قال علي أكبر ولايتي، مستشار المرشد الإيراني علي خامنئي للشؤون الدولية، إنه «بالرغم من أن المرشد آيه الله علي خامنئي حرم إنتاج سلاح نووي، لكن إيران تعتبر استخدام السلاح النووي مباحا بالنسبة لها إذا كان ذلك ضروريا».وقال ولايتي، في مقابلة نشرها الموقع الرسمي للمرشد الإيراني: «نحن ملتزمون بتعهد ديني ودولي قطعه المرشد الأعلى للثورة، هو أن السلاح النووي محرم. ما عدا ذلك، فإن استخدام السلاح النووي سيكون مباحا لنا إذا كان ذلك ضروريا بالنسبة لنا وسنفعل ذلك».
وفي وقت لاحق، صحّح الموقع كلام ولايتي واعتبر أنه «زلة لسان» لكن مراقبين تساءلوا إذا كان كلامه يتضمن رسالة موجهة إلى من يهمه الأمر.وكان المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي، قال إنه لا يوجد أحد في العالم اليوم يعتقد أن إيران تسعى لإنتاج سلاح نووي. وقال كمالوندي في حوار مع قناة «أفق» الإيرانية: «بدأ تخصيب اليورانيوم 20 في المئة حسب قانون الإجراء الاستراتيجي، الذي أقره مجلس الشورى الإسلامي في المادة الأولى، وكان التخصيب بنسبة نحو 20 في المئة قد بدأ إنتاجه في 2009، عندما كنا نبحث عن وقود لمفاعل طهران، ثم تمكنا من إنتاج الوقود، وأصبح نقطة تحول لأنشطتنا النووية».
تسريع التخصيب
وأظهرت صور للأقمار الصناعية مأخوذة حديثاً من منشأة نطنز النووية، أنه تم حفر ثلاثة أنفاق في جبل بالقرب من الموقع.وفي تقييم أولي لتلك الصور، اعتبر «المعهد الدولي للعلوم والأمن» أن السلطات تبني منشآت جديدة تحت الجبل لتسريع عمليات تخصيب اليورانيوم.وفي التفاصيل، ذكر تقرير نشره المعهد المذكور أن صور الأقمار الصناعية عالية الدقة، التي التقطت في 5 يناير الحالي، أظهرت أن البناء يتقدم بسرعة في أكبر جبل في المنطقة، وهو الموقع المستقبلي المحتمل لمرفق التخصيب الجديد تحت الأرض.ويشمل البناء موقعاً للدعم الهندسي المستقبلي، وثلاثة أنفاق مرتبطة بخطوط الطاقة الكهربائية، وأسساً لمكاتب إدارية وهندسية.كما تبين أن هناك العديد من الشاحنات وثلاثة مخازن قريبة، على الأرجح أنها مستودعات للبناء، محاطة بسياج أمني، وفقا للتقرير.وتظهر الصور أن القاعة المدمرة جراء تفجير منشأة تخصيب اليورانيوم في نطنز، في يوليو الماضي، تم تطهيرها تماماً من حطام الانفجار، وهي الآن محاطة بسياج أمني.وخلص تقييم المعهد إلى أن الموقع الجديد سيكون أفضل حماية لأغراض التخصيب، ويتمركز تحت الجبل الكبير، حيث اعتمدت الأنفاق كهياكل أمنية إضافية، بالإضافة إلى تزويدها بمصدات للانفجار.وجاء ذلك مع إعلان إيران رفع مستوى تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة، وسط تحذيرات دولية من خطورة الخطوة، وعرقلتها لجهود إحياء الاتفاق النووي.الأوروبيون
وقال الاتحاد الأوروبي في بيان، أمس الأول، إنه يتعين على إيران العدول عن قرار تخصيب اليورانيوم إلى مستويات نقاء أعلى، وإعطاء الدبلوماسية الدولية فرصة لإنقاذ الاتفاق النووي الموقع عام 2015.وقال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية لـ«رويترز»، أمس الأول، إن أمام القوى العالمية وإيران أسابيع، وليس أشهرا، لإنقاذ الاتفاق النووي، بمجرد أن يتولى الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن السلطة يوم 20 يناير.في غضون ذلك، دعت حكومة الرئيس الإيراني، حسن روحاني، بايدن إلى المبادرة باتخاذ «الخطوة الأولى» نحو الوفاء بتعهدات واشنطن في الاتفاق النووي المبرم عام 2015.وقال وزير الخارجية، محمد جواد ظريف، إن عودة الولايات المتحدة المحتملة إلى «الاتفاق النووي» من دون رفع العقوبات التي فرضها ترامب، وأغرقت الاقتصاد الإيراني في الركود، تأتي في مصلحتها فقط.وأضاف ظريف في تصريحات أمس: «على واشنطن أولاً أن تفي بالتزاماتها في الاتفاق النووي، ثم تكون عودتها إليه قضية ثانوية».وتعززت تصريحات الوزير الإيراني مخاوف ثرت أخيراً بإمكانية مماطلة طهران في العودة إلى تطبيق الالتزامات المقيدة لبرنامجها الذري بعد قيامها بخطوات تقليص رداً على عقوبات ترامب.بومبيو
مع تكثيف إدارة الرئيس الأميركي المنتهي ولايته دونالد ترامب خطواتها الأخيرة بما وصفته سياسة «الضغوط القصوى» على إيران قبل أسبوع من مغادرتها البيت الأبيض، يتجه وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إلى استخدام معلومات مخابرات نزعت عنها السرية أخيراً لاتهام طهران علناً بأن لها صلات بتنظيم «القاعدة» الإرهابي.ونقلت وكالة «رويترز» عن مصدرين مطلعين أن بومبيو سيقدم تفاصيل بشأن مزاعم بأن الجمهورية الإسلامية قدمت ملاذا آمنا لقادة التنظيم المتطرف ودعمتهم.ويأتي ذلك بعد المعلومات التي رفعت عنها السرية بشأن مقتل الرجل الثاني في «القاعدة» في طهران، في أغسطس الماضي، على يد عملاء لإسرائيل.وكانت صحيفة «نيويورك تايمز»، قد ذكرت في نوفمبر الماضي، أن أبومحمد المصري، المتهم بالمساعدة في تدبير تفجيرات 1998 لسفارتين أميركيتين في إفريقيا، قُتل على يد عملاء إسرائيليين في إيران. ونفت إيران التقرير قائلة إنه لا يوجد «إرهابيون من القاعدة» على أراضيها.ويأتي ذلك في إطار تحرك بومبيو في اللحظات الأخيرة ضد إيران، قبل تسليم السلطة للرئيس المنتخب جو بايدن، الذي أعلن نيته الانفتاح باتجاه تفاهم مع طهران من أجل إحياء الاتفاق النووي الذي انسحب منه ترامب عام 2018.ويعتقد مستشارو الرئيس الأميركي المنتخب، أن إدارة ترامب تحاول أن تجعل من الصعب عليه إعادة التعامل مع إيران، والانضمام إلى اتفاق 2015 مجددا.ومساء أمس، نشر بومبيو صورا لمسؤولين إيرانيين بينهم المرشد الأعلى علي خامنئي، والرئيس حسن روحاني، ووزير الخارجية محمد جواد ظريف، عبر "تويتر"، وقال معلقا: "يصعب إيجاد شخص معتدل داخل النظام الإيراني لبناء علاقة طبيعية معه"، مضيفا: "نعتبر النظام الإيراني مجموعة من المتطرفين يهتفون بالموت لأميركا منذ 1979".ويأتي كلام بومبيو غداة اجتماعه مع رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلية الخارجية (موساد) يوسي كوهين في أحد المطاعم بالعاصمة الأميركية.قصف «الحرس»
إلى ذلك، أفاد «المرصد السوري» لحقوق الإنسان بأن انفجارات عنيفة هزت منطقة البوكمال الواقعة بريف دير الزور الشرقي قرب الحدود السورية- العراقية صباح أمس.وأشار إلى أنه تبين أن الانفجارات نجمت عن تنفيذ طائرات حربية أربع غارات على الأقل، استهدفت خلالها مقار ومواقع لـ»الحرس الثوري» الإيراني في بادية البوكمال.وكان المرصد أشار، أمس الأول، إلى أن 8 انفجارات عنيفة دوت جنوب البوكمال، تزامناً مع تحليق طائرات مسيرة مجهولة في أجواء المنطقة.