وسط تخوّف عالمي من ارتفاع عدد الإصابات وفقدان السيطرة على تفشي فيروس "كورونا" المستجد، أعلنت وزارة الصحة اليابانية، أمس، اكتشاف سلالة جديدة من "كورونا" تتمتع جزئيا بنفس التحور الذي تم رصده في سلالتين مختلفتين في بريطانيا وجنوب إفريقيا، لدى 4 مسافرين قادمين من البرازيل، في حين بدأت بريطانيا، التي تسابق الزمن، بتطعيم 200 ألف شخص يومياً.وقال رئيس المعهد الوطني الياباني للأمراض المعدية تاكاجي واكيتا للصحافيين، إن "السلالة الجديدة تختلف عن السلالتين اللتين اكتشفتا للمرة الأولى في بريطانيا وجنوب إفريقيا".
ولم تتوافر بعد معلومات حول قابلية انتقال السلالة الجديدة، وما إذا كانت تسبب أعراضا حادة أو لها تأثيرات محتملة على فعالية اللقاحات. وقالت وزارة الصحة، في بيان، إن من بين الأربعة، شخص في الأربعينيات لم تظهر الأعراض عليه لدى وصوله، ولكن لاحقا عانى صعوبات في التنفس، وجرى نقله للمستشفى.والسلالتان الجديدتان من "كورونا" هما من بين سلالات متحورة أخرى سجلت في أنحاء العالم، ويعتقد أنها أكثر عدوى من الفيروس الأساسي.ورغم تزايد المخاوف من سلالة بريطانيا وجنوب إفريقيا، تعالت الأصوات حول مدى فعالية اللقاحات المتوافرة لمواجهة الطفرة الجديدة، حسب صحيفة "لوموند" الفرنسية.
سلالة E484
وأشارت الصحيفة إلى أنّ باحثين أميركيين أظهروا أنّ الأجسام المضادة لا تعمل ضد السلالة الجديدة التي تم تحديدها في جنوب إفريقيا، وذلك بعد اختبارات مخبرية عدة.وحذرت وزارة الصحة الإسرائيلية أنّ "السلالة الجنوب إفريقية مثيرة للقلق، وتسبب أعراضا شديدة حتى عند الشباب".واستشهدت القائمة بأعمال رئيس قسم الصحة العامة بوزارة الصحة شارون ألروي بريس أمام نواب الكنيست، بدراسة أولية "مثيرة للقلق" تشير إلى أن التطعيم يوفر حماية أقل ضد المتغير الجنوب إفريقي، لكنها شددت على أنه لم يكن من الواضح تأثير اللقاحات على السلالة الجديدة.وأضافت بريس: "نحن نتعامل مع متغيرات سريعة، يمكن أن تعرض فعالية اللقاح للخطر"، رغم تصريحات المسؤولين في شركات اللقاحات بأن منتجاتهم فعالة ضد السلالتين الجديدتين.وختمت الصحيفة الفرنسية بالحديث عن طفرة E484، أي المنتشرة في جنوب إفريقيا، التي قد تكون المصدر الحقيقي للقلق.وقام الباحثون باختبار طفرة E484 دون غيرها باعتبارها الأسرع في الانتشار، إلا أنّ مدير الدراسات والأبحاث في "معهد باستور" الفرنسي ذكر أنّ هناك تبياناً ملحوظاً بين المصابين، فقد تكون السلالة الإفريقية بعوارض مختلفة ومتفاوتة الشدة بين المرضى.لندن
وفي لندن، قال وزير الصحة البريطاني مات هانكوك، أمس، إن بلاده طعمت نحو مليوني شخص بلقاح، وذلك قبل تكثيف طرح الجرعات اليوم.وأضاف لتلفزيون "هيئة الإذاعة البريطانية" BBC: "على مدى الأسبوع الماضي، قمنا بتطعيم ما يزيد على عدد من حصلوا على التطعيم في ديسمبر كله، وبهذا نحن نسرع الطرح".وترمي بريطانيا إلى تطعيم نحو 14 مليونا بحلول منتصف فبراير بما يشمل مَنْ هم فوق سن السبعين، والأكثر عرضة للإصابة، والعاملين في مجالي الصحة والرعاية الاجتماعية.