أقامت رابطة الأدباء الكويتيين، عبر صفحتها على "انستغرام"، محاضرة أونلاين بعنوان "بيت الكويت في القاهرة"، قدمها الباحث والكاتب مظفر عبدالله، وحاورته عضوة مجلس إدارة الرابطة جميلة سيد علي.في البداية تحدث مظفر عن أولى البعثات ومميزات المجتمع الكويتي، قائلا "أولى البعثات كانت أهلية في عام 1924 للعراق للمدرسة الأعظمية"، لافتا إلى أن "ذلك يؤكد اهتمام الكويتيين بما يحيط بهم، وأيضا لكون المجتمع الكويتي تجاريا يعمل على حرفتي الغوص واللؤلؤ، فإن هذا يتطلب معرفة بالحسابات، لذا فإن هذا الجانب يحتاج إلى تعليم مادة الرياضيات".
وأضاف مظفر أن تأسيس مدرستي المباركية والأحمدية، يأتي استشعارا من المجتمع بأن هناك حاجة لإدارة هذا المشروع الاقتصادي الكبير، الذي يعد بمنزلة نبض الحياة لمجتمع الكويتي آنذاك. وتابع أن "الشغف عند الشخصية الكويتية حدا ببعض المتنورين في المجتمع الكويتي، وبعض أفراد الأسرة الحاكمة، إلى بيان أهمية التعليم للجنسين، ودوره في تحسين مناحي الحياة"، موضحا أن المجتمع الحقيقي لدولة الكويت هو مجتمع ما قبل النفط، "فقد كانت الحياة طبيعية، وامتاز أهله بحب التطوير".
قصة جذبتني
أما عن ذكر سبب اختياره الكتاب فقال: "قصته جذبتني، بالإضافة إلى أنه لا يوجد كتاب متخصص كويتي أو غير كويتي يتكلم عن بيت الكويت في القاهرة بشكل موثق، وكل ما وجدته عبارة عن إشارات في كتب أخرى، فقمت بجمع تلك المصادر، والمعلومات، وأثريته بشهادات حية لأشخاص مثل د. سليمان الشطي، وأ. فاطمة حسين، ود. عبدالله الغنيم". ووصف مظفر في حديثه بيت الكويت في القاهرة ومجلة البعثة بأنه عبارة عن بذرتين وضعتا في تربة صحيحة هي مصر في ذلك الوقت، لافتا إلى أن "بيت الكويت" عاصر الجمهورية والملكية والحرب العالمية، مضيفا أن رواد المجموعة الكويتية، ومنهم عبدالعزيز حسين، وحمد الرجيب، وأحمد مشاري العدواني، وعبدالله زكريا الأنصاري، وهم أبطال القصة الحقيقيون، بالإضافة إلى الشيخ عبدالله الجابر بلاشك، عندما اختاروا ذلك المكان فإنه كان اختيارا صائبا أدى إلى نمو هاتين البذرتين".ندوات ثقافية
واستطرد مظفر في الحديث، ان "المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الذي تأسس بمرسوم أميري عام 1973، من وجهة نظري الشخصية، هو بذرة لبيت الكويت في القاهرة، والدليل أن كل ما أقيم فيه يشبه اليوم ما يقوم به المجلس، ولكن مع النسبة والتناسب، بمعنى أنه كان في بيت الكويت بالقاهرة ندوات ثقافية، واستضافة لشعراء كبار مثل أحمد شوقي، وحافظ إبراهيم، وتوفيق الحكيم، وعرض لأفلام سينمائية، وأيضاً مسرحيات يمثل فيها كويتيون، وأنشطة رياضية وموسيقية ورحلات". وأضاف "أما السبب الثاني الذي جعلني أربط بين المجلس الوطني والبيت، أن الذي ترأس الأخير في القاهرة عبدالعزيز حسين، والذي أصبح رئيس المجلس عام 1973، ومن أدار معه البيت أحمد مشاري العدواني، أصبح بعد ذلك أول الأمين العام للمجلس، لذلك الربط بين 1945 و1973 لا يأتي "اعتباطا"، بل مسيرة تراكمية قادت إلى إنشاء المجلس".أجواء اجتماعية وأخوية
وأوضح مظفر أن أنشطة البيت الكويتي في القاهرة كانت تدار من قبل الأشخاص الأربعة، الذين ذكرهم آنفا، لافتا إلى أنهم أصبحوا بعد ذلك من الشخصيات التي لها مراكز في الدولة. وقال "أثناء كتاباتي لقصة البيت الكويتي شعرت بالفخر، فالوضع الذي عاشه البيت في تلك الفترة صعب، لأننا لم نكن مستقلين، ولم نكن نملك موارد ثابتة". ومن جانب آخر، تحدث مظفر عن الاغتراب قائلا، "لاشك أن الاغتراب كان مخيفاً لأي طالب، وتغلب الطلبة آنذاك على ذلك من خلال الأجواء الاجتماعية والأخوية التي استطاع مديرو البيت القيام بها بدعم من الشيخ عبدالله الجابر، وبالأنشطة التي تقام مرتين على مدار الأسبوع".شهادات
وقال مظفر إنه حاول أن يثري الكتاب بالشهادات الحية، حتى لا يشتمل فقط على الجانب التوثيقي، لافتا إلى أنه اختار شخصيات استطاع أن يصل إليها، ووجه أسئلة عن تأثير بيت الكويت في القاهرة، وأيضا تأثير مجلة البعثة، ولاحظت أن الجميع تكلم بكل فخر واعتزاز بالدور الذي قام به البيت كمصدر إشعاع ثقافي، وتعريف الدول العربية بدولة الكويت في ذلك الوقت. وقدم مظفر الشكر للدكتور سليمان الشطي على مساهمته في الإصدار، كما شكر رئيس مركز البحوث والدراسات الكويتية د. عبدالله الغنيم لجهوده في الذاكرة الكويتية، ومحاولته الإتيان بكل المصادر التي تتحدث عن الكويت، لاسيما أن مركز الدراسات اجهتد في الحفاظ على مجلة "البعثة" فأعاد طباعتها، وبيعت بأسعار رمزية، مضيفا "ومن هذا المنبر أدعو إلى قراءتها، وسيرصد القارئ في تلك المجلة ارتفاع سقف النقد السياسي في ذلك الوقت، والتوثيق الكبير ليوميات بيت الكويت بالقاهرة، والمجلة صدرت في عام 1946، والمواضيع كتبت بأنامل كويتيين ومصريين وعرب مشتملة على قضايا عامة، وتحقيقات صحافية في المجالات النفطية والفنية وغيرها".