تعزيزاً للعلاقات في مجال البيئة البحرية بين الهيئة العامة للبيئة في الكويت ومركز العلوم البحرية التابع للحكومة البريطانية، تم نشر ورقة بحثية مشتركة في إحدى المجلات العالمية المتخصصة في العلوم البحرية وتم التركيز فيها على "وضع التنوع البيئي في البيئة البحرية المحيطة بالكويت" وسلّطت الورقة الضوء على "أهمية المحافظة على سلامة وإنتاجية البحار والتي تعتبر حيوية للأمن الغذائي والمائي مع توفير بيئة ساحلية فريدة تساعد في الحد من آثار التغير المناخي".وأعلنت الهيئة والمركز في بيان مشترك أنهما يسعيان للتعامل مع تحديات إدارة البيئة البحرية، كما أشار الدكتور بريت ليونز، وهو عالم بحري في مركز العلوم البحرية البريطانية إلى أن الخط الساحلي والمياه المحيطة بالكويت تتمتع بأهمية كبيرة كمورد اقتصادي من خلال صناعات كصيد الأسماك والسياحة والنشاطات الترفيهية. وأضاف أن البحار حول الكويت تضم مزيجا فريدا من الأنظمة البيئية والنباتات والحيوانات، ويواجه الخليج حاليا أزمة مزدوجة تتعلق بالمناخ والتنوع البيئي مع ارتفاع درجة حرارة مياه البحر بشكل أكبر من المعدل العالمي، لافتا الى أن البيانات التي تم جمعها من خلال هذا العمل المشترك ستساهم في تقارير الكويت المتعلقة بأهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة.
تطوير الخطط
من ناحيته، ذكر نائب مدير الهيئة العامة للبيئة عبدالله الزيدان أن البيئة البحرية الكويتية تعتبر حيوية جدا للاقتصاد والثقافة والازدهار. وأضاف ان الكويت تواجه حاليا العديد من التحديات البيئية والتي تستوجب مراقبة وإدارة أفضل للبيئة البحرية، مشيراً الى ان الهيئة العامة للبيئة تعمل مع مركز العلوم البحرية البريطاني لتطوير خطط إدارة البيئة البحرية، كما أن الهيئة العامة للبيئة تعمل كذلك على تطوير برنامج لمشاريع إعادة التأهيل بما في ذلك زراعة أشجار المانغروف للمساعدة في تحسين البيئة الساحلية وهذه المشاريع ستساعد على دعم التنوع البيئي وحماية الساحل من ارتفاع مستوى سطح البحر المرتبط بالتغير المناخي.سلامة المناطق الساحلية
بدوره، أشار السفير البريطاني في الكويت مايكل دافنبورت إلى أن حماية البيئة البحرية هي تحد عالمي يتطلب عملا منسقا على المستوى الدولي. وعبر عن سعادته بأن الهيئة العامة للبيئة في الكويت ووكالة العلوم البحرية البريطانية تنسّقان معا للتعامل مع هذه القضية المهمة في الكويت. وأضاف أن سلامة المناطق الساحلية ستدعم الأنظمة البيئية والتي تعتبر ضرورية لتكاثر العديد من أنواع الأسماك وغيرها من الكائنات البحرية وأن دعم البيئة الساحلية وإعادة تأهيلها والمحافظة عليها سيكون من الأدوات المهمة ضمن الجهود المبذولة للتصدي لتأثيرات التغير المناخي. وأشار الى أن السفارة استضافت أخيراً ندوة افتراضية للاستماع الى تفاصيل عن الجهود التي تبذلها الهيئة العامة للبيئة لإعادة تأهيل البيئة البحرية حيث حضر تلك الفعالية ممثلون عن السفارات الفرنسية والإيطالية والبنك الدولي وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي. وختم أن مثل تلك الحلول القائمة على أساس الطبيعة ستكون على قمة أولويات مؤتمر تغير المناخ التابع للأمم المتحدة السادس والعشرين والذي ستستضيفه مدينة غلاسكو البريطانية هذا العام.