وقال هانكوك، إن نحو 200 ألف يحصلون على التطعيم يوميا في الوقت الحالي، وهو ما يضع بريطانيا على طريق تحقيق هدفها، ويتيح الفرصة للبدء في تخفيف القيود في الربيع، محذرا في الوقت نفسه من أن التفشي المتسارع وضع النظام الصحي البريطاني في "حالة خطيرة جداً جداً". من ناحيته، أصدر كريس ويتي، كبير المستشارين الطبيين للحكومة البريطانية، تحذيرا صارخا بشأن الوضع الذي تواجهه المستشفيات.وكتب في افتتاحية لصحيفة "صنداي تايمز"، أمس: "إذا استمر الفيروس على هذه الوتيرة، فستواجه المستشفيات صعوبات حقيقية، وقريبا. الوقت الذي ينتظره الناس للحصول على الرعاية سيستمر في الزيادة إلى مستويات قد تكون غير آمنة".وسجلت المملكة المتحدة نحو 60 ألف إصابة جديدة خلال الـ 24 ساعة الماضية، مما رفع العدد الإجمالي إلى أكثر من 3 ملايين اصابة، وأكثر من 80 ألف حالة وفاة.وفي بكين، أكدت إدارة الطيران المدني، أمس، أن الصين ستواصل تعليق الرحلات الجوية من بريطانيا وإليها بدءا من اليوم.لبنان
وفي بيروت، أعلن نقيب الأطباء شرف أبوشرف أن "نسبة إصابات كورونا في لبنان تجاوزت 15 في المئة، وهي نسبة عالية جدا لم تسجلها أي دولة في العالم".وقال أبوشرف: "وصلنا إلى المحظور الذي كنا نحذر منه سابقا مع ازدياد أعداد الإصابات بشكل سريع ومكثف، وهي أكثر بكثير من عدد فحوصات PCR التي تجرى يوميا، وأسرة المستشفيات، خصوصا أسرة العناية الفائقة لمرضى كورونا، أصبحت مليئة".وأكد أن "لبنان يدفع ثمن التراخي عند المواطنين والمسؤولين"، مشيرا إلى أن الحل الطارئ الآن هو الإقفال العام والالتزام بالكمامات ومنع التجمعات.وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية أمس الأول تسجيل 20 وفاة، و5414 إصابة جديدة، في الـ 24 ساعة الأخيرة.ويسجل لبنان أرقاما قياسية بعدد إصابات جديدة بـ "كورونا" تتجاوز 5000 حالة.كندا
وفي إجراء غير مسبوق بكندا على صعيد مقاطعة كاملة منذ نحو قرن، بدأ مساء أمس الأول، حظر تجول في مقاطعة كيبيك بهدف احتواء الموجة الثانية من الفيروس.وقال رئيس وزراء كيبيك فرنسوا لوغو: "السبب الرئيسي لحظر التجول هو منع التجمعات، حتى أصغرها"، مضيفا "إن مجموع المخالفات الصغيرة للقواعد، هو الذي يغذي الفيروس".وبعيد بدء تطبيق حظر التجول، كانت سيارات الشرطة تقوم بدوريات وتفتش عن هويات المخالفين بشكل عشوائي، كما كان المرفأ والحي القديمان في وسط المدينة "مقفرين".في المقابل، تظاهر بضع عشرات الأشخاص في مونتريال وكيبيك ضد هذا القرار، مما دفع الشرطة للقيام ببعض التوقيفات.إسرائيل
وفي تل أبيب، ذكر وزير الصحة الإسرائيلي يولي ادلشتاين أن بلاده طعمت 20 في المئة من سكانها البالغ عددهم 9.2 ملايين نسمة في الأسابيع الثلاثة منذ أن بدأت حملة التطعيم.وكان ادلشتاين ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أول من حصلوا على الجرعة الثانية مساء أمس الاول في مستشفى "شيبا"، بعد أول تطعيم تلقياه في 19 ديسمبر الماضي.وتسعى الحكومة لتطعيم جميع السكان فوق سن 16 عاما بحلول نهاية مارس المقبل.