أمضيت فترة الاحتفال بأعياد الميلاد، في الأسابيع الماضية، بالوقوف على قراءة بعض الآثار التي تُنسب إلى السيد المسيح، عليه السلام، فقرأتُ خطبته الشهيرة على الجبل، والتي وردت في إنجيل متى... 5:-7:29 وهي خطبة طويلة، اخترت منها بعض مقولاته، عليه السلام، بما يتناسب والمساحة المسموح لي بها في هذه الصفحة. وأحب أن أوضح، أنني في هذا المقال أكتب عن بعض تراث أحد أنبياء الله الذين تحتفل أغلبية البشرية بذكرى ميلاده، ليس إلا.
**** وجدتُ في السطور الأخيرة من نهاية الموعظة مدخلاً لبداية مقالي، إذ إن فيها ما يحفزني على الوقوف لما قاله - عليه السلام - للحشود المجتمعة حوله في الجبل، حيث قال:"فكل من يسمع أقوالي هذه ويعمل بها أشبهه برجل عاقل بنى بيته على الصخر، فنزل المطر، وجاءت الأنهار، وهبَّت الرياح، ووقعت على ذلك البيت، فلم يسقط، لأنه مؤسس على الصخر... وكل من يسمع أقوالي هذه ولا يعمل بها أشبهه برجل جاهل بنى بيته على الرمل، فنزل المطر، وجاءت الرياح، وهدمت ذلك البيت، فسقط، وكان سقوطه عظيماً".**** أما التعاليم التي أشار إليها لسامعيه، فهي كثيرة، لكنني سأقتبس منها القليل القليل:"أنتم ملح الأرض، ولكن إن فسد الملح فبماذا يملح؟ لا يصلح بعد لشيء، إلا لأن يطرح خارجاً ويداس من الناس. أنتم نور العالم. لا يمكن أن تخفى مدينة موضوعة على جبلٍ. ولا يوقدون سراجاً ويضعونه تحت المكيال، بل على المنارة، فيضيء لجميع الذين في البيت. فليضئ نوركم هكذا قدام الناس، لكي يروا أعمالكم الحسنة".**** ولم يعد يتسع المجال أمامي للتعليق على الأقوال، لذلك سوف أختصرها دون أن أتدخل:"لا تظنوا أني جئتُ لأنقض الناموس، أو الأنبياء.. ما جئتُ لأنقض، بل لأكمل"."قد سمعتم أنه قيل للقدماء لا تزنِ... وأما أنا فأقول لكم، من ينظر إلى امرأة ليشتهيها فقد زنى بها في قلبه. فإن كانت عينك اليمنى تعثرك فاقلعها وألقها عنك، لأنه خَيْرٌ لك أن يهلك أحد أعضائك ولا يلقى جسدك كله في جهنم"."متى صليت فلا تُكن كالمرائين... فإنهم يحبون أن يصلوا قائمين في المجامع وفي زوايا الشوارع لكي يظهروا للناس"."متى صُمتم فلا تكونوا عابسين كالمرائين، فإنهم يغيرون وجوههم لكي يظهروا للناس صائمين"."لا تكنزوا لكم كنوزاً على الأرض، حيث يفسد السوس والصدأ، وحيث ينقب السارقون ويسرقون... بل اكنزوا لكم كنوزاً في السماء"."لا يقدر أحدٌ أن يخدم سيدين، لأنه إما أن يبغض الواحد، ويحب الآخر، أو يلازم الواحد، ويحتقر الآخر، ولا تقدرون أن تخدموا الله والمال"."اسألوا تعطوا، اطلبوا تجدوا، اقرعوا يُفتح لكم... كل من سأل يأخذ، ومن طلب يجد، ومن يقرع يُفتح له".***مع إيماني المُطلق بأن روح الله عيسى، وحبيب الله محمد - عليهما السلام - قد بُعثا لهداية البشرية جمعاء، فإن اعتزازي بالقرآن الكريم لا يفوقه شيء.
أخر كلام
الحق... الحق... أقول لكم
12-01-2021