النفط يرتفع بفضل بيانات صينية وانخفاض المخزونات الأميركية
باركيندو: قرار السعودية خفض الإنتاج يدعم التغلب على تراجع الطلب
ارتفعت أسعار النفط أمس بعد انخفاض مخزونات الخام الأميركية للأسبوع الخامس على التوالي وبيانات قوية من الصين أظهرت ارتفاعا في الواردات، بيد أن زيادة الإصابات بفيروس كورونا عالميا كبحت المكاسب.وربحت العقود الآجلة لخام برنت 13 سنتا أو ما يعادل 0.2 بالمئة إلى 56.19 دولارا للبرميل بحلول الساعة 07:44 بتوقيت غرينتش، في حين زاد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 20 سنتا أو ما يعادل 0.4 بالمئة إلى 53.11 دولارا للبرميل.من جانبه، ارتفع سعر برميل النفط الكويتي 44 سنتا ليبلغ 55.94 دولارا في تداولات يوم أمس الأول، مقابل 55.50 دولارا في تداولات يوم الثلاثاء وفقا للسعر المعلن من مؤسسة البترول الكويتية.
وأكد الأمين العام لمنظمة أوبك، محمد باركيندو، أن قرار السعودية تنفيذ خفض طوعي لمستويات الإنتاج بنحو مليون برميل يومياً في فبراير ومارس سيساعد السوق على اجتياز تراجع الطلب التقليدي في الربع الأول من العام، وفقًا لما ذكر على موقع المنظمة.وفيما يتعلق بالمخزونات، قال باركيندو خلال منتدى عبر الإنترنت الأربعاء: «بالرغم من الجهود البطولية التي بذلناها، فإن المخزونات لا تزال مرتفعة، إذ إن المخزونات لدى الدول الأعضاء وغير الأعضاء في منظمة دول التعاون الاقتصادي والتنمية مرتفعة، ولا بدّ من خفضها على نحو أكبر».كما سلّط الأمين العام للمنظمة الضوء على عدد من المتغيرات الرئيسية المتداخلة التي يجب التوصل إلى توافق بشأنها مع عودة السوق إلى التوازن المستدام، مثل اللقاحات وعمليات الإغلاق والتحفيز المالي ونمو الناتج المحلي الإجمالي وانتعاش الطلب.وأضاف: «كل تلك المتغيرات تجب مراقبتها عن كثب، ولا بدّ أن تواصل الدول الأعضاء وغير الأعضاء في «أوبك» عجلة القيادة لدفع الانتعاش في 2021».ومن المقرر أن تعلن منظمة أوبك تقرير الإنتاج الشهري عن ديسمبر في وقت لاحق اليوم.وقالت إدارة معلومات الطاقة الأميركية الأربعاء إن مخزونات الخام الأميركية انخفضت الأسبوع الماضي بأكثر من المتوقع، في حين زادت مخزونات البنزين ونواتج التقطير، إذ كثفت شركات التكرير الإنتاج لأعلى مستوياته منذ أغسطس. كما تتلقى الأسعار الدعم من حزمة سخية لتخفيف تداعيات كوفيد-19، من المتوقع أن يكون الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن قد كشف عنها أمس.لكن المخاوف بشأن تصاعد الإصابات بالفيروس وأثر ذلك على الطلب على النفط تكبح الأسعار.وأعلنت الصين، ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم، عن أكبر قفزة في الإصابات اليومية بكوفيد-19 فيما يزيد على 10 أشهر، إذ زادت الإصابات في إقليم هيلونغ جيانغ شمال شرق البلاد لثلاثة أمثالها تقريبا، مما يبرز تنامي الخطر قبل عطلة عامة رئيسية.وأظهرت بيانات جمارك أن إجمالي واردات الصين من النفط الخام ارتفع 7.3 بالمئة في 2020 رغم صدمة فيروس كورونا، إذ استقبلت كميات غير مسبوقة في الربعين الثاني والثالث من العام، مع زيادة أنشطة المصافي وقلة الأسعار التي شجعت على التخزين.فيما بلغ إجمالي شحنات الدولة صاحبة ثاني أكبر اقتصاد في العالم من الخام مستوى 38.47 مليون طن، أو حوالي 9.06 ملايين برميل يومياً خلال ديسمبر، وهو ما يمثّل تراجعاً 15 بالمئة على أساس سنوي، ومقابل 11.04 مليون برميل يومياً في نوفمبر.وأرجع التقرير تراجع واردات الصين من الخام في الشهر الأخير من 2020 إلى بلوغ بعض شركات التكرير الحد الأقصى لحصص الاستيراد بعد نشاط قوي للمصافي في أعقاب تهاوي سعر الخام في ربيع العام الماضي، ومع قوة الطلب المحلي.وأعلنت الحكومات في أنحاء أوروبا عن إجراءات عزل عام أشد وأطول الأربعاء بسبب السلالة الجديدة الأسرع انتشارا من فيروس كورونا، والتي جرى رصدها في بريطانيا، في الوقت الذي من غير المتوقع فيه أن تساعد عمليات التلقيح كثيرا على مدى الشهرين أو الثلاثة القادمين.وقال مسؤول في وكالة الطاقة الدولية إن منتجي النفط يواجهون تحديا غير مسبوق لتحقيق توازن بين العرض والطلب، إذ تخيم عوامل من بينها وتيرة توزيع لقاحات لكوفيد-19 والاستجابة لها على التوقعات.من جانبها، أعلنت منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) أن سعر سلة خاماتها ارتفع يوم الاربعاء بواقع 40 سنتا، ليصل الى 55.81 دولارا للبرميل مقابل 55.41 دولارا يوم الثلاثاء الماضي.وذكرت نشرة وكالة أنباء «أوبك» أن المعدل السنوي لسعر السلة للعام الماضي بلغ 41.47 دولارا للبرميل.ويربط العديد من المراقبين استمرار انتعاش الاسعار للأسبوع الخامس على التوالي بقرار اجتماع تحالف (أوبك+) الوزاري الـ 13 بشأن زيادة كميات النفط التي يتعين عليه ضخها لمواجهة ضعف الطلب على الخام بسبب فيروس كورونا.