ألقت الأحداث الفوضوية والدموية، التي شهدها «الكابيتول» يوم الأربعاء الماضي، بظلال داكنة على آخر أيام الرئيس الجمهوري دونالد ترامب في البيت الأبيض، مع تصاعد الضغوط لتنحيته قبل تنصيب غريمه الديمقراطي الرئيس المنتخب جو بايدن في 20 الجاري، وفقده إلى الأبد التغريد على موقع «تويتر»، الذي يعد سلاحه المفضل لحشد وإثارة أنصاره وتوبيخ خصومه وإعلان أهم القرارات السياسية.وفي حين بدا أن نائب الرئيس مايك بنس لا يزال يعارض تفعيل التعديل 25 للدستور، الذي يسمح بإقالة الرئيس، أعد الديمقراطيون مسودة اتهامات لبدء إجراءات المساءلة الثانية لترامب خلال ولايته الوحيدة، في إجراء قد يكون رمزياً لكن قد تترتب عليه نتائج سياسية وخيمة أبرزها القضاء على ما تبقى من حظوظه للترشح في الانتخابات الرئاسية عام 2024.
وبحسب «نيويورك تايمز»، يمكن لمجلس الشيوخ التصويت لمنع ترامب من تولي المنصب مرة أخرى، في وقت اتهمت نسخة من مسودة بنود يتداولها أعضاء الكونغرس ترامب بـ«التحريض على العنف ضد الحكومة». وأرسل زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل مذكرة تتضمن جدولاً زمنياً مفصلاً لعقد محاكمة بغرض العزل، مشيراً إلى أن عقد أول جلسة في 19 الجاري يحتاج إلى موافقة كل الأعضاء البالغ عددهم 100، مما يعني أن المحاكمة لن تبدأ قبل أن يخرج ترامب من المنصب.ويبدو أن الفوضى التي سببها ترامب امتدت إلى الجميع؛ فقد أثار اتصال رئيسة مجلس النواب الديمقراطية نانسي بيلوسي برئيس هيئة الأركان مارك ميلي لمنع ترامب من استخدام السلاح النووي انتقادات، إذ كتبت صحيفة «وول ستريت جورنال» المرموقة افتتاحية هاجمت فيها بيلوسي واتهمتها بـ «انتهاك مبدأ فصل السلطات».
وأضافت الصحيفة: «قد يفسر البعض المكالمة على أنها انقلاب صغير، تواطؤاً مع الجيش للتخفيف من قيادة الشخص الذي يظل الرئيس المنتخب».وختمت: «بحثنا في الدستور ولم نجد بنداً يسمح لرئيسة مجلس النواب بالتدخل في سلسلة القيادة العسكرية لحماية العالم من ترامب».وكان رئيس لجنة القواعد في مجلس النواب الأميركي دعا، في بيان، إلى تجريد ترامب من حق استخدام السلاح النووي والقيام بعمل عسكري، وطالب وزير الدفاع ورئيس هيئة أركان الجيش بالتشاور مع الكونغرس في حال تسلمهما أوامر.كذلك أثار إعلان «تويتر» إغلاق حساب ترامب بشكل دائم انتقادات وجدلاً حول حرية التعبير. كما قرر الموقع الشهير، الذي نسب ترامب إليه الفضل في تعزيز صعوده السياسي ووصوله للبيت الأبيض في عام 2016، تعليق حسابات نجله دونالد ترامب جونيور، وكبير الجمهوريين في اللجنة القضائية في مجلس النواب جيم جوردن، ومستشار الأمن القومي الأسبق مايكل فلين وعضوة الفريق القانوني لحملة ترامب سدني باول بشكل دائم.وقال السناتور الجمهوري ليندسي غارهام، إن منع «تويتر» الرئيس الأميركي من التغريد، بينما يسمح للمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي بالاستمرار بترويج آرائه، يعكس هوية القائمين على الموقع. كما انتقد «الاتحاد الأميركي للحرية المدنية» القرار.