العراق: الجيش يصطدم بالشرطة مع عودة احتجاجات الجنوب
دعوات لحماية المتظاهرين... و«التنسيقيات» تضع شروطاً وتتوعد بالتصعيد
بعد أيام من تحذير وزير الدفاع العراقي جمعة عناد من مغبة اندلاع حرب أهلية في البلاد، إذا استمرت الهجمات الصاروخية التي تشنها ميليشيات يُعتقد أنها مرتبطة بإيران على المقار الدبلوماسية في بغداد، أظهرت مقاطع فيديو تم تداولها على نطاق واسع في العراق قيام الجيش بصد هجوم لقوات مكافحة الشغب على متظاهري الناصرية عاصمة محافظة ذي قار، التي تجددت فيها الاحتجاجات منذ 3 أيام، قبل أن تمتد إلى العاصمة ومحافظات أخرى مثل البصرة والديوانية وواسط وبابل والنجف.وعبر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، أمس، عن غضبهم لقيام السلطات الأمنية باعتقال ضباط وعناصر في الجيش قاموا بالدفاع عن متظاهري الناصرية أثناء هجوم قوات مكافحة الشغب عليهم، أمس الأول، خلال صدامات أدت إلى مقتل عنصر أمن وإصابة 111 آخرين من الجانبين، نتيجة استخدام الرصاص الحي والحجارة والأدوات الجارحة.ومع عودة الزخم لحركة الاحتجاجات ضد الطبقة السياسية، التي تهيمن عليها أحزاب وفصائل على صلة وثيقة بطهران، أشاد رجل الدين الداعم لاحتجاجات ذي قار أسعد الناصري بـ»وقوف الجيش مع شعبه، فهم منا ونحن منهم، وهدفنا جميعاً هو رِفعة العراق، وزوال الفاسدين من ربوعه الطاهرة».
ووجه الناصري انتقادات لاذعة إلى الفصائل والميليشيات المسلحة المتهمة بشن حملة قمع دامية ضد الاحتجاجات التي انطلقت قبل عام، قائلاً إن «كل عنصر ميليشياوي، أو يعمل لخدمة أحزاب الفساد، فله الخزي والعار، وإنه إلى زوال».وأمس، اشترطت من تطلق على نفسها «التنسيقيات التظاهرية في محافظة ذي قار»، إيقاف السلطات حملات الاعتقال واستهداف المتظاهرين السلميين، مقابل وقف تصعيدها الاحتجاجي في المحافظة. وتوعدت بتصعيد أكبر في حال استمرت الحملات ضد المتظاهرين. وكان ناشطون قد تداولوا في وقت سابق أنباء عن تقطيع جثة الناشط حيدر ياسر، الذي قتل على يد مجهولين في ذي قار.في غضون ذلك، تعالت دعوات محلية ودولية، أمس، للسلطات العراقية بالتدخل من أجل وقف الفوضى الأمنية التي شهدتها تظاهرات مدينة الناصرية، على خلفية استخدام الأجهزة الأمنية القوة في إنهاء الاحتجاجات بميدان الحبحوبي المركزي. ودعت مفوضية حقوق الإنسان رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي إلى تولي الموقف الأمني في ذي قار، واتخاذ إجراءات عاجلة من أجل «وقف نزيف الدم»، وبسط الأمن، موضحة في بيان أن «الانفلات الأمني تسبب في تفاقم الصدامات بين المتظاهرين والقوات الأمنية»، ومحذرة من أن الفوضى ستؤدي إلى استمرار سقوط كم كبير من الضحايا.بدوره، وجه ائتلاف «النصر»، الذي يتزعمه رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي، مساء أمس الأول، دعوة لإعادة تقييم الأوضاع في ذي قار وضبطها، مطالباً الحكومة والقوى السياسية بتحمل مسؤولياتها، ورافضاً استمرار إراقة الدماء في المحافظة الجنوبية.وحثت السفارة الأميركية في بغداد السلطات الأمنية العراقية على ضمان تعبير المتظاهرين عن رأيهم دون خوف على حياتهم أو سلامتهم الشخصية، مؤكدة، في بيان، أن واشنطن تدين مقتل الناشط والمسعف حيدر ياسر.