إلى أين تتجه «البتكوين» بعد التراجعات الأخيرة؟
تبخرت 200 مليار دولار من سوق العملات المشفرة في غضون 24 ساعة بسبب تراجعات البتكوين وغيرها من العملات المشفرة.إذ انخفضت «بتكوين» أكبر عملة مشفرة، بأكثر من 27 في المئة من الذروة التي سجلتها الجمعة قرب 42 ألف دولار، والمستوى الذي هبطت إليه أمس، قرب 30 ألفاً و500 دولار، في حين انخفضت إيثيريوم، ثاني أكبر عملة مشفرة، بنسبة 23 في المئة خلال يوم واحد لتكسر حاجز الألف دولار.ويعزو البعض هذه الانخفاضات إلى عمليات بيع العملات المشفرة بعد ارتفاع كبير، فربما يرغب المستثمرون بجني بعض الأرباح أو بسبب ارتفاع عائد السندات الأميركية، الأمر الذي دفع الدولار صعوداً وأضر أصولاً أخرى.
وعلى الرغم من هذه التراجعات فإن الـ»بتكوين» لا تزال مرتفعة بنسبة تتجاوز 300 في المئة خلال سنة. ويربط الخبراء هذا الارتفاع بعوامل عدة منها قيام بعض مليارديرات وول ستريت مثل Stanley Drucken miller و Paul Tudor Jones بشراء نحو 1000 عملة بتكوين - بقيمة 23 مليون دولار تقريباً ما أدى إلى ارتفاع الطلب منذ سبتمبر.إضافة إلى توقعات «جي بي مورغان» بأن البتكوين يمكن أن تصل إلى 146 ألف دولار على المدى الطويل إذا ما استقرت تقلباتها الجامحة، حيث تتنافس مع الذهب كعملة «بديلة» أو ملاذ آمن في حالة التضخم.لكن بعض نقاد البتكوين وصفوها بأنها فقاعة، حتى ذهب بعضهم إلى ربطها بفقاعات ضخمة انفجرت في العقود القليلة الماضية: مثل فقاعة الذهب في السبعينيات، و dot-com أو فقاعة شركات التكنولوجيا في أواخر التسعينيات، والفقاعة العقارية في 2008.ولا ننسى أن فقاعة البتكوين كانت قد انفجرت فعلاً بداية عام 2018، بعد عمليات بيع كبيرة للعملات المشفرة ما أودى بسعر البتكوين بنسبة 65 في المئة.وبحلول سبتمبر 2018، كان مؤشر MVIS CryptoCompare Digital Assets الذي يتتبع أداء أكبر 10 أصول رقمية وأكثرها سيولة قد فقد 80 في المئة من قيمته، مما جعل تراجع سوق العملات المشفرة، من حيث النسبة المئوية، أكبر من انفجار فقاعة Dot-com أواخر التسعينيات.فيما وقف حماة العملات المشفرة بالمرصاد ووصفوا هذا التصحيح بالأمر الطبيعي والمطلوب على المدى القصير، ويوفر فرصة لدخول مستثمرين جدد.