وساطة إماراتية بين مصر والسودان وإثيوبيا
الخرطوم والقاهرة تنسقان في أزمتي «الحدود» و«النهضة» مع أديس أبابا
بينما دخلت مصر على خط النزاع السوداني ـــ الإثيوبي بعد التصعيد الخطير بين الدولتين والذي بات ينذر بحرب بينهما، ووسط استمرار تعثر المفاوضات الخاصة بسد النهضة الذي تبنيه إثيوبيا، كشفت "وكالة الأنباء السودانية" الرسمية (سونا) عن "وساطة إماراتية" لتقريب وجهات النظر بين السودان ومصر وإثيوبيا، لكسر جمود المفاوضات المتعلّقة بسد النهضة.وأوضحت "سونا"، أن وفدا من وزارة الخارجية الإماراتية اختتم أمس الأول، زيارة للخرطوم استغرقت يوما واحدا.وتأتي الزيارة في إطار الجهود الإماراتية لتقريب وجهات النظر بين السودان ومصر وإثيوبيا لكسر جمود مفاوضات سد النهضة.
ونقلت "سونا" عن مصدر مطلع لم تسمه، أن الوفد الإماراتي التقى مسؤولين في وزارتي الخارجية والري والموارد المائية السودانية، واستمع منهم إلى شرح مفصل حول موقف الخرطوم في ملف سد النهضة.وحسب المصدر فإن "المبادرة الإماراتية لم تأت بطلب من السودان".وتحتفظ الإمارات بعلاقات جيدة مع كل من مصر والسودان وإثيوبيا، ولذلك يمكن التعويل عليها في حل الخلاف المتصاعد بين الدول الثلاث. في غضون ذلك، استقبل أمس الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وعدد من القيادات الأمنية والعسكرية المصرية وفداً سودانياً، لمناقشة النزاع الذي احتدم أخيرا بين الخرطوم وأديس أبابا على الفشقة، وهي أرض ضمن الحدود الدولية للسودان يستوطنها مزارعون من إثيوبيا منذ وقت طويل.وضم شمس الدين الكباشي عضو مجلس السيادة الانتقالي، والفريق أول جمال عبد المجيد مدير جهاز المخابرات العامة ووزير الثقافة والإعلام فيصل محمد صالح والأمين العام لمجلس السيادة الفريق الركن محمد الغالي علي يوسف.ووفقاً لما ذكرته صفحة مجلس السيادة على "فيسبوك"، فإن الزيارة تأتي "لبحث مسار العلاقات الثنائية ودفع مجالات التعاون المشترك لآفاق أرحب بما يخدم مصالح شعبي البلدين". وسلم كباشي رسالة إلى السيسي، تتضمن مجمل الأوضاع على الحدود السودانية الإثيوبية. وبدا واضحاً أن الزيارة السودانية تحمل أكثر من رسالة، إذ إنها تأتي في ظل تصاعد التوتر بين البلدين والذي وصل إلى حد تلويح الجانبين بخيار الحرب.وأمس الأول، أعلنت وزارة الخارجية السودانية أن طائرة عسكرية إثيوبية عبرت الحدود بين البلدين "في تصعيد خطير وغير مبرر".وأضافت في بيان، أن الحادث "يمكن أن تكون له عواقب خطيرة، ويتسبب في المزيد من التوتر في المنطقة الحدودية" لكنها لم تذكر متى حدث ذلك.أما إثيوبيا، فقد حذرت السودان، الثلاثاء، من نفاد صبرها إزاء استمرار الحشد العسكري في المنطقة الحدودية المتنازع عليها، رغم محاولات نزع فتيل التوتر عبر الجهود الدبلوماسية.الدخول المصري العريض على خط الأزمة بدا واضحاً أيضاً بعدما وصل وزير الموارد المائية والري محمد عبد العاطي إلى الخرطوم أمس، في زيارة عنوانها العريض "تنسيق المواقف بين القاهرة والخرطوم في ملف سد النهضة"، بعد تعثر أحدث جولات التفاوض الأحد الماضي.من ناحية أخرى، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي وصفحات إثيوبية وسودانية، صور تظهر القيادي الفلسطيني المفصول من "حركة فتح"، محمد دحلان، بجوار رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد.ونشرت الصورة أولا عبر صفحة Dawro Tube وهي إحدى الصفحات المحلية التي تهتم بنشر ثقافة سكان جنوب إثيوبيا، وبدأ بعدها تداول الصور من حسابات وصفحات إثيوبية على موقعي "فيسبوك" و"تويتر".وبالتحقق من مكان الصور، تبين أنها التقطت خلال زيارة رئيس الوزراء الإثيوبي للحديقة الوطنية في مقاطعة كويشا، ضمن زيارته للمنطقة.كما أظهرت مواقع تتبع رحلات الطائرات، أن طائرة خاصة أقلعت من الإمارات، حيث يعيش دحلان، وهبطت في إثيوبيا، في السابع من الشهر الجاري، ولا تزال هناك حتى الآن. كما قامت بعدة رحلات داخل إثيوبيا الاثنين، وهو نفس اليوم الذي قام فيه رئيس الوزراء الإثيوبي بجولته.