سلطان عُمان يرسي أسس «الدولة الثالثة»

بعد مرور عامٍ على توليه مقاليد الحكم، أجرى سلطان عمان هيثم بن طارق تعديلاً دستورياً جوهرياً يؤسس لدولة عمانية ثالثة، ويشمل تسمية ولي للعهد لأول مرة في تاريخ السلطنة ووضع آلية محددة لتعيينه وبيان مهامه، إضافة إلى تحديد اختصاصات وأحكام مجلس عُمان وشروط عضويته.

وحدد السلطان هيثم، في مرسومين أمس، معالم النظام الأساسي للدولة الثالثة، وأمر في الأول «بوضع آلية محددة ومستقرة لانتقال ولاية الحكم في السلطنة»، مشترطاً فيمن يتم اختياره للمنصب الرفيع أن «يكون مسلماً رشيداً عاقلاً وابناً شرعياً لأبوين عمانيين مسلمين».

وأوضح التلفزيون العماني ووكالة الأنباء الرسمية أن النظام الجديد يؤكد مبدأ سيادة القانون واستقلال القضاء كأساس للحكم في الدولة، كما يضع قواعد تنظم عمل البرلمان، ويعزز كذلك دور الدولة في تعزيز الحقوق والواجبات والحريات العامة.

وأكد المرسوم دور الدولة في كفالة المزيد من الحقوق والحريات للمواطنين، أهمها المساواة بين المرأة والرجل ورعاية الطفل والمعاقين والنشء والشباب، وإلزامية التعليم حتى نهاية مرحلة التعليم الأساسي، وتشجيع إنشاء الجامعات.

وتلبية لمتطلبات المرحلة القادمة، أصدر السلطان هيثم مرسوماً ثانياً يقضي بإصدار قانون مجلس عُمان وشروط العضوية، وجميع حقوق الأعضاء وواجباتهم، إضافة إلى تنظيم كل ما يتعلق بشؤونه، تأكيداً لأهمية دوره، ومساهماته في مسيرة التنمية الشاملة.

وأوضح المرسوم أن النظام الجديد للدولة أفرد باباً خاصاً لمجلس عُمان (يضم مجلسَي الشورى والدولة) يضمن أهم الأحكام الخاصة به والاختصاصات المنوطة به من أجل إرساء نظام للإدارة المحلية وإقرار أو تعديل القوانين التي تحيلها الحكومة، وكذلك اقتراح مشروعاتها، ومناقشة خطط التنمية والميزانية العامة للدولة، إضافة إلى أدوات المتابعة المقررة لمجلس الشورى.

وشدد المرسوم على النهوض بـالبحث العلمي، ورعاية المبدعين والمبتكرين، والحق في الكرامة الإنسانية والحياة الآمنة وحرمة الحياة الخاصة وحماية التراث الوطني واعتبار الاعتداء عليه والاتجار فيه جريمة يعاقب عليها القانون، مشيراً إلى أن السجون هي دور للإصلاح والتأهيل ينبغي خضوعها لإشراف قضائي.

ومنذ توليه الحكم في يناير 2020 خلفاً لمؤسس الدولة العمانية الثانية السلطان الراحل قابوس بن سعيد، أصدر السلطان الجديد العديد من المراسيم شملت إجراء تغييرات جذرية لتحقيق رؤية عمان 2040 ونقل العمانيين إلى رحاب دولة ثالثة.