عندما تحدث أزمة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية يحاول الحكماء والعقلاء نزع فتيلها عن طريق التفاهم والتعاون، وتحكيم العقل والوصول إلى حل يرضي الطرفين دون أن يكون هناك غالب أو مغلوب، فالحكمة مطلوبة في الوصول إلى حل فيه مصلحة الشعب وأمن البلاد، وفي الخامس من ديسمبر 2020 أجريت الانتخابات البرلمانية واستبشر المواطنون خيراً بنتائج الانتخابات وبالمجلس الجديد، خصوصاً أن هناك وجوهاً شابة حازت ثقة المواطنين، إلى جانب أن هناك مرشحين لم يحالفهم الحظ ومنهم أعضاء سابقون، وهذه سنّة الحياة التغيير سمة الديمقراطية. بعد ظهور نتائج الانتخابات شُكلت الوزارة الجديدة وطُعمت بعناصر شابة لأول مرة إلى جانب الوزراء القدامى إن جاز التعبير، في الدول الديمقراطية ومنها الكويت كان من المتوقع أن يكون هناك انسجام بين تشكيلة المجلس التشريعي والسلطة التنفيذية، ولكن للأسف الشديد بدأ النزاع بينهما في الجلسة الافتتاحية.
بعد انتخاب الرئيس ونائبه وأمين السر والمراقب وتلا ذلك انتخاب اللجان، حيث إن الجلسة الأولى سادتها الفوضى واللغط وتعدي بعض الحضور على النواب والإساءة إلى قاعة (أبو الدستور)، المغفور له الشيخ عبدالله السالم الصباح، طيب الله ثراه، وهو مما أثار الاستهجان من عدد كبير من أبناء الشعب الكويتي. في هذه الجلسة الأولى ظهر عدم الانسجام بين السلطتين، وارتفعت وتيرة الأزمة عندما قدم عدد كبير من أعضاء مجلس الأمة استجواباً لرئيس مجلس الوزراء، وتبعه كتاب عدم التعاون مع الحكومة، مما أدى إلى تقديم الحكومة استقالتها لحضرة صاحب السمو الأمير، على أن تشكل حكومة تستطيع الانسجام مع مجلس الأمة، أما إذا جاءت الحكومة الجديدة ولم تحز ثقة مجلس الأمة فإن فتيل الأزمة سيستمر لا قدر الله فإن ذلك لن يرضي الشعب الكويتي ونعود لمسألة حل المجلس، وهذا لا يتمناه كل مخلص لبلده.إن ذلك سيعقد الأمور لأن المواطنين الذين أدلوا بأصواتهم وأوصلوا أعضاء يشكلون الأغلبية لا يقبلون بالحل، يجب في رأيي إيجاد حل لهذه الأزمة السياسية التي لو استمرت فسيكون الخاسر الأول فيها المواطن، الذي انتظر وقتا طويلا لحل المشاكل التي تعترض طريق التقدم والتنمية، وإذا استمرت هذه الأزمة فإننا سنخسر عامل الوقت لإنهاء جميع المسائل المعلقة. إن الوقت ثمين فعلينا المحافظة على المكاسب ونتقدم للأمام، وإن استمرار الأزمة بين السلطتين ليس في مصلحة البلد، فالحكمة والتعاون كلاهما في مصلحة الكويت التي يجب أن تكون هي الأولى أما الأشخاص فإنهم زائلون، فهل نتعظ ونأخذ الدروس من الأخطاء السابقة ونحافظ على بلدنا، ونسير قدما بالتعاون حتى الوصول إلى بر الأمان وننزع فتيل الأزمة؟ آمل ذلك وليحفظ الله كويتنا من كل شر ومكروه إنه سميع الدعاء. ***في زمن كورونا بالكاد نلتقي بأحبائنا وأصدقائنا بسبب التباعد واتباع التعليمات الصحية وعدم ارتياد الدواوين وغيرها من التجمعات الاجتماعية، تأتينا الأخبار متأخرة عن فقدان أحبتنا، فخلال أسبوع تلقيت خبرين لفقد عزيزين أولهما الأخ العزيز خالد صالح السعيد بووليد الذي تربطني به علاقات قديمة، هذا الشخص الذي عرفته بالأخلاق العالية والطيبة وصاحب القفشات الحلوة. رحم الله الأخ العزيز بووليد وأسكنه فسيح جناته، وألهم أهله وأصدقاءه الصبر والسلوان.والأخ الآخر الذي افتقدنا هو الأخ العزيز عبدالمجيد معرفي بوعبدالله كنّا زملاء بوزارة الخارجية، وكان نعم الأخ والزميل، وكان يتحلي بالخلق، رحم الله الأخ بوعبدالله وأسكنه فسيح الجنان وأحر التعازي لأهله وأصدقائه.
مقالات
من ينزع فتيل الأزمة؟
17-01-2021