ماذا يحصل حين يرفض الرئيس الأميركي التنازل عن منصبه؟
![فوراين بوليسي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1586880256579969000/1586880274000/1280x960.jpg)
بدأ كل شيء بمسيرة بالقرب من البيت الأبيض، حين شجّع ترامب المحتجين على التوجه نحو مبنى الكابيتول لدعم أعضاء الكونغرس المعترضين على نتيجة الانتخابات، ثم حرّض ترامب على متابعة التمرد عبر تغريدة ذكر فيها أن بنس "لا يتمتع بالشجاعة الكافية للقيام بما يلزم لحماية بلدنا ودستورنا".وحتى بعد خروج أعمال العنف عن السيطرة، دعا ترامب الناس إلى الحفاظ على "سلمية الاحتجاجات" لكنه كرر مزاعمه حول تزوير الانتخابات وفوزه "بنتيجة ساحقة"، فقال لمثيري الشغب: "نحن نحبكم، أنت مميزون جداً". تثبت هذه التطورات كلها أن الرئيس هو الذي يقرر حماية الدستور، بما يتماشى مع اليمين الذي أقسمه، أو الإساءة إليه بأفظع الطرق، لا سيما عند التحريض على إطلاق حركات تمرّد واسعة، ففي عهد أي رئيس آخر، كان الحرس الوطني ليصل سريعاً و"ما كان أحد ليقترب أصلاً من مبنى الكابيتول" بحسب قول مايكل غرينبيرغر، مسؤول فدرالي سابق وأستاذ قانون في جامعة "ميريلاند".يظن بعض المحامين أن ترامب أصبح الآن معرّضاً لتهمة التحريض على التمرد وقد يحاول أن يعفو عن نفسه. استأنف مجلسا الكونغرس عملية المصادقة على فوز بايدن في وقتٍ متأخر من عشية يوم الأربعاء وصباح يوم الخميس، ويبدو أن ترامب خسر معظم مؤيديه الجمهوريين بعد مشهد العنف الأخير، حيث قال رئيس الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ، ميتش ماكونيل، وهو حليف سابق للرئيس لكنه يرفض اعتراض ترامب على إقرار نتائج الانتخابات: "حاولوا تعطيل ديمقراطيتنا لكنهم فشلوا. لقد فشلوا في محاولة تعطيل عمل الكونغرس، هذا التمرد الفاشل يثبت بكل بساطة مدى أهمية المهمة التي تنتظرنا، من أجل جمهوريتنا".يبدو أن التهديد الذي يطرحه التمرد الأخير أقلق أطرافاً أخرى في الحزب الجمهوري، وهذا ما دفعها إلى الانقلاب ضد ترامب. يضيف غرينبيرغر: "أخمد الرئيس جورج واشنطن حركات التمرد الرئاسية في عهده لأنه مخوّل دستورياً وقانونياً لاستعمال جميع الصلاحيات العسكرية الفدرالية ووكالات إنفاذ القانون للرد على أي تمرد، لكن لم يتصور أحد منذ تأسيس الجمهورية أن يحرّض الرئيس شخصياً على التمرد وألا يحاول إخماد هذا النوع من التحركات. إنها سابقة تاريخية لم يشهدها البلد يوماً".لم يعد الأميركيون إذاً قادرين على التباهي بديمقراطيتهم.