نظام الرموز النووية تخطاه الزمن

نشر في 11-01-2021
آخر تحديث 11-01-2021 | 00:00
 ضابط أميركي يحمل حقيبة الرموز النووية خلال الترجل من المروحية الرئاسية
ضابط أميركي يحمل حقيبة الرموز النووية خلال الترجل من المروحية الرئاسية
دعا وزير الدفاع الأميركي الأسبق، وليام بيري، الرئيس المنتخب، جو بايدن، إلى إلغاء حصرية التحكم في رموز إطلاق السلاح النووي، معتبراً أن النظام الساري حالياً "مخالف للديمقراطية، وتخطاه الزمن ولا لزوم له وخطير جداً".

وفي مقالة نشرتها صحيفة "بوليتيكو" اليومية، حذّر بيري، الذي تولى حقيبة الدفاع في عهد بيل كلينتون من عام 1994 حتى 1997، بأن رموز إطلاق الصواريخ النووية لاتزال بيد الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب، المتّهم بالتحريض على أعمال العنف التي شهدها الكونغرس الأربعاء.

واعتبر بيري أنه "حان الوقت لسحب حقيبة الرموز النووية من يد هذا الرئيس، وكل الرؤساء الذين سيخلفونه" في المنصب. وشدد على أن حصر الرموز النووية بيد الرئيس "لم يعد ضروريا"، وأن "وجود الحقيبة النووية في ذاته يشكل خطرا على أمننا القومي".

ويرافق الرئيس في كل الظروف فريق عسكري يتولى نقل حقيبة الرموز النووية التي تطلق عليها تسمية "فوتبول" (كرة القدم)، والتي تحوي كل ما يلزم لإطلاق ضربة نووية.

وذكّر وزير الدفاع الأسبق بأن الرئيس يُمنح منذ لحظة توليه المنصب "الحق المطلق بشن حرب نووية"، وهو "لا يحتاج في ذلك إلى رأي أحد. لا رأي لوزير الدفاع في هذا الأمر، ولا دور للكونغرس".

وتساءل بيري "لمَ هذه المخاطرة؟ هل نعتقد حقاً أن الرئيس يجب أن يمتلك السلطة المطلقة لتدمير كوكبنا بلحظة؟". وذكّر بأن الرئيس الأسبق هاري ترومان هو من قرر عقب الدمار الذي لحق بهيروشيما وناغازاكي قبل 75 عاما، جراء القنبلة الذرية عدم استخدام هذا السلاح مجدداً.

وروى بيري أن ترومان "اقتنع بضرورة سحب السلاح الذري من أيدي العسكريين، لذا أعلن ترومان أن أي قنبلة ذرية لن تُلقَ ما لم يعطِ شخصيا تصريحا بذلك".

واعتبر أن "ترومان أوجد سابقة خطيرة بحصر القدرة على التحكّم بيد شخص واحد".

ودعا بيري الرئيس المنتخب إلى الإعلان منذ لحظة توليه منصبه أنه "سيتقاسم الحق في استخدام السلاح النووي مع مجموعة محصورة من أعضاء الكونغرس".

وجاء في المقال "في 20 يناير، إذا سارت الأمور كلها على ما يرام، فستتنفس البلاد والعالم الصعداء". وتابع: "ما أن يؤدي جو بايدن القسَم، ستكون حقيبة الرموز النووية بيده، وسيكون على عاتق بايدن التخلص منها والحرص على عدم حصر أقوى آلة موت صنعت على الإطلاق بيد إنسان غير معصوم من الخطأ".

back to top