نحو 9 ملايين، إجراءات العزل العام وتعهد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأن يكون كل البالغين قادرين على الحصول على اللقاح بنهاية مارس.
الصين تغلق مدينتين ... وزوجة ماكرون أصيبت بـ«كورونا» وشفيت