أدباء: خالد سالم أثرى الساحة المحلية بأعمال متميزة
الراحل قدم أكثر من 30 كتاباً في التاريخ والتراث الشعبي واللهجات
نعى عدد من الأدباء زميلهم الراحل خالد سالم الأنصاري، مستذكرين جهده في البحث والتوثيق بالتاريخ والتراث الشعبي واللهجات.
توفي أمس الأديب خالد سالم الأنصاري بعد مشوار حافل أثرى خلاله الساحة المحلية بأعمال متميزة، ونعته رابطة الأدباء الكويتيين، في صفحتها على «تويتر» و«إنستغرام»، كاتبة: «رابطة الأدباء تتقدم بخالص المواساة والتعزية لعائلة الأنصاري الكرام لوفاة عضو رابطة الأدباء الأستاذ خالد سالم الأنصاري، سائلين الله عز وجل أن يغفر له ويرحمه ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان، إنا لله وإنا إليه راجعون».والأديب الراحل من مواليد جزيرة فيلكا، وتلقى تعليمه في المرحلة الابتدائية بالجزيرة، ثم انتقل إلى مدينة الكويت عام 1960، وفي العام ذاته انضم إلى العمل ضمن دائرة المطبوعات والنشر (وزارة الإعلام)، وعقب عامين انتقل إلى العمل بوزارة المواصلات (وزارة البريد والبرق والهاتف سابقا)، وله جهود كبيرة في توثيق الجوانب التاريخية والاجتماعية والتعليمية للجزيرة، ويعد أول من كتب عنها بصورة شاملة، فقد أصدر كتبا عدة وأبحاثا ابتداء من عام 1961.وحاز جائزة الدولة التشجيعية لعام 2008 في الدراسات التاريخية والآثارية عن كتابه «في التراث الغنائي الكويتي وأعلامه»، وانتسب إلى جمعيات وروابط منوعة، بينها رابطة الأدباء الكويتيين والجمعية التاريخية، وله أكثر من 30 كتابا في التاريخ والتراث الشعبي والموسيقي والتراث البحري وفي اللهجات والإعلام.
الشعر الشعبي
بدوره، قال الأمين العام لرابطــــة الأدبـــــاء الكــويتــييــن د. خالد رمضان: «رحم الله الزميل خالد سالم الأنصاري، واكبته صديقا وزميلا في رابطة الأدباء بعضوية مجلس الإدارة، كان متواصلا مع مجلة البيان، ينشر فيها مقالات خاصة عن جزيرة فيلكا، وعن الكثير من الشعراء الشعبيين، فهو أحد الذين وثقوا الشعر الشعبي والغنائي».وأضاف د. رمضان: «كما وثق الأنصاري لجزيرة فيلكا في كثير من مناحي الحياة، كان رحمه الله ودودا لزملائه متواصلا معهم في كل مناسبة، ترك إرثا كبيرا من الكتب حول الجزيرة، والشعر الشعبي والغنائي، كما ترك أثرا طيبا في نفوس أصدقائه وزملائه في الساحة الأدبية، له الرحمة والغفران، ولأهله وذويه الصبر والسلوان».البحث والتدوين
من جانبها، أفادت الإعلامية عضوة رابطة الأدباء أمل عبدالله بأن «الموت حق علينا، لكن الإنسان يصارعه من أجل البقاء، حبا في استمرار منظومة الحياة بكل ما فيها من جمال، ولعل الفقيد أحب الحياة من أجل العطاء، وكرس وقته في البحث والتدوين، وأحب مسقط رأسه جزيرة الحب والنقاء فيلكا، حيث يصبح كل يوم وحوله جمال البحر الذي يأخذه إلى آمال وأحلام يسطرها على ورق، رحم الله أبا عادل، الرجل الخلوق الذي لا يتوانى عن رفدك بمعلومة نافعة حين تقترب منه، موته فاجعة وخسارة، إلى جنات الخلد، تعازينا إلى أسرته الكريمة، والاخوة برابطة الأدباء، نسأل الله له المغفرة والرحمة».الفنون الشعبية
من جانبه، ذكر الأديب حمد الحمد: «ودعنا الباحث المجتهد الأستاذ خالد سالم بوفاته أمس، رحمه الله، حيث باعدت بينه وبيننا في الفترة الأخيرة جائحة كورونا، فقبل هذه الجائحة كنا نلتقي يوميا بالرابطة ليدور الحديث عن مواضيع شتى، ونبتهج كلما صدر له كتاب جديد ونبتهج بحديثه الهادئ، حيث كان يغوص في مواضيع يتفرد بها وخاصة عن جزيرة فيلكا والفنون الشعبية وغيرها، لهذا أغنى المكتبة الكويتية التي تفتقر لهكذا مواضيع، اليوم يغيب عنا لنفتقد باحثا مجتهدا لم يتوقف عن الإنتاج، وتقديم ما هو مفيد للوطن حتى العام المنصرم، نودع صديقا ورفيق درب نتذكره دائما عندما نرجع لإصداراته القيمة، رحم الله الأستاذ خالد سالم الأنصاري وأسكنه فسيح جناته».مؤرخ فيلكا
وقال الباحث صالح المسباح: «رحم الله مؤرخ جزيرة فيلكا الأخ الكبير والعم الفاضل خالد سالم الأنصاري بواسع رحمته، بعد عطاء وجهود كبيرة وعمل ونتاج غزير، وبصمت وبهدوء ينجز عمله بدون ضجة ولا جلبة ولا ضوضاء ولا دعاية، ولا يحب الظهور بوسائل الإعلام من إذاعة وتلفاز، ما عدا دخوله في ميدان تويتر يشارك الشباب والكبار المعلومات المفيدة والتعليقات الصائبة ويستدرك عليهم أخطاءهم»، متابعا: «المؤرخ بوعادل له مؤلفات عديدة، ويعتبر المؤرخ الأول في فترة الثمانينيات حينما شرع بالتأليف، وركز على منبع رأسه وولادته، فهو من مواليد جزيرة فيلكا عام 1940».وأضاف المسباح: «ومن المؤلفات التي حرصت على تجميعها في خزانة خاصة بمنزلي باسم المؤلف: جزيرة فيلكا... لمحات تاريخية واجتماعية، وديوان شعر شعبي ليل الشوق، وربابنة الخليج العربي ومصنفاتهم الملاحية، ومن ذكريات التعليم في جزيرة فيلكا، وصور من الحياة القديمة في جزيرة فيلكا، وجزيرة فيلكا صفحات من الماضي، والكويت في القرنين الثامن والتاسع حوادث وأخبار، والجزر الكويتية... تاريخها... خصائصها، وجزيرة فيلكا أشهر الجزر الكويتية، وتاريخها... تراثها، وجزيرة فيلكا في كتابات الرحالين والمؤرخين والشعراء، والشيخ عثمان بن سند، العلامة الذي ولد في جزيرة فيلكا، وأعلام وشخصيات من جزيرة فيلكا».