كلاكيت للمرة الرابعة، وقد لا تكون الأخيرة التي يتحول فيها مكب الإطارات التالفة في إرحية الى مسرح للحرائق المتكررة، حيث ستتحول الحرائق الى "مسلسل مكسيكي" اذا لم تتحرك الأجهزة المعنية لإيجاد حلول جذرية لأزمة مكب الاطارات في منطقتي السالمي وإرحية، وفي النهاية "الفاعل مجهول"، وهذا ما حذرت منه "الجريدة" في عددها أمس، على صدر صفحتها الأولى تحت عنوان "فشل حكومي في نقل إطارات إرحية".

وشهد مكب الاطارات في منطقة إرحية، صباح أمس، مسلسل حريق جديدا نجحت فرق الاطفاء في السيطرة عليه وحالت دون وقوع كارثة جديدة بالموقع.

Ad

وفي التفاصيل، قال مدير ادارة العلاقات العامة والاعلام بقوة الإطفاء العام العقيد محمد الغريب، في تصريح صحافي، إن غرفة عمليات "الاطفاء" تلقت بلاغا يفيد باندلاع حريق في مكب الاطارات بمنطقة بر إرحية، مشيرا الى تحريك مراكز إطفاء الجهراء الحرفي والتحرير والعارضية الصناعي والاسناد الى موقع البلاغ.

وأضاف الغريب أن فرق "الاطفاء" نجحت في السيطرة على الحريق الذي امتد على مساحة بلغت ما يقارب 5 آلاف متر مربع، لافتا الى ان فرق الاطفاء تمكنت من السيطرة على الحادث وعدم انتشار النيران لباقي الاطارات بالموقع، بعد ان طبقت خطة ميدانية للمكافحة من شقين، تمثل الاول في عزل موقع الحريق عن طريق اقامة حواجز ترابية باستخدام الجرافات، في حين كان الشق الثاني هو مكافحة النيران بواسطة الرمال والمياه.

وذكر أن الامر الذي ساعد رجال الاطفاء في السيطرة السريعة على الحادث هو ان الحريق بدأ من طرف الموقع ولم يكن في منتصفه، لافتا الى أنه لو كانت بداية الحريق من المنتصف لحدثت كارثة حقيقية، مشيرا الى ان الحادث لم يسفر عن وقوع أي إصابات بشرية.

وأشار إلى ان المؤشرات الاولية لضباط مراقبة التحقيق في حوادث الحريق في "الاطفاء" والذين انتقلوا للموقع للمعاينة ورفع العينات دلت على وجود شبهة تعمد في اضرام النار، لافتا الى ان ضباط التحقيق رفعوا عينات وآثارا مهمة من الموقع وأحالوها الى مختبر "الإطفاء" لبيان اسباب اندلاع الحريق.

وقال الغريب إن نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء أنس الصالح تابع تفاصيل الحادث مع رئيس "الاطفاء العام" الفريق خالد المكراد الذي تواجد في غرفة قيادة الحوادث الكبرى مع نائب الرئيس لقطاع المكافحة اللواء جمال البليهيص للاطلاع على مجريات الحادث، مضيفاً ان الفريق المكراد توجه بالشكر إلى جميع الجهات الحكومية المشاركة في متابعة الحادث.

«بفعل فاعل»

من جانبه، أكد المدير العام ورئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للبيئة الشيخ عبدالله الأحمد أن حريق إطارات إرحية، الذي اندلع صباح أمس، هو "بفعل فاعل"، وأن الهيئة تنسق مع الجهات ذات الصلة حول الحادث والسيطرة عليه.

وقال الأحمد، أثناء تواجده في موقع الحريق، إن الناس لا تعلم مدى وحجم التلوث الذي حدث جراء هذه الحرائق، إلى جانب كمية المبالغ المهدرة لإطفاء مثل هذه الحرائق، مشيرا إلى أن الجهات المعنية تعاملت مع الحريق.

وأشارت "البيئة"، في بيان، إلى تواجد الأحمد في منطقة إرحية للوقوف على أسباب اشتعال النيران في الإطارات الموجودة في المنطقة، متقدمة بالشكر إلى قوة الإطفاء العام لسرعة استجابتها للتعامل مع الحادث، وجارٍ التحقيق في الملابسات.

يذكر أن حادث أمس يعد الرابع في مكب إرحية للإطارات المستعملة، حيث تعرضت المنطقة في أبريل 2012 إلى حريق كان أشدها، بينما تكرر المشهد نفسه في أكتوبر 2013، وفي نوفمبر 2019.

محمد الشرهان وعادل سامي