لوحات تستكشف الجمال وتداعب الذاكرة والأحلام
تستضيف قاعات الفن التشكيلي في القاهرة حالياً عدداً كبيراً من المعارض المهمة التي تحظى بإقبال واسع من جانب الجمهور والنقاد، أبرزها معرض "إيماءات الروح" للفنان البحريني خالد الطهمازي، الذي يستكشف جمال الطبيعة والإنسان، و"الرحلة" الذي يضم مجموعة من أروع لوحات الفنانة المصرية ناهد حسن، التي تتناول موضوع الأحلام الرومانسية، ومواطن الشغف والإلهام، إلى جانب معرض "إذا نسيت" للفنانة آية الفلاح الذي تداعب من خلاله الذكريات.
تحت رعاية وزيرة الثقافة إيناس عبدالدايم، افتتح رئيس قطاع الفنون التشكيلية خالد سرور المعرض الشخصي الأول للفنان البحريني خالد الطهمازي في مصر والذي يحمل عنوان "إيماءات الروح" في قاعة "نهضة مصر" بمركز محمود مختار الثقافي بالقاهرة، ويستمر حتى نهاية الشهر الجاري.وعن معرضه، قال الطهمازي: "كفنان تشكيلي، أستكشف من خلال اللوحة جمال الطبيعة والإنسان بعواطفه وإيماءات جسده، فطوال فترة طفولتي تأثرت بالتنوع الثقافي الذي مررت به بين البحرين ومصر وبريطانيا، وخلق هذا التنوع ذوقي الخاص في الفن والجمال وساعد في بناء مخيلتي الفنية، وحينما أرسم فأنا أبحث عن ذاك الطفل الساكن في غياهب ذاتي، وعن ذاك الحلم البعيد، إنها مجموعة ألوان وبعض الملامح لا أعرف تفاصيلها، لكني أفتش عنها في كل لوحة أرسمها، أحياناً أتأمل الأشخاص من بعيد، تثيرني فيهم التعابير العفوية أو الملامح البسيطة أو الإيماءات الجسدية، فتجعلني أتفكر في جوهر هذا الإنسان وما يختزنه من هموم وأحلام وأفكار".يشار إلى أن الطهمازي فنان تشكيلي بحريني، وُلِد في مدينة المحرق عام 1970، وهو عضو جمعية البحرين للفنون التشكيلية، وعُرضت أعماله في متحف البحرين الوطني، ومتحف الفنون الجميلة بالأردن، ودار الأوبرا المصرية، ومتحف معهد العالم العربي بباريس، وأقام عدة معارض شخصية وله مشاركات تشكيلية في معارض وورش عمل وملتقيات محلية ودولية في الكويت ومصر، وسلوفاكيا، والمغرب، واليونان، وفرنسا، وإسبانيا، وتايوان، والإمارات، والأردن، ولبنان، ونال عدة جوائز وشهادات تقدير، وله مقتنيات فنية في متاحف ومؤسسات عامة والعديد من المقتنيات الخاصة في دول مختلفة.
الرحلة
في موازاة ذلك، افتتح قبل أيام، معرض "الرحلة" للفنانة ناهد حسن، بمركز كرمة بن هانئ الثقافي بمتحف أمير الشعراء أحمد شوقي. والمعرض الذي يستمر حتى 19 الجاري يجسد حالة من الرهافة والجمال، حيث تعرض الفنانة مجموعة من اللوحات تصوِّر عالماً شديد الشاعرية والخيال الرومانسي، فهي رحلة للأحلام البسيطة. وتقدم مجموعة اللوحات صورة لعالم الفنانة ومواطن الشغف والإلهام، كما هي مشاهد مهمة من تجربتها الفنية. والفنانة ناهد حسن، من مواليد عام 1949، حاصلة على بكالوريوس الفنون الجميلة بالقاهرة (قسم الديكور) عام 1974، وعملت في الهيئة العامة لقصور الثقافة في مجال الفنون التشكيلية وثقافة الطفل منذ 1976 حتى 1998، وهي عضو بعثة وزارة الثقافة سنة 1996 في التدريب على نشر الثقافة والتوعية بالولايات المتحدة، وعملت بوزارة الدولة لشؤون البيئة في مجال التوعية والإعلام البيئي من 1998 حتى 2013، وتولت تصميم وتنفيذ ورئاسة وحدة الركن الأخضر التي من مهامها تثقيف وتوعية الطفل في مجال البيئة عن طريق الفنون المختلفة.ونالت الميدالية الذهبية في التصميم للطفل على مستوى الجمهورية 1987، وفازت بأربع جوائز أولى في مسابقات الهيئة العامة لقصور الثقافة، وحصدت ثلاث شهادات تقدير في مجال الدراسات النظرية والفنية الخاصة بالطفل، والجائزة التشجيعية في مسابقة الشخصية الكرتونية العربية الأخيرة (جائزة الأمير طلال بن عبدالعزيز) بالمجلس العربي للطفولة والتنمية.«إذا نسيت»
وتحت عنوان "إذا نسيت"، تستضيف قاعة الزمالك للفن حالياً معرض الفنانة آية الفلاح، الذي ترتبط فكرته بموضوع الأحلام أيضاً. وعن معرضها قالت الفنانة المصرية: "(ذكرني مَنْ أنا.. ولِمَ تسكُنني الحياة).. أكرر تلك الكلمات التي وردت في أغنية (إذا نسيت Si jamais j’oublie) الفرنسية، ثم تنساب الكلمات كما هي الحال في كل مرة.. ذكرني بتلك الوعود التي قطعتها لنفسي.. بأحلامي.. إنها الرغبة في إشعال الروح التي انطفأت ومحاولة لاستعادة التوازن، واسترجاع لحظات السعادة والتشبث بها كي لا تفر.. منذ أكثر من خمس سنوات وأنا أسير وراء أذني.. فكل ما أسمعه يخرج على سطح اللوحات على هيئة أشكال وكتابات مبهمة في الغالب وليس لها تفسير محدد لكنها مشحونة بمشاعري"، مؤكدة : "لقد وُلدت هذه الأعمال الفنية لتذكرني بمن أكون إذا ما نسيت".أحمد الجمَّال
خالد الطهمازي: حين أرسم أبحث عن ذاك الطفل الساكن في غياهب ذاتي