«كورونا» تسبب بوفاة أكثر من 2200 ممرضاً حول العالم
آثار الجائحة السلبية قد تؤدي إلى خروج جماعي من المهنة
كشفت دراسة حديثة اليوم الأربعاء عن أن فيروس «كورونا المستجد - كوفيد19» قد تسبب في وفاة ما لا يقل عن 2200 من العاملين في فرق التمريض حول العالم.وأكدت الدراسة الصادرة عن المجلس الدولي للتمريض أن ذلك أدى إلى صدمة جماعية بين العاملين في مجال الطبي في مختلف أنحاء العالم.وقال المجلس «إن استمرار المستويات العالية من الإصابات في القوى العاملة في مجال التمريض يتسبب في معاناة نفسية ومعنوية اضافية لهذه الفرق الطبية المرهقة بسبب مواجهة أعباء العمل المتزايدة باستمرار وأحياناً أيضاً سوء المعاملة والاحتجاجات من قبل مناهضي التطعيم».
وأوضح المجلس أن تلك النتائج قد توصل إليها إثر دراسة استقصائية جديدة أجراها مع قرابة 130 من جمعيات الممرضات الوطنية إلى جانب الدراسات التي أجرتها اتحادات تمريض إقليمية ومحلية مختلفة، ومصادر أخرى أكدت أن تأثير الجائحة شكل صدمة فريدة من نوعها ولها عواقب مدمرة على المدى الطويل على الممرضات وأنظمة الرعاية الصحية التي يعملن فيها.وبين أن نسبة العالمين في التمريض الذين أبلغوا عن اضطرابات نفسية منذ اندلاع الجائحة تتراوح بين 60 إلى 80% في العديد من البلدان مع تزايد الصدمات العصبية والشعور بالقلق والإرهاق بسبب كثافة الاصابات بالفيروس.وذكر أن جمعية التمريض الأمريكية قد أفادت على سبيل المثال بأن أكثر من نصف العاملين الطبيين يعانون من كثافة وضغط العمل، بينما أظهرت تقارير أخرى من الولايات المتحدة أن 93% من العاملين في مجال الرعاية الصحية يعانون من الإجهاد وأن 76% أبلغوا عن الإصابة بالإرهاق الحاد.وفي البرازيل أبلغ 49% من العاملين في طواقم التمريض عن إصابتهم بالقلق وقرابة 25% أبلغ عن الاصابة بالاكتئاب، بينما ترتفع تلك النسبة في إسبانيا وصولاً إلى 80%. ولفت إلى أن الجائحة تهدد بإلحاق الضرر بمهنة التمريض لأجيال قادمة ما لم تتخذ الحكومات إجراءات الآن لمعالجة تأثير الجائحة التي تسبب فيها هذا الفيروس على طواقم التمريض، إذ من الممكن أن يؤدي عدم معالجة تلك الآثار السلبية إلى خروج جماعي من المهنة.في الوقت ذاته يشير المجلس إلى ان العالم يعاني بالفعل من نقص ستة ملايين ممرضة وممرض فيما من المقرر أن يبلغ أربعة ملايين آخرين سن التقاعد في السنوات العشر المقبلة «فإذا ما أدت تأثيرات الجائحة إلى خروج العاملين والعاملات في تلك المهنة من الوظيفة فإن مهنة التمريض ستكون معرضة للخطر».ومن جانبه قال الرئيس التنفيذي للمجلس هوارد كاتون «أننا نشهد صدمة مهنية فريدة ومعقدة تؤثر على القوى العاملة التمريضية العالمية».واضاف «إن طواقم التمريض تتعامل مع مطالب لا هوادة فيها وغير مسبوقة من المرضى ما يؤدي إلى الإرهاق البدني لكنهم يواجهون أيضاً ضغوطاً نفسية هائلة وخطيرة».وأضاف «إن هذه الصدمة الجماعية الفريدة لها تأثير فوري وعميق ولكن من المرجح أيضاً أن يكون لها تأثير كبير على المدى الطويل لأنها تساهم في موجة من اضطراب ما بعد الصدمة والاكتئاب والقلق بحجم لا يمكننا تحديده بعد».وحذر من أن تأثير الجائحة سلبياً على حجم القوى العاملة التمريضية والتي تتجه بالفعل نحو عجز بحوالي عشرة ملايين عنصر تمريض من الرجال والنساء أمر متوقع ذلك لأن حتى لو استقال ما بين عشرة إلى 15% فقط من العاملين الحاليين في مجال التمريض فقد يكون لدينا عجز محتمل قدره 14 مليون ممرض وممرضة بحلول عام 2030.وأكد أن مثل هذا النقص سيؤثر على جميع خدمات الرعاية الصحية في حقبة ما بعد «كوفيد-19».يذكر أن المجلس الدولي للتمريض قد تأسس في سويسرا عام 1899 ويضم الآن أكثر من 130 جمعية تمريض وطنية من مختلف دول العالم ويتخذ من مدينة جنيف السويسرية مقراً له